وجاءت تصريحات لافروف يوم الاثنين 13 أكتوبر (تشرين الأول)، ردًّا على سؤال حول احتمال تزويد إيران بمنظومات الدفاع الجوي "إس-400" والطائرات المقاتلة الروسية.
ولم يُفصح الوزير الروسي عن تفاصيل المعدات التي قد تُسلّم إلى طهران.
وأضاف أنّ موسكو لا تعترف بتفعيل "آلية الزناد"، التي أعادت بموجبها الدول الأوروبية العقوبات الأممية ضد إيران، بما في ذلك العقوبات المتعلقة بالأسلحة، بسبب برنامجها النووي.
وتأتي تصريحات لافروف في وقتٍ أعادت فيه الأمم المتحدة فرض العقوبات على إيران بناءً على طلب الدول الأوروبية، بعد تفعيل "آلية الزناد"، التي كانت معلّقة منذ توقيع الاتفاق النووي عام 2015.
ورغم ذلك، تؤكد موسكو أنها لا تعتبر هذه القرارات ملزمة، وتواصل علاقاتها العسكرية مع طهران.
انتقادات إيرانية لموسكو
ورغم إعلان روسيا التزامها بدعم إيران، فقد وجّه عدد من المسؤولين الإيرانيين انتقادات حادة لموقف موسكو، خاصة خلال الحرب الإيرانية–الإسرائيلية الأخيرة التي استمرت 12 يومًا.
فقد قال وزير الصحة الإيراني، محمد رضا ظفرقندي، في الأول من أكتوبر الجاري، إنّ روسيا "لم تقدّم أي مساعدة لإيران لا في المجال الطبي ولا في المجالات الأخرى"، مضيفًا أن الاتفاقيات العسكرية والأمنية مع موسكو "لم تنفع إيران عمليًا".
وفي تصريحات أخرى، كشف عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، محمد صدر، أنه خلال الحرب الأخيرة "كان من الواضح أن إسرائيل على علم دقيق بمواقع منظومات الدفاع الجوي الإيرانية"، مشيرًا إلى أن المعلومات التي حصل عليها تؤكد أن الروس هم من نقلوا هذه البيانات إلى الإسرائيليين.
وأضاف صدر: "إنها خيانة روسية.. الروس تصرّفوا بنذالة"، على حد قوله.
كما أشارت صحيفة "فرهيختكان" الإيرانية، المقرّبة من المحافظين، إلى أن مواقف روسيا خلال الحرب الأخيرة "كانت أقل من مستوى توقعات طهران"، وأن موسكو التزمت الحياد في الوقت، الذي كانت إيران تتعرض لهجمات إسرائيلية مكثفة.
تدمير الدفاعات الجوية الإيرانية
ذكرت قناة "إيران إنترناشيونال"، في تقرير سابق، أن إسرائيل هاجمت نحو 80 منظومة دفاع جوي إيرانية، خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا.
كما أفادت قناة "فوكس نيوز" الأميركية، في أكتوبر2024، بأنّ إسرائيل دمّرت ثلاث منظومات دفاع جوي روسية من طراز "إس-300" داخل الأراضي الإيرانية، خلال ضربات انتقامية.
مساعٍ إيرانية لتعزيز التحالف مع موسكو وبكين
تسعى إيران في الوقت الراهن إلى توسيع تعاونها العسكري مع كل من روسيا والصين.
ووفقًا لمصدر مطّلع تحدّث إلى "إيران إنترناشيونال"، في الخامس من أكتوبر الجاري، فإن الحرس الثوري الإيراني وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة يجريان مفاوضات عبر شبكات تجارية تابعة لهما في الصين، للحصول على أسلحة متطورة تشمل صواريخ وطائرات مسيّرة وأنظمة دفاع جوي صينية.
وكانت طهران وموسكو قد وقعتا مذكرة تفاهم استراتيجية شاملة لتعزيز التعاون طويل الأمد بين البلدين.