وأصدرت سفارة إيران في كاراكاس، يوم السبت 11 أكتوبر (تشرين الأول) بيانًا عبر منصة "إكس"، واصفة ماتشادو بأنها "مبررة للإبادة الجماعية في غزة وطلبت التدخل العسكري الأجنبي في فنزويلا". وأضاف البيان أن منحها جائزة نوبل "يمثل دليلاً آخر على عقلية الغرب العنصرية والمتدخل في شؤون العالم النامي"، واعتبرت اختيارها بمثابة "سخرية من مفهوم السلام".
وكانت لجنة "نوبل"، قد أعلنت فوز ماتشادو بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، يوم الجمعة 10 أكتوبر الجاري، مشيرة إلى أن الجائزة تُمنح لها "تكريمًا لجهودها الدؤوبة في تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية في فنزويلا، وسعيها لتحقيق انتقال عادل وسلمي من الديكتاتورية إلى الديمقراطية".
وردًا على القرار، انتقد وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الإيراني، عباس صالحي، منح الجائزة إلى ماتشادو في منشور له على "إكس"، مشيرًا إلى أن أسماء لامعة في تاريخ "نوبل"، مثل ألبرت شفايتزر، ومارتن لوثر كينغ، والأم تيريزا، ونيلسون مانديلا، لن تتكرر، وأن الجائزة الحالية "قدمت لشخصية لا توازي هذه الأسماء".
كما وصفت وكالة "إرنا" الحكومية الإيرانية ماتشادو بأنها "أداة بيد الولايات المتحدة للسيطرة على أكبر احتياطات النفط في العالم، فنزويلا"، بينما وجهت وكالتا "تسنيم" و"فارس" التابعتان للحرس الثوري الإيراني انتقادات مماثلة.
ومن جهة أخرى، رحب بعض الشخصيات الإيرانية المعارضة، بمن في ذلك نجل شاه إيران السابق، الأمير رضا بهلوي، والناشطتان الإيرانيتان الحاصلتان على جائزة نوبل سابقًا، شيرين عبادي ونرجس محمدي، بمنح الجائزة إلى ماتشادو.
وعلى الصعيد الشخصي، تعتبر ماتشادو خلال العقدين الماضيين من أبرز الشخصيات في حركة الديمقراطية في فنزويلا؛ حيث أسست منظمة "سوماتي" لمراقبة الانتخابات الحرة والنزيهة، ولاحقًا قادت المعارضة ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.
وبعد إعلان فوزها، اعتبرت ماتشادو الجائزة "تقديرًا كبيرًا لنضال كل الفنزويليين"، وأهدتها لشعب فنزويلا في محنته ولرئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب "لدعمه القوي لقيم الحرية والديمقراطية".
كما أكدت ماتشادو، في رسالة خلال اجتماع "الاتحاد الوطني للديمقراطية في إيران" بحضور رضا بهلوي، أن المرحلة الحالية "لحظات حاسمة للمنطقة والعالم"، مشيرة إلى التشابه بين العنف والفساد والاستبداد في فنزويلا وإيران، معتبرةً أن النظامين يشكّلان "تهديدًا حقيقيًا" للعالم.
ويُذكر أن فنزويلا تعتبر أحد الحلفاء الرئيسين للنظام الإيراني، وقد عززت السياسات المشتركة والضغوط الأميركية على البلدين علاقاتهما في السنوات الأخيرة.