وأضاف أن الولايات المتحدة، كما أعلن الرئيس دونالد ترامب، مستعدة لإجراء مفاوضات ذات مغزى وتعاون كامل مقابل تعليق البرنامج النووي الإيراني.
وفيما يتعلق بإطار المفاوضات المحتملة بين طهران وواشنطن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: "إن الرئيس ترامب شدد مرارًا على أن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحًا نوويًا. هذا موقف ثابت وغير قابل للتغيير بالنسبة للولايات المتحدة".
الكرة في ملعب إيران
تابع المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، في تصريحاته لـ "إيران إنترناشيونال": "كما أعلن الرئيس ترامب مرارًا، بما في ذلك في الجمعية العامة للأمم المتحدة، رغم أن النظام الإيراني رفض باستمرار التفاوض، فإن الولايات المتحدة تبقي باب الحوار الجاد والمباشر مفتوحًا".
وأضاف: "كما قال الرئيس الأميركي، إذا أراد الإيرانيون التفاوض، فالكرة في ملعبهم. هم من سيستفيدون من هذا الحوار".
ورفض المتحدث تقديم المزيد من التفاصيل، قائلاً: "من غير المصلحة الوطنية للولايات المتحدة أن نناقش تفاصيل هذه القضايا علنًا".
ومع ذلك، أكد أن النظام الإيراني لا يزال "أكبر راعٍ حكومي للإرهاب في العالم"، ويواصل "التهديد والتصرفات العدوانية".
ويأتي إعلان وزارة الخارجية الأميركية عن استعداد واشنطن المشروط للحوار المباشر مع طهران في وقت كانت فيه السلطات الإيرانية قد ذكرت سابقًا أن البيت الأبيض لم يرد على رسائل عديدة بعثتها طهران بشأن التفاوض.
ومع ذلك، أعلن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، يوم الخميس 9 أكتوبر (تشرين الأول)، أن مسؤولين في النظام الإيراني تواصلوا مع إدارته، وأبدوا رغبتهم في "السعي نحو السلام"، ودعمهم القوي للاتفاق، الذي تم التوصل إليه لإنهاء حرب غزة.
وفي اجتماع للإدارة الأميركية بالبيت الأبيض، قال ترامب إنه يأمل أن يؤدي حل الجمود في الملف النووي الإيراني إلى تمهيد الطريق لإعادة إعمار البلاد بعد الهجمات الأميركية والإسرائيلية في شهر يونيو (حزيران) الماضي، مؤكدًا في الوقت ذاته أن إيران "لا يمكنها امتلاك سلاح نووي".
وأضاف ترامب: "أعتقد أن الهجوم على إيران كان ضروريًا جدًا، لأنه لو لم يحدث ذلك، لكانت إيران على الأرجح تمتلك الآن عدة أسلحة نووية. في تلك الحالة، حتى لو كنا قد وقعنا اتفاقًا، لكان قد لفه الغموض وجرده من معناه وتأثيره".
وأضاف ترامب: "إيران الآن مختلفة. مسؤولوها أبلغونا أنهم يريدون العمل من أجل السلام، وأعلنوا دعمهم الكامل لهذا الاتفاق. إنهم يرون أن هذا الاتفاق ممتاز. نحن نقدر موقفهم هذا وسنتعاون مع إيران".
وتابع: "لقد فرضنا عقوبات كبيرة على إيران، لكننا نأمل أن يتمكنوا من إعادة بناء بلدهم؛ فقط لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي".
وجاءت تصريحات ترامب في وقت فرضت فيه وزارة الخزانة الأميركية عقوبات إضافية واسعة ضد إيران.
وكان الرئيس الأميركي قد حذر، يوم الأحد 5 أكتوبر الجاري، من أن الولايات المتحدة "ستتعامل مجددًا مع إيران"، إذا حاولت استئناف برنامجها النووي.
وجدير بالذكر أن الولايات المتحدة قد استهدفت في 22 يونيو الماضي ثلاثة منشآت رئيسة للبرنامج النووي الإيراني، في إطار حملة عسكرية مفاجئة نفذتها إسرائيل ضد طهران، والتي اعتُبرت، بحسب مراقبين، الضربة الأشد للبنية التحتية العسكرية الإيرانية منذ عقود. وأصدر ترامب أمرًا بوقف إطلاق النار بعد يومين من تلك الهجمات.
عراقجي: لا حل سوى التفاوض
كان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، قد صرّح يوم الثلاثاء 7 أكتوبر الجاري، بأنه لا يوجد أي حل سوى التوصل إلى "حل تفاوضي" بين طهران وواشنطن.
وأشار في منشور له على منصة "إكس"، إلى المفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني، التي جرت في شهر يونيو الماضي، وقال إن طهران وواشنطن كانتا "قريبتين من التوصل إلى اتفاق نووي جديد وتاريخي".
وادّعى عراقجي أنه لم تكن هناك "أي معلومات" تشير إلى أن إيران كانت "تنتج سلاحًا نوويًا خلال شهر واحد"، لولا أن إسرائيل نجحت في "خداع الولايات المتحدة لشن هجوم على الشعب الإيراني".
ووصف هجمات إسرائيل والولايات المتحدة خلال "الحرب التي استمرت 12 يومًا" بأنها "فاشلة"، وكتب: "إسرائيل تحاول الآن تصوير تهديد وهمي من القدرات الدفاعية الإيرانية. الأميركيون سئموا من خوض الحروب التي لا نهاية لها لصالح إسرائيل".
وأكد وزير الخارجية الإيراني أن "إرادة طهران لن تتزعزع أبدًا"، مشددًا على أن "الإصرار على الحسابات الخاطئة لن يحل أي مشكلة".
وجاء تأكيد عراقجي على ضرورة التفاوض في وقت قال فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، يوم الاثنين 6 أكتوبر، إن الحكومة الإيرانية "لا تملك حاليًا خطة للتفاوض حول برنامجها النووي"، منتقدًا مجددًا الخطوة الأوروبية المتمثلة في تفعيل "آلية الزناد"، وإعادة فرض العقوبات الأممية.
وكانت بريطانيا وفرنسا وألمانيا قد أعطت في 28 أغسطس (آب) الماضي مهلة مدتها 30 يومًا لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، وهي العملية التي انتهت، بعد محاولات من حلفاء طهران لتأجيلها أو التوسط بشأنها، بإعادة فرض العقوبات على طهران.