مزاعم إيرانية باستخدام إسرائيل لـ"السِحر والجن" تثير السخرية

اتهم مسؤول إيراني رفيع إسرائيل باستخدام "العلوم الغيبية والأرواح الخارقة" في حربها مع النظام، وهي مزاعم أثارت موجة سخرية وجدلًا واسعًا حول حضور "الجن" في الخطاب السياسي الرسمي في إيران.
اتهم مسؤول إيراني رفيع إسرائيل باستخدام "العلوم الغيبية والأرواح الخارقة" في حربها مع النظام، وهي مزاعم أثارت موجة سخرية وجدلًا واسعًا حول حضور "الجن" في الخطاب السياسي الرسمي في إيران.
وكان الرئيس السابق لتحرير صحيفة "جوان"، التابعة للحرس الثوري الإيراني، عبدالله كنجي، قد كتب في حسابه على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، في 9 يوليو (تموز) الجاري: "هناك ظاهرة غريبة، بعد الحرب الأخيرة، حيث عُثر في شوارع طهران على أوراق تحتوي على تعاويذ رموز يهودية".
وأضاف كنجي، الذي يشغل حاليًا منصب مستشار عمدة طهران: "المرشد الإيراني، علي خامنئي، قال قبل سنوات إن الدول المعادية، وأجهزة المخابرات الغربية والعبرية، تستخدم السحر والجن في أعمال التجسس".
ويُذكر أن خامنئي كان قد صرح في مارس (آذار) 2020، خلال خطاب متلفز بأن "الأعداء من الجن والإنس متحالفون ضد إيران"، وهو تصريح أُزيل لاحقًا من بعض النصوص الرسمية المنشورة.
ما هو الجن في الرواية الإيرانية؟
الجن، بحسب الموروث الإسلامي، مخلوقات من نار، تختلف عن البشر المخلوقين من طين. وذُكرت كثيرًا في القرآن والأساطير ما قبل الإسلام، ويُعتقد أن لها القدرة على تغيير الشكل، والتأثير على عقول البشر، وحتى تنفيذ أعمال تجسس وتخريب.
وتُستخدم هذه المفردات بشكل متكرر في الخطاب السياسي والديني الإيراني، خاصة في الحديث عن "المؤامرات" الإسرائيلية والغربية، فقد قال المرجع الديني، مهدي كرمي، في مقابلة تلفزيونية عام 2024: "نظرًا لتاريخ الصهاينة في استعباد الجن، فإن كثيرًا من عملياتهم تُنفّذ من خلالهم.. الجن هو جيشهم السري".
وفي مارس 2023، بث التلفزيون الإيراني تصريحات للمرجع الديني، نقيب بورفر، الذي زعم أن أجهزة الاستخبارات الإيرانية أحبطت محاولات اختراق إسرائيلية عبر الجن.
رغم أن رجال دين محافظين يعتبرون الجن قوى حقيقية، فإن التيار الإصلاحي والتقدمي في إيران ينتقد هذا الخطاب؛ حيث ردّ عبدالله رمضان زاده، المتحدث باسم حكومة الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، على منشور كنجي بالقول: "الحديث عن تعاويذ يهودية ودور الجن في العدوان الإسرائيلي هو محاولة لتغطية فشل الأجهزة الأمنية وتجاهل تكتيكات العدو"، على حد تعبيره.
ردود إسرائيلية ساخرة وصور من الصحراء
لم يمرّ هذا الجدل دون انتباه في إسرائيل، إذ نشر حساب على "إكس" يُزعم أنه يمثل "الموساد" تعليقًا ساخرًا باللغة الفارسية: "تعاطي المخدرات والتحدث مع الجن ليست صفات مناسبة لقائد دولة".
وفي التوقيت ذاته، تم تداول صورة أقمار صناعية تُظهر نقوشًا غامضة في صحراء قُرب قاعدة صواريخ في وسط إيران، تضمّنت نجوم داوود ومثلثات. ولم تتضح الجهة المسؤولة عن هذه الرموز، لكن البعض ربطها بأعمال رمزية أو سحرية تستهدف قدرات إيران العسكرية. وسارعت السلطات الإيرانية إلى إزالة تلك الرموز.
وما كان يُستخدم في السابق من رموز غيبية في وعظ ديني محدود، تحوّل اليوم إلى خطاب إيراني شبه رسمي في صلب تفسير الأمن القومي. كما أن استخدام الجن والتعاويذ لتبرير الإخفاقات الاستخباراتية والعسكرية، يشير إلى مأزق خطير في بنية التفكير السياسي لدى بعض نخب النظام الإيراني، حيث يُمزج الغيب بالواقع بطريقة تضرّ بالمصداقية السياسية، وتفتح الباب للسخرية الإقليمية والدولية.