مدير سابق لرصد الهجرة: عدد الطلاب الإيرانيين المهاجرين تجاوز 100 ألف طالب.. و1% فقط يعود

حذر الباحث والمدير السابق لرصد الهجرة في إيران، بهرام صلواتي، من أن عدد الطلاب الإيرانيين المهاجرين تجاوز لأول مرة في تاريخ البلاد 100 ألف طالب، و1 في المائة منهم فقط هم من يعود إلى إيران.

وقال صلواتي لموقع "انتخاب" الإخباري إن عدد الطلاب الإيرانيين المقيمين في الخارج تضاعف كل 10 سنوات منذ عام 2006، أي بعد عام من تولي حكومة محمود أحمدي‌ نجاد الأولى.

وأضاف أن هذه الزيادة بدأت تتضاعف في غضون 4 سنوات فقط بدلًا من 10 سنوات منذ عام 2021.

وبحسب الباحث، كان عدد الطلاب المهاجرين حتى نهاية 2011 حوالي 60 ألفًا، لكنه ارتفع إلى 120 ألفًا في عام 2025.

وبناءً على نتائج استبيان صادر عن معهد "استاسيس" في واشنطن نُشر في فبراير (شباط) 2024، فإن 68 في المائة من الشباب الإيراني يفضلون الهجرة والعيش خارج إيران.

وفي مقابلة لاحقة، وصف مدير رصد الهجرة السابق عودة واحد بالمائة فقط من الطلاب المهاجرين بأنها "خطيرة" وتمثل "هروبًا لا عودة منه للنخب".

وشدد على أن اتجاه الهجرة من إيران أصبح باتجاه واحد، محذرًا: "نموذج دوران العقول بالنسبة لإيران لا ينطبق على الإطلاق... هذه هي الصورة التي نواجهها في 2025، لكن المفاجآت الكبرى لا تزال أمامنا".

ويشير الخبراء إلى الأزمة الاقتصادية، وقمع النظام الإيراني في المجالات السياسية والثقافية، وشعور الناس باليأس من تحسن الأوضاع كأسباب رئيسية لهجرة الإيرانيين التي لا رجعة فيها.

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2023، أرسل مواطنون رسائل إلى قناة "إيران إنترناشيونال" مؤكدين أن "طغياب الحد الأدنى من مقومات الحياة الطبيعية، وعدم الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي" هي من دوافع هجرتهم.

وزيادة معدل هجرة الإيرانيين في السنوات الأخيرة، خاصة بين الطلاب والقوى المهنية المتخصصة كالأطباء والممرضين وأساتذة الجامعات، أثارت قلقًا كبيرًا.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، صرح علي ربيعي، مساعد الرئيس الإيراني للشؤون الاجتماعية، بأن سن الرغبة في الهجرة انخفض إلى أقل من 18 عامًا، معترفًا بأن الهجرة باتت تُعتبر "طريق هروب".

هجرة النخب استراتيجية للبقاء

وتحدث الرئيس الإيراني مسعود بزشكیان، مرارًا خلال العام الماضي عن موضوع الهجرة من إيران.

ففي مارس (آذار) الماضي، استند إلى سورة النساء في القرآن قائلاً: "إذا بقي الشخص الضعيف في الذل، فمصيره إلى النار"، وقدم الهجرة نوعًا من الحل للمواطنين.

مع ذلك، انتقد في مايو (أيار) الحالي قرار بعض الإيرانيين الهجرة.

وفي خطاب حديث قال بزشكیان: "نحن نربي الآن أطفالًا تفكيرهم بنسبة 90% نحو الخارج... الفن ليس أن تصبح نخبة ثم تذهب إلى أميركا لتمنحهم فنك وعلمك".

وأشار مدير رصد الهجرة السابق إلى أن هذه النظرة التي تتبناها بزشكیان ومسؤولو النظام الإيراني الآخرين، التي تعزو هجرة النخب إلى نقص الموارد المالية و"المال والدولار"، هي رؤية "سطحية وغير ناضجة".

وأكد أن النخب تتفاعل مع المشكلات الهيكلية برد عقلاني واحتجاجي، وأن هجرتهم تمثل استراتيجية بقاء.

وفي تقرير نشره "فايننشال تايمز" في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، استنادًا إلى إحصائيات منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، جاء أن إيران سجلت أسرع معدل نمو في هجرة سكانها إلى الدول الغنية بين عامي 2020 و2021.