وقال بقائي، يوم الاثنين 6 أكتوبر (تشرين الأول)، في مؤتمر صحافي، إن قرار فرنسا وألمانيا وبريطانيا "لم يكن قائمًا على حساب عقلاني، بل جاء نتيجة نوع من العناد، في إطار تنفيذ مطالب أميركا دون النظر إلى مصالح هذه الدول الأوروبية الثلاث نفسها".
وأضاف أن قيام دول "الترويكا" الأوروبية بتفعيل "آلية الزناد"، "أثبت أن الدبلوماسية بهذا الشكل ليست مجدية معها".
وشدّد بقائي في الوقت نفسه على أنه إذا كانت الدبلوماسية "في اتجاه تحقيق مصالح إيران"، فإنها "لن تتردد في الاستفادة منها".
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد حذّر يوم أمس الأحد 5 أكتوبر الجاري، من أن الولايات المتحدة "ستتعامل مجددًا" مع النظام الإيراني، إذا حاول استئناف برنامجه النووي.
وفي الأسابيع الأخيرة، ذكرت عدة وسائل إعلام ومراكز دراسات، استنادًا إلى صور أقمار صناعية، أن الأنشطة في منشأة "كلنغ غزلا" تحت الأرض لا تزال مستمرة، وأن النظام الإيراني يقوم بأعمال بناء واسعة في هذه المنشأة القريبة من موقع "نطنز" النووي.
إجراءات تركيا.. غير قانونية
واصل المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية تصريحاته، قائلاً: "إن طهران ترى أن تفعيل آلية الزناد لا يفرض أي التزام على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لتنفيذ العقوبات".
ووصف بقائي خطوة تركيا بإعادة فرض عقوبات مجلس الأمن على طهران بأنها "غير ضرورية وغير قانونية"، وقال: "نطالب جميع الدول، وخاصة الدول الصديقة والمجاورة، بالامتناع عن تنفيذ هذا القرار غير القانوني، الذي اتُخذ دون مراعاة الإجراءات المعمول بها".
وأضاف أن النظام الإيراني "متمسك بحزم" بـ "موقفه القانوني"، ولن يسمح "بإضفاء الشرعية على الإجراءات غير القانونية في مجلس الأمن".
ومع ذلك، لم يشر إلى أي خطة لدى النظام الإيراني لمواجهة إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة.
وجدير بالذكر أن تركيا قامت، في الأول من أكتوبر الجاري، بتجميد أصول عدد كبير من الأفراد والكيانات المرتبطة بالأنشطة النووية للنظام الإيراني.
لا يوجد أي مفتش من الوكالة في إيران
أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، خلال مؤتمره الصحافي، عن اتفاق القاهرة بين طهران والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقال إنه بالنظر إلى التطورات الأخيرة، فإن هذا التفاهم "بلا شك لم يعد فعالاً ولا يمكن تنفيذه".
وأضاف بقائي أنه في الوقت الحالي "لا يوجد أي مفتش من الوكالة في إيران"، وأن آخر عمليات التفتيش جرت قبل ما لا يقل عن عشرة أيام في محطة بوشهر، في إطار عقد مبرم مع روسيا يتعلق بهذا المشروع.
وأكد أن طريقة التعامل مع الوكالة مستقبلاً ستحددها "الهيئات العليا" في النظام افيراني، بما في ذلك "المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني".
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، قد توصلا، في 9 سبتمبر (أيلول) الماضي بالعاصمة المصرية القاهرة، إلى اتفاق على آلية جديدة لمواصلة التعاون بين الطرفين.
غير أن عراقجي أعلن يوم أمس الأحد 5 أكتوبر، أن "اتفاق القاهرة لم يعد يصلح أساسًا للتعاون بين طهران والوكالة، ويجب اتخاذ قرار جديد بهذا الشأن".