وبحسب ما أوضح بيما، فإن قانعي فرد أُوقف في 28 مارس (آذار) الماضي، عندما توجّه، وفق موعد مسبق، إلى مكتب إدارة الهجرة والجمارك الأميركية (ICE) في دالاس، من أجل إتمام بعض الإجراءات الإدارية وتسجيل عنوانه الجديد، لكنه اعتُقل ونُقل إلى أحد مراكز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين.
وتبلغ القدرة الاستيعابية لهذا المركز في مدينة ألواريدو بولاية تكساس أكثر من 700 شخص، لكن وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" فقد تجاوز عدد المحتجزين فيه أحيانًا هذه السعة، واشتكى الموقوفون من ظروف قاسية كعدم توفّر أسرّة كافية.
وأشار بيما إلى أن موكله كان يقيم في كاليفورنيا، لكنه انتقل إلى دالاس في منتصف مارس بعد تلقيه عرض تدريس من إحدى الكليات هناك، وكان ينوي الاستقرار في المدينة، ولذلك كان عليه أن يبلّغ سلطات الهجرة بمكان إقامته الجديد. وأكد أن انتقاله إلى تكساس جرى بعلم هذه السلطات.
سابقة اعتقال قانعي فرد ومحاولات ترحيله عام 2019
أوضح بيما، الذي يتولى الدفاع عن قانعي فرد منذ منتصف عام 2017، أن موكله أقام في الولايات المتحدة بين عامي 2003 و2012 بصفة طالب، أو كان يتردّد عليها بتأشيرات دراسية.
وأضاف أن قانعي فرد قدّم أول طلب لجوء في أميركا عام 2013، لكنه غادر البلاد قبل البت في الطلب. ثم عاد مجددًا في مارس 2017 عبر الحدود المكسيكية إلى ولاية تكساس، وعرّف بنفسه لسلطات الهجرة هناك وتقدّم بطلب لجوء جديد.
وبحسب بيما، فقد اعتُقل قانعي فرد حينها، ونُقل إلى مركز احتجاز للمهاجرين واللاجئين في مدينة إل باسو بولاية تكساس، وظل محتجزًا هناك فعليًا حتى يوليو (تموز) 2020.
وتابع: "في عام 2019 حاولت الحكومة الأميركية ترحيله إلى إيران عبر أذربيجان، لكنه رفض الصعود إلى الطائرة المتجهة إلى طهران، ما أفشل عملية ترحيله، فأُعيد مجددًا إلى مركز الاحتجاز في إل باسو".
وعن نشاطه في الولايات المتحدة خلال السنوات الخمس الأخيرة، أوضح المحامي أن موكله لم يعمل في أي مؤسسة حكومية أميركية، سواء على المستوى الفيدرالي أو المحلي، بسبب عدم امتلاكه الجنسية أو البطاقة الخضراء، بل كان يعيش من خلال التدريس والكتابة والمقابلات الإعلامية.
ونفى بيما صحة ما تردّد عن زواج قانعي فرد للحصول على الإقامة الدائمة، أو عن وجود ملف أمني له لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، مؤكدًا أن "السبب الوحيد لاعتقاله يتعلق بملفه في الهجرة".
وضع قانوني خاص
أوضح المحامي أن موكله، لعدم امتلاكه بطاقة خضراء، كان يقيم في الولايات المتحدة وفق وضع قانوني خاص يفرض عليه الإبلاغ عن أي تغيير في محل الإقامة لسلطات الهجرة.
وبيّن أنه في الحالات، التي تطول فيها فترة الاعتقال دون إمكانية ترحيل الموقوف، غالبًا ما يُطلق سراحه وفق ما يُعرف بـ "أمر إشراف" (Order of Supervision).
وأشار إلى أن قانعي فرد استفاد من هذا النظام؛ حيث أُطلق سراحه في يوليو 2020، بعد ثلاث سنوات من الاحتجاز، وظل يعيش في واشنطن ثم كاليفورنيا حتى اعتقاله الأخير.
وأضاف أن تشدد السياسات الأميركية في مجال الهجرة في ظل إدارة ترامب الحالية جعل وضع موكله أكثر تعقيدًا، مشددًا على أن "عرفان لم يقترف أي عمل غير قانوني، وحتى مسؤولو مركز الاحتجاز قالوا لي مرارًا إنهم لا يرون سببًا واضحًا لاستمرار اعتقاله".
القلق من الترحيل إلى إيران
قال بيما إن السياسات الجديدة للسلطات الأميركية تجعل خطر ترحيل موكله إلى إيران أمرًا واقعيًا.
وأوضح أن إدارة الهجرة الأميركية، بعد اعتقال قانعي فرد بستة أشهر، أرسلت طلبًا رسميًا إلى مكتب رعاية المصالح الإيرانية في واشنطن لإصدار جواز سفر أو تصريح سفر مؤقت له، لاستخدامه في عملية الترحيل، لكن المكتب لم يرد بعد على هذا الطلب.
متابعة القضية قانونيًا
أكد بيما أن ملف قانعي فرد يُتابع الآن من قِبل محاميين معًا، مضيفًا: "قدمتُ دعوى أمام محكمة فيدرالية في تكساس لإطلاق سراح موكلي، لأن فترة اعتقاله تجاوزت ستة أشهر دون مبرر".
وأشار إلى أن المحامي الثاني رفع بدوره دعوى أمام محكمة استئناف الهجرة في ولاية فيرجينيا لتقديم أدلة جديدة قد تدعم طلب اللجوء.
وأوضح أن طلب اللجوء السابق لقانعي فرد رُفض عام 2018؛ بسبب نقص الأدلة، لكن الأمل معقود الآن على الوثائق الجديدة المتعلقة بنشاطاته السياسية الأخيرة لإقناع المحكمة بأن ترحيله إلى إيران سيعرّض حياته لخطر حقيقي.
وجدير بالذكر أنه في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، رحّلت الولايات المتحدة 117 رجلاً و3 نساء من الإيرانيين على متن طائرة مستأجرة عبر قطر، ومنها إلى إيران، تحت إشراف أمني مشدد.
وكان المدير العام للشؤون البرلمانية والقنصلية في وزارة الخارجية الإيرانية، حسين نوش آبادي، قد صرّح في 30 سبتمبر الماضي بأن السلطات الأميركية تخطّط لإعادة نحو 400 إيراني إلى بلادهم.
ونقل أحد المرحّلين إلى إيران مشاهد "مروّعة" قبيل الرحلة، وقال: "إن أحد الموقوفين قطع شرايين يده بشفرة، وابتلع عشرات الحبوب حتى لا يُعاد إلى إيران، فنقلوه وهو في حالة تشنج على نقالة. وآخر جرح يديه، لكنهم ضمّدوه وأعادوه على متن الطائرة إلى إيران".