ترامب: قضيت على طموحات طهران النووية عبر تدمير كامل منشآتها للتخصيب

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء السبت في كلمة ألقاها في معهد “كورنرستون” التعليمي: «قضيتُ على الطموحات النووية الإيرانية بتدمير كامل منشآتها الخاصة بالتخصيب.»
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء السبت في كلمة ألقاها في معهد “كورنرستون” التعليمي: «قضيتُ على الطموحات النووية الإيرانية بتدمير كامل منشآتها الخاصة بالتخصيب.»
وأضاف أن طيّاري القاذفات الأمريكية B-2 نفذوا هجوماً على الأراضي الإيرانية استغرق ذهاباً وإياباً 37 ساعة طيران، تخلله التزود بالوقود في الجو، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة سخرت 52 طائرة ضخمة للتزويد بالوقود.
وأعاد ترامب وصف هذه العملية بأنها «حقاً مذهلة»، مؤكداً أن جميع القنابل التي ألقتها الطائرات الأمريكية أصابت أهدافها داخل إيران. ومنذ تنفيذ العملية في شهر حزيران/يونيو الماضي، كرر ترامب مراراً الحديث عنها في مناسبات مختلفة، مشيداً بقوة الجيش الأمريكي وبالطيارين الذين نفذوا العملية.
وقال الرئيس الأمريكي إن الطيارين المشاركين في الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية أخبروه أنهم كانوا على مدى 22 عاماً يتدربون 3 إلى 4 مرات سنوياً لمثل هذه المهمة، لكن ترامب كان الرئيس الوحيد الذي امتلك الجرأة لمنحهم الضوء الأخضر لتنفيذها.
المأزق في المفاوضات بين طهران وواشنطن حول “حق” التخصيب
تصاعد الخلاف بين طهران وإدارة واشنطن هذا العام حول قضية “حق تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية”، ليصبح أحد أبرز العقبات أمام استمرار المفاوضات.
الموقف الإيراني
يؤكد مسؤولو الجمهورية الإسلامية أن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية (NPT) تمنح إيران، باعتبارها عضواً، الحق في امتلاك دورة وقود نووي كاملة، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها. وترى طهران أن هذا الموضوع “خط أحمر” في المفاوضات، وأن التراجع عنه يُعد استسلاماً للضغوط السياسية وإضراراً بـ”الاستقلال والسيادة الوطنية”. كما تزعم أن برنامجها النووي مخصص حصراً لأغراض سلمية مثل توليد الكهرباء والاستخدامات الطبية، وأن رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية تؤكد مشروعيته.
الموقف الأمريكي
في المقابل، ترى الولايات المتحدة أن التخصيب داخل إيران يمثل خطراً كبيراً بالانفلات النووي وقد يفتح الطريق أمام امتلاك إيران للسلاح النووي. وتشير واشنطن إلى أن إيران تستطيع تلبية احتياجاتها من الوقود النووي عبر السوق العالمية أو من خلال اتفاقيات دولية، دون الحاجة إلى تخصيب محلي. وتؤكد إدارة ترامب، كما الإدارات السابقة، أن الاعتراف بهذا الحق لإيران يشكل «مخاطرة أمنية غير مقبولة» على المنطقة والعالم.
سبب المأزق
تعثرت المفاوضات الجارية لإحياء الاتفاق النووي السابق أو التوصل إلى اتفاق جديد عند هذه النقطة تحديداً. فالنظام الإيراني يصر على أنه لا يمكن لأي اتفاق أن يكون مستقراً من دون الاعتراف بـ”حق التخصيب”، بينما تعتبر واشنطن هذا الشرط غير مقبول، وتراه إضفاء شرعية على برنامج قد يتحول سريعاً من الطابع السلمي إلى المستوى العسكري.
هذا الشرخ الجوهري جعل المحادثات تصل إلى طريق مسدود، وهو خلاف يتجاوز الجانب الفني إلى جذور أعمق تتعلق بعدم الثقة والتعارض الاستراتيجي بين الطرفين.
التطورات الأخيرة
منذ الهجوم الأمريكي في حزيران/يونيو على المنشآت النووية للجمهورية الإسلامية، توقفت أنشطة إنتاج اليورانيوم وبقية الأنشطة النووية، ولا يُعرف مصير 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب.
كما توقفت المفاوضات مع الولايات المتحدة ولم تؤدِ المحادثات مع الدول الأوروبية الثلاث إلى أي نتيجة. وفي يوم الخميس 28 أغسطس، بدأت بريطانيا وفرنسا وألمانيا رسمياً آلية مدتها 30 يوماً لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران، وهو ما أدانته الجمهورية الإسلامية.
ومع تفعيل “آلية الزناد”، ستعود عقوبات الأمم المتحدة التي كانت قد جُمّدت بموجب الاتفاق النووي لعام 2015 لتدخل حيّز التنفيذ مجدداً.