ولا تزال ردود الفعل مستمرة، بعد مرور يومين على قرار مجلس الأمن ببدء عملية إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
وقال عضو هيئة رئاسة لجنة الرقابة في البرلمان الإيراني، علي كشوري، يوم الأحد 21 سبتمبر (أيلول)، إن العقوبات الشاملة من جانب أميركا وأوروبا تُفرض منذ سنوات، ومِن ثمّ "فإن طهران تعرف جيدًا كيفية مواجهة العقوبات".
وقال ممثل محافظة أصفهان في البرلمان، حامد يزديان، إن إيران "لديها الحق في الرد المناسب على الإجراء غير القانوني" من جانب الدول الأوروبية الثلاث ومجلس الأمن بشأن إعادة العقوبات.
ولم يحدد يزديان ما هي الخطوة "المناسبة" لطهران، لكن عددًا آخر من النواب في البرلمان ووسائل الإعلام الحكومية سردوا قائمة بالإجراءات الانتقامية المقترحة.
وقال عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، أحمد نادري، إن الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي "NPT"، وتبني سياسة الغموض، وأخيرًا اختبار قنبلة نووية، هي الخيارات الوحيدة التي يمكن أن تحمي إيران من مصير العراق وليبيا.
وأكد عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان، إسماعيل كوثري، أن دخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المواقع النووية المتضررة محظور.
الخروج من معاهدة حظر الانتشار النووي "NPT"
دعت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، الحكومة إلى الخروج فورًا من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية "NPT".
وأكد عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان، فدا حسين مالكي، أن إيران مستعدة لأي سيناريو، بما في ذلك "الخروج من الاتفاق مع الوكالة وحتى النظر الجاد في الخروج من NPT".
وقال عضو لجنة المادة 90 في البرلمان الإيراني، حسين علي حاجي دليغاني، ردًا على تفعيل آلية الزناد، إنه يجب سن قرار في البرلمان يُصنِّف قادة الدول الأوروبية كرؤساء إرهابيين.
وأضاف أن البرلمان "لديه خيارات مختلفة سيُعلن عنها في الوقت المناسب"، ومن بينها الخروج من NPT"".
ورغم كثرة مثل هذه التصريحات، فقد حاول بعض الدبلوماسيين الإيرانيين تصوير هذه المواقف بأنها "غير رسمية" أو "شخصية".
وقال المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور، هادي طحان نظيف، في مؤتمر صحافي يوم السبت 20 سبتمبر: "لم يُطرح حتى الآن أي نقاش حول مشاركة مجلس صيانة الدستور في البرلمان لاتخاذ قرار نهائي بالخروج من NPT".
تعليق التعاون مع الوكالة
أعلن المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، مساء السبت 20 سبتمبر، تعليق التعاون مع الوكالة الولية للطاقة الذرية، مشيرًا إلى أن التعاون مع الوكالة سيُعلَّق عمليًا بسبب إجراءات الدول الأوروبية، رغم الجهود والمقترحات المقدَّمة من وزارة الخارجية الإيرانية.
وكلَّف المجلس الأعلى للأمن القومي وزارة الخارجية بمواصلة التشاورات في إطار قراراته لحماية المصالح الوطنية.
وسبق أن حذرت وزارة الخارجية الأميركية، في 12 سبتمبر الجاري، من أن عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الملف النووي الإيراني سيجعل واشنطن تُحاسب طهران.
وقال نائب وزير الخارجية الإيراني للعلاقات الاقتصادية، حميد قنبري، مساء السبت 20 سبتمبر، إن تفعيل آلية الزناد سيؤثر بالتأكيد على حياة الشعب الإيراني، لكن مدى التأثير يعتمد على نص القرار.
ووصف ردود الفعل الحالية في السوق على تفعيل "آلية الزناد" وإعادة العقوبات الأممية بأنها "عاطفية".
وكانت وزارة الاستخبارات الإيرانية، قد حذرت ف عبر رسالة سرية إلى الوزارات وشركات كبرى، ي 11 أغسطس (آب)، من أن تفعيل "آلية الزناد" قد يؤدي إلى توقف بيع النفط الإيراني، وأزمات اقتصادية وأمنية كبيرة، وزيادة البطالة، وتصاعد الاستياء الاجتماعي في البلاد.
ورغم تحذيرات الخبراء والمراقبين من التداعيات الاقتصادية والسياسية الشديدة لتفعيل "آلية الزناد"، فقد حاول الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، تصوير الحدث بأنه غير مهم.
وقال بزشكيان، يوم السبت 20 سبتمبر: "يمكنهم ضرب نطنز وفوردو، لكن البشر هم من يبنونها وسيبنونها. لا يمكنهم إيقافنا".
وأوضح المتحدث باسم لجنة الأمن القومي في البرلمان، إبراهيم رضائي، أن "إعادة العقوبات غير قانونية. تفاهم القاهرة انهار، ولم يعد هناك سبب للبقاء في NPT".
وأضاف أن إيران يجب أن تعيد تصميم مفاعل أراك بقدرة 40 ميغاواط، وتصنع أجهزة الطرد المركزي من الجيل الجديد.
وكان وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، ومدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، قد توصلا، يوم 9 سبتمبر الجاري في القاهرة، إلى اتفاق حول آلية جديدة لاستمرار التعاون بين الطرفين.
وسبق أن قال نائب وزير الخارجية الإيراني، كاظم غريب آبادي، إن تفعيل "آلية الزناد" سيوقف تنفيذ مذكرة التفاهم الأخيرة بين الحكومة الإيرانية والوكالة.
التهديد بصنع قنبلة نووية
تجاوزت التهديدات من مسؤولي النظام الإيراني الخروج من المعاهدات؛ حيث طالب عدد من نواب البرلمان صراحة بصنع قنبلة نووية.
وقال عضو هيئة رئاسة البرلمان الإيراني، أحمد نادري، في منشور على منصة "إكس"، ردًا على "إعادة العقوبات": "قُلت مرات عديدة وأكرر الآن بصراحة إن الطريق الوحيد للحفاظ على الوحدة الترابية والأمن القومي في إيران هو الوصول إلى السلاح النووي".
وقال نائب رئيس لجنة الإعمار في البرلمان، محمد منان رئيسي، إن طهران يجب أن تخرج من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وأضاف: "إذا كنا سنُعاقب مرة أخرى بالعقوبات الأممية بتهمة كاذبة للسلاح النووي، فلماذا يجب أن نكون محرومين من امتلاك السلاح النووي في هذه الغابة اللامتناهية حيث الكلمة الأخيرة للقوة فقط؟".
وقد أدت هذه التهديدات والتصريحات في الماضي إلى عواقب لطهران.
وقد أعاد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في 25 أغسطس (آب) الماضي، نشر فيديو لتصريحات نائب رئيس البرلمان الإيراني السابق، علي مطهري، قبل عامين، حول الهدف السري للنظام الإيراني في صنع قنبلة نووية، على منصة "تروث سوشال".
وقال مطهري، في مايو (أيار) 2022 في مقابلة فيديو: "منذ البداية عندما دخلنا في النشاط النووي، كان هدفنا صنع قنبلة، وتعزيز القدرات الرادعة، لكننا لم نتمكن من الحفاظ على سرية هذه المسألة".
ورد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية على إعادة نشر تصريحات مطهري من قِبل ترامب بوصفه بأنه "مواطن عادي".
هذا وقد أنكر النظام الإيراني في السنوات الماضية جهوده لصنع قنبلة نووية، ووصف أنشطته النووية بأنها "سلمية".
ومع ذلك، حذّر العديد من الخبراء والسياسيين، قبل حرب الـ 12 يومًا مع إسرائيل، من أن طهران تمتلك كمية كافية من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة لصنع ما لا يقل عن 10 قنابل نووية.