وتداولت الصحف مقتطفات من كلمة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، خلال تكريم الفائزين في الأولمبياد العلمي العالمي؛ التي قال فيها: "لن نستسلم أبدًا أمام الطموحات المفرطة ولن نركع"، كما انتقدت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، تجاهل الإصلاحيين لإنجازات المصارعين الإيرانيين.
وذكرت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، أن عضوية إيران في المنظمات الدولية مثل "بريكس" و"شنغهاي"، قد منحتها قدرة أكبر على مواجهة العقوبات المفروضة عليها، مما يفتح أمامها فرصًا لتوسيع علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول أخرى.
ومن جهة أخرى، أكد خبير الشؤون الدولية، أمير علي أبو الفتح، لصحيفة "قدس" الأصولية، ضرورة التنسيق الكامل بين مؤسسات الدولة لمواجهة تداعيات تفعيل "آلية الزناد"، ودعا إلى سياسة خارجية متوازنة تعمل على تعزيز التعاون مع الجيران مع الحفاظ على المصالح الوطنية.
وفي صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، ذكر محلل الشأن الدولي مرتضى مكي، في مقال له، أن "تأثير العقوبات بدأ يظهر بوضوح من خلال انهيار سوق البورصة وارتفاع الأسعار بشكل ملحوظ، وهو ما يتطلب اتخاذ سياسات اقتصادية ذكية للتعامل مع الأزمة ومنع تفاقم المخاطر الجيوسياسية".
وبدورها حذرت رئيسة تحرير صحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية، مونا ربيعي، من استمرار تفاقم الأزمة الاقتصادية في إيران، مشيرة إلى زيادة الفقر وانخفاض القدرة الشرائية وارتفاع التضخم بشكل غير مسبوق، مما ينذر بتحول الأزمة إلى انفجار اجتماعي قد يكون خارج السيطرة.
وتعددت الآراء حول زيارة الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان المرتقبة إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث اقترح الناشط الإعلامي، محمد محمودي، عبر صحيفة "روزكار" الأصولية، أن يتبنى بزشكيان نهجًا جديدًا يرتكز على منطق الوفاق، ويبتعد عن المواجهات التقليدية، وأن يستغل الفرص الدبلوماسية غير التقليدية، مثل دعوة زوجة الرئيس الأميركي، ميلانيا ترامب، إلى إيران بصفتها أم مسيحية للدعاء من أجل السلام العالمي.
وبدوره أكد محلل العلاقات الدولية، علي بیكدلی، في حوار مع صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، ضرورة تركز الدبلوماسية الإيرانية على تجنب المواجهات المباشرة والعزلة الدولية، والسعي لتحقيق مكاسب من خلال الحوار مع القوى الكبرى مثل الدول الأوروبية والولايات المتحدة، مع التأكيد على ضرورة تجنب فرض عقوبات جديدة تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"مردم سالاري": الهبوط الأرضي يهدد الأمن الغذائي الإيراني
يعزو تقرير لصحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية أزمة الهبوط الأرضي المتفاقمة في إيران إلى الاستخراج المفرط للمياه الجوفية، وآثار الجفاف الممتد، والاستهلاك غير المستدام للمياه في القطاعات الزراعية والصناعية والحضرية.
وينقل التقرير عن الأستاذ في معهد الزلازل، مهدي زارِع، قوله: "إن تلك الظاهرة لها عواقب مدمرة وشاملة؛ فهي تسبب أضرارًا جسيمة وغير قابلة للإصلاح؛ حيث تؤدي إلى تشقق المباني وتصدع الطرق والجسور وانكسار أنابيب المياه والغاز والصرف الصحي تحت الأرض، مما يهدد سلامة السكان ويسبب انقطاعات مستمرة في الخدمات. كما تهدد المنشآت الحيوية، وتتسبب في أضرار دائمة بالتربة والمناطق الزراعية المجاورة للمدن، مما يقوض الأمن الغذائي ويساهم في زيادة العواصف الترابية والفيضانات".
وتابع: "إن استمرار الاتجاه الحالي دون اتخاذ إجراءات فاعلة سيؤدي إلى عواقب اقتصادية واجتماعية كارثية، قد تكلف مليارات الدولارات. وقد تصبح أجزاء كبيرة من الخزانات الجوفية الرئيسة عاجزة بشكل دائم عن تخزين المياه، مما سيؤدي إلى أزمة مائية دائمة، وربما يصاحب ذلك اضطرابات اجتماعية وهجرة قسرية؛ بسبب فقدان الخدمات الأساسية وانهيار في مناطق شاسعة".
"اقتصاد بويا": الإنتاج الصوري يخفي واقعًا اقتصاديًا متدهورًا
أشار تقرير لصحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية إلى أن البيانات الرسمية تظهر زيادة في الإنتاج الصناعي في إيران، لكن هذه الأرقام تخفي واقعًا اقتصاديًا متدهورًا يعاني ركودًا عميقًا، فالزيادة في الإنتاج لا تعكس ازدهارًا حقيقيًا، بل هي مجرد أرقام مُزورة تُستخدم لتحسين صورة التقارير المقدمة للسلطات العليا؛ بينما تواجه المصانع أزمة طلب حادة، حيث تتراكم المنتجات في المخازن دون أن تجد مشترين، مما يهدد بإغلاق الوحدات الإنتاجية وتسريح العمال.
يضيف التقرير أن "جوهر الأزمة يتمثل في الانهيار الكبير في القدرة الشرائية للمواطنين، حيث يعجز الناس عن شراء السلع الأساسية بسبب الفقر والتضخم المرتفع وعدم اليقين بالمستقبل. بالإضافة إلى ذلك، تواجه الصادرات شللاً شبه تام بسبب العقوبات والمشاكل المصرفية والدبلوماسية العاجزة، مما يؤدي إلى تجميد رؤوس الأموال ونقص السيولة".
وينقل التقرير عن خبراء اقتصاديين قولهم: "إن استمرار تزوير الإحصاءات وإخفاء حقيقة تراجع المبيعات والبطالة، دون تبني سياسات فعلية لتحفيز الطلب، وفتح قنوات التصدير، وضمان الشفافية، سيؤدي إلى عواقب اجتماعية واقتصادية وخيمة، وموجة من البطالة والفقر وانهيار أكبر في مستوى المعيشة، مما يهدد الاستقرار الاجتماعي في البلاد".
"جهان صنعت": ارتفاع مقلق في معدلات العزوبية الدائمة
كشفت الإحصاءات الرسمية، بحسب صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية، عن ارتفاع مقلق في معدلات العزوبية الدائمة، حيث انخفض معدل الزواج بشكل حاد من 25.4 في المائة في عام 2022م إلى 85.3 في المائة في عام 2023م، مما أثار جدلاً بين الخبراء حول مدى خطورة هذه الظاهرة وتأثيرها على المستقبل الديموغرافي للبلاد.
ويضيف التقرير: "يشير الخبراء إلى أن التحضر وتفكك الأسرة الممتدة أدى إلى فقدان شبكات الدعم التقليدية، بينما فشلت مؤسسات الدولة في توفير بديل كافٍ من خلال توفير السكن والوظائف المستقرة والخدمات الداعمة. كما ساهمت المتطلبات الاقتصادية الباهظة للزواج وتأسيس الأسرة، وارتفاع معدلات التضخم وعدم الاستقرار الوظيفي، في جعل الزواج أمرًا صعب المنال للعديد من الشباب".
ويتفق الخبراء على "ضرورة تبني سياسات سكانية شاملة تركز على تحسين الأمن الاقتصادي والنفسي للمواطنين، ومكافحة التضخم، وخلق فرص عمل، وتشجيع الزواج من خلال توفير بيئة مستقرة، لأن استمرار هذه الاتجاهات دون تدخل جاد قد يؤدي إلى أزمات ديموغرافية واجتماعية عميقة، بما في ذلك شيخوخة السكان وتراجع القوى العاملة، وزيادة الضغط على الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية في البلاد".