"إنسایدر": الصين في طريقها لتصبح المورّد الأساسي والأهم للأسلحة إلى إيران بعد تباطؤ روسيا

ذكرت مجلة "إنسایدر" أن الصين في طريقها لتصبح المزوّد والمورّد الأهم للأسلحة والمعدات العسكرية إلى إيران.

ذكرت مجلة "إنسایدر" أن الصين في طريقها لتصبح المزوّد والمورّد الأهم للأسلحة والمعدات العسكرية إلى إيران.
وأشارت المجلة في مقال، نشرته يوم الأربعاء 3 ديسمبر (كانون الأول)، إلى أن طهران، بعد "حرب الـ 12 يومًا"، والتي استهدفت فيها إسرائيل منشآت وبُنى تحتية عسكرية وأنظمة دفاع جوي إيرانية، تستعد الآن لجولة جديدة من الحرب بهدف البقاء.
وبحسب التقرير، وبينما تتباطأ روسيا، الحليف التقليدي لإيران، في تسليم الأسلحة التي وعدت بها طهران، ومنها مقاتلات "سوخو-35" وأنظمة دفاع جوي حديثة، أصبحت الصين فعليًا المزوّد العسكري الأساسي للنظام الإيراني.
ويصف كاتب المقال جهودَ طهران لتحديث وإنتاج أنظمة دفاع جوي وتجديد أسطول مقاتلاتها بأنها غير ناجحة، مشيرًا إلى أن إيران متأخرة بما لا يقل عن جيلين مقارنة بإسرائيل والولايات المتحدة.
تباطؤ روسيا
أوضح المقال أنه رغم تعطّش طهران للحصول على السلاح من موسكو، فإن الأخيرة تُبطئ بشكل كبير عملية تسليم الأسلحة المتفق عليها. وعلى الرغم من سعي إيران منذ فترة طويلة لشراء مقاتلات "سوخو-35"، فقد أعلن "الكرملين" مؤخرًا أن التزاماته العسكرية تجاه طهران تأثرت بالهجمات الإسرائيلية.
وأشار المقال إلى سلسلة التأجيلات الروسية في تسليم "سوخو-35"، وأن موسكو- بعد تصاعد الانتقادات العلنية من الجانب الإيراني- أعلنت جدولاً زمنيًا جديدًا للتسليم، وقررت منح طهران عددًا من مقاتلات "ميغ-29" لتعويض التأخير. ومع ذلك، يؤكد الكاتب أن وصول بضع مقاتلات منذ أكتوبر (تشرين الأول) الماضي لم يُحدث أي تغيير جوهري في ميزان القوى بين إيران وإسرائيل.
وأوضح المقال أن طهران تسعى أيضًا إلى شراء منظومة الدفاع الجوي المتقدمة S-400"" القادرة على استهداف مقاتلات "F-35". ورغم قول مصادر في الحرس الثوري إن بطارية من هذه المنظومة وصلت لإيران كي تُنصب في أصفهان، فإن المفاوضات لشراء أنظمة إضافية لا تزال بطيئة ومرهقة من وجهة نظر طهران.
اتجاه الصين إلى بيع السلاح لإيران
بحسب "إنسایدر"، ومع تأخير روسيا، أصبحت الصين خلال العامين الماضيين واحدة من أبرز مزودي إيران بالتكنولوجيا العسكرية. فقد سعت طهران بمساعدة بكين إلى تحديث أنظمة دفاعها الجوي ومقاتلاتها، ويبدو- وفق كاتب المقال- أن الصين تتفوق تدريجيًا على روسيا في تزويد إيران بالتكنولوجيا العسكرية، بل وتظهر حماسة أكبر من موسكو في هذا المجال.
وتضيف المجلة أن مصادر في الحرس الثوري الإيراني قالت إن إيران وقّعت خلال الصيف الماضي عقدًا مع الصين لشراء منظومة الدفاع الجوي HQ-9 بنسختها المتقدمة، وإن الصين سلّمت نصف الكمية المتفق عليها بعد شهرين فقط من توقيع العقد، في سرعة لا يمكن مقارنتها بأداء روسيا.
كما أفادت المصادر بأن الصين أرسلت خبراء وفنيين إلى إيران لتركيب الأنظمة الجديدة وتدريب الفرق الفنية الإيرانية، إضافة إلى تمهيد الطريق لبيع مقاتلات "J-10C" مستقبلاً.
وكانت مجلة "ذا ناشيونال إنترست" قد ذكرت سابقًا أن إيران، بعد الدمار الكبير الذي لحق بأنظمتها الدفاعية خلال الحرب الأخيرة، أرسلت وفدًا عسكريًا إلى الصين للتفاوض حول شراء مقاتلات "J-10C" وأنظمة دفاعية أخرى.
الاعتماد على الصواريخ الباليستية
أشار كاتب المقال إلى أن امتلاك إيران عددًا محدودًا من منظومات S-400"" و""HQ-9 لن يمكّنها من مواجهة ضربات جوية واسعة النطاق من قبل إسرائيل، وخاصة إذا شاركت فيها الولايات المتحدة. وحتى لو وصلت المقاتلات الروسية والصينية في موعدها، فإن تدريب الطيارين سيستغرق وقتًا طويلًا.
ولذلك يرى الكاتب أن رهان إيران الأكبر في أي مواجهة مقبلة سيكون على قدراتها المحلية لإنتاج الصواريخ الباليستية.