الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان وجه في جلسة مجلس الوزراء بالعمل المستمر في مسار خفض التكاليف، وقال: "يجب تنظيم الأعمال الموازية والمهام المتكررة، ودمج الأجهزة المسؤولة عنها معًا".
وفي حوار إلى صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، قال المحلل السياسي أمير واعظ آشتیاني: "تؤدي ظاهرة العمل الموازي وتكرار المهام بين المؤسسات الحكومية إلى هدر الموارد وزيادة التكاليف وانخفاض الكفاءة الإدارية، مما يؤثر سلبًا على المواطن ويعيق تقديم الخدمات الأساسية".
مع اقتراب المهلة الأوروبية لتفعيل "آلية الزناد" الخاصة بالاتفاق النووي، تكثف إيران تحركاتها الدبلوماسية في محاولة لاحتواء الأزمة وتفادي التصعيد.
صحيفة "دنياى اقتصاد" المقربة من التيار الأصولي أكدت أن طهران لا تزال متمسكة بالحلول الدبلوماسية، لكنها ترفض المطالب الأوروبية المتعلقة بتفتيش منشآتها النووية، محذرة من أن الاستمرار في هذه الضغوط قد يؤدي إلى وقف التعاون مع الوكالة الدولية.
ونقلت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية آراء عدد من الخبراء الذين شددوا على أن الدبلوماسية تبقى الخيار الوحيد لتقليل تداعيات أي تصعيد محتمل. كما دعوا إلى فتح باب الحوار المباشر مع الولايات المتحدة، معتبرين أن التفاوض مع الترويكا الأوروبية لم يعد مجديًا في ظل التوازنات الدولية الراهنة.
في المقابل ترى صحيفة "جوان"، المحسوبة على الحرس الثوري، أن أوروبا تحاول عبر الملف النووي الإيراني استعادة مكانتها الدولية المتراجعة، خاصة بعد ضعف أدائها في ملفات مثل أوكرانيا. لكنها اتهمت الأوروبيين بافتقاد الجدية والإرادة الحقيقية للحل، مشيرة إلى أنهم يلجؤون للتصعيد وخلق ذرائع بدلًا من تقديم حلول.
بدورها، حذرت صحيفة "شرق" الإصلاحية من مخاطر سوء التقدير السياسي، مؤكدة أن تصاعد الضغوط الغربية والفجوة المتزايدة في المواقف قد يقود إلى أخطاء باهظة الثمن. ودعت إلى التحلي بالحكمة وبذل جهود جادة للتوصل إلى تسوية عادلة قبل فوات الأوان.
وأثار تفاعل ودي وغير رسمي بين الرئيس الإيراني ونظيره التركي على هامش قمة قادة الدول الإسلامية في الدوحة، جدلًا واسعًا في وسائل التواصل الاجتماعي، بعد "انحناء" الرئيس الإيراني لتحية نظيره التركي.
ودافعت صحيفة "آكاه" الأصولية عن الموقف، وكتبت على لسان نائب مدير البروتوكول في مكتب رئيس الجمهورية سيد عباس موسوي: "كان اللقاء العابر تحية طبيعية بين قادة دولتين جارتين، داعيًا النقاد إلى التركيز على مضمون الخطاب الرسمي لرئيس الجمهورية بدلاً من تضخيم لحظات جانبية لا تعكس طبيعة العلاقات الدبلوماسية".
في المقابل، رصدت صحيفة "قدس" الأصولية، تباينًا واضحًا في مواقف السياسيين الإيرانيين، ففي حين دعا البعض إلى تجاوز الجدل والتركيز على مضمون الخطاب الرسمي للرئيس الإيراني وجوهر السياسات الخارجية، محذرين من الانشغال بتفاصيل شكلية لا تعكس حقيقة التوجهات الدبلوماسية، شدد آخرون على ضرورة الالتزام الصارم بضوابط البروتوكول الرسمي، معتبرين أن الخلط بين التواضع المطلوب في الشأن الداخلي والسلوك على الساحة الدولية قد يرسل إشارات خاطئة عن مكانة الدولة وهيبتها.
اجتماعيًا، فقد أصبح تجميع القمامة مشكلة اجتماعية متجذرة في المدينة بحسب صحيفة "آرمان أمروز" الإصلاحية، ودعت إلى علاج الأسباب الجذرية للظاهرة كالفقر والإدمان وتحسين نظام إدارة النفايات.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": الخطابات وحدها لا تصنع الأمل
قال حسن رشوند، الكاتب في صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، إن الخطابات وحدها لا تصنع الأمل، بل يجب أن تُترجم إلى إنجازات ملموسة تمس حياة المواطن، كما هو الحال في افتتاح مشاريع البنية التحتية أو النجاحات الرياضية التي تعزز الفخر والانتماء الوطني.
وحذر من تأثير استمرار التصريحات المثيرة والانقسامات داخل بعض القطاعات، على ضعف ثقة المواطن في الحكومة وتقويض حالة الحماس الشعبي.
ولفت إلى أن "الأمل يواجه تحديات جدية على أرض الواقع، حيث يعاني المواطن الإيراني من غلاء غير مبرر في السلع الأساسية مثل الخبز واللحوم البيضاء، إلى جانب فجوة طبقية متزايدة وتمييز صارخ في الرواتب".
وتابع: "هذه الوقائع، تجعل خطاب الأمل عرضة للشك ما لم يواكبه أداء حكومي فعّال يعالج جذور الأزمات، بعيدًا عن المبررات، لا سيما في ظل تصاعد حرب إعلامية منظمة تسعى لزرع اليأس في المجتمع".
"أفكار": "التقسيط".. وسيلة الإيرانيين للبقاء
تكشف الإحصاءات الرسمية، بحسب تقرير صحيفة "أفكار" الإصلاحية، عن تراجع مقلق في القوة الشرائية للمواطنين، حيث انخفض استهلاك الفرد من السلع الأساسية مثل اللحوم الحمراء والألبان والأرز، ما يعكس حجم التدهور الخطير في المستوى المعيشي واتساع رقعة الفقر، مما دفع بالأسر إلى اعتماد الشراء بالتقسيط كوسيلة للبقاء وليس للرفاهية.
وأضاف التقرير: "لم يعد التقسيط يقتصر على السلع الكمالية، بل امتد ليشمل الضروريات الأساسية مثل اللحوم والأرز وحتى الأدوات المدرسية، حيث تبلغ تكلفة تجهيز طالب ابتدائي ما يعادل 30 بالمائة من الحد الأدنى للأجور. هذا التحول نحو تقسيط الاحتياجات اليومية عبر المنصات الرقمية يعمق في الواقع من أزمة الديون ويضعف القدرة الشرائية المستقبلية، مما ينذر بخلق حلقة مفرغة من العجز المالي".
وانتقد التقرير "غياب السياسات الداعمة الفعالة واعتماد الحكومة على إجراءات مؤقتة مثل الدعم أو البيع الإلكتروني. وحذر من استمرار تدهور الأوضاع المعيشية وتهديد الاستقرار الاجتماعي، من دون إصلاحات اقتصادية عميقة تكبح جماح التضخم، وتعزز القدرة الشرائية الحقيقية، وتوفر شبكة أمان اجتماعي مستدامة".
"شرق": انهيار الطبقة الوسطى في إيران
في مقاله بصحيفة "شرق" الإصلاحية، سلط الكاتب الصحفي حمید بهلولی، الضوء على الانهيار التدريجي للطبقة الوسطى في إيران، والتي كانت في الماضي المحرك الأساسي للتحولات العلمية والاجتماعية، وحاملة للضمير الجمعي المرتكز على القيم المعرفية والعقلانية.
وكتب: "تعاني هذه الطبقة اليوم من تدهور كبير نتيجة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية المستمرة، ما أدى إلى غياب دورها الحيوي في تشكيل التوازن المجتمعي، ونقل المعرفة، وضمان السلوكيات المعتدلة".
وأضاف: "بفعل الأزمات المزمنة التي بدأت منذ ثورة 1979م، انحدرت شريحة كبيرة من الطبقة الوسطى إلى ما دون خط الفقر، وظهرت بالمقابل طبقتان بديلتان: الأولى فقيرة منشغلة بالبقاء، يعاني أبناؤها رغم مؤهلاتهم التعليمية من البطالة أو يعملون في مهن هامشية، والثانية "متربحة- تبذيرية" تكونت من أبناء ذوي النفوذ والثروات، متحررة من القيم الدينية والاجتماعية، ومتورطة في أنماط استهلاكية واستعراضية سطحية، ومفتونة بشعارات الحداثة دون فهم حقيقي لها".
وخلص إلى أن "غياب الطبقة الوسطى أدى إلى تراجع الوعي الجماعي، وصعود مظاهر الخرافة لدى الفقراء والعلم الزائف بين الأغنياء، ما أدى إلى تفكك الهوية المجتمعية وانتشار الاضطرابات السلوكية والفكرية".