في هذا التحليل الذي نُشر أمس الأربعاء 3 سبتمبر، جرت مقارنة الوضع الراهن للنظام الإيراني مع تقنية الـ"VAR" في كرة القدم. وجاء في التقرير أنه كما يركّز نظام الفيديو في كرة القدم على التفاصيل المليمتريّة لكنه يفرّغ "روح اللعبة"، فإن سياسة الغرب تجاه النظام الإيراني انشغلت طوال سنوات بالمسائل التقنية النووية وغفلت عن القضية الجوهرية، أي "ماهية نظام ولاية الفقيه".
من جهته، أكد أوديد إيلام، كاتب التقرير الذي خدم سنوات طويلة في جهاز الموساد، أن العمود الفقري للنظام الإيراني، أي ولاية الفقيه، بات اليوم في حالة تآكل.
ودعا يوآف غالانت، وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، في مقابلة تلفزيونية يوم 30 أغسطس (آب) إلى الاستعداد الفوري للجولة المقبلة من المواجهة مع النظام الإيراني محذرًا: "ذلك اليوم سيأتي حتمًا، وسيكون مختلفًا".
وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شدد في أحدث تصريحاته: "رغم أن خامنئي لم يُقتل في هذه الجولة، إلا أن إزالته يجب أن تكون جزءًا من أي خطة إسرائيلية إذا اندلعت حرب جديدة".
ويصف إيلام علي خامنئي، بعد أكثر من ثلاثة عقود في السلطة، بأنه مريض ومسنّ، قائدٌ حال دون الانهيار الكامل للنظام عبر كاريزماه الشخصية، لكنه "شجرة هرمة، بسقوطها ستنهار الغابة كلها".
ويشير التقرير إلى خيارات خلافة علي خامنئي ومن بينها مجتبى خامنئي، معتبرًا إياه فاقدًا لـ"الشرعية الدينية والكاريزما"، ومؤكدًا أنه لا يوجد بديل قوي لخامنئي.
مجلة "الإيكونوميست" كتبت في 31 يوليو (تموز) أن المؤشرات تدل على أن سلطة المرشد الإيراني قد تراجعت بشكل ملحوظ، وأن البلاد تدخل مرحلة من الغموض السياسي تجعل قضية الخلافة مسألة حيوية.
ووفقًا لـ"الإيكونوميست"، فإن المرشد الإيراني البالغ 86 عامًا نادرًا ما يظهر الآن في العلن، والخطب التي كانت طويلة ومفصّلة أصبحت مقتضبة وعامة.
هذا التراجع في الحضور الفعّال، إلى جانب الأزمات الداخلية المتفاقمة، جعل المراقبين داخل النظام الإيراني وخارجه يتكهنون بشأن استمرار قيادته وسيناريوهات الخلافة.
ويؤكد تقرير مركز الأمن والشؤون الخارجية في القدس أن الغرب يتعامل مع الملف النووي الإيراني من زاوية "الحسابات التقنية"، لكنه ينسى أن خامنئي يعتبر تدمير إسرائيل "واجبًا دينيًا وتاريخيًا".
وبحسب قول الكاتب، فإن هذه الأيديولوجيا قد تشكّل دافعًا لطهران لمواصلة التخصيب النووي وتطوير الصواريخ، حتى في ظل الأزمات الداخلية.
ويدعو الكاتب الغرب إلى التحرك الفوري بخطوات استراتيجية: ممارسة ضغط عسكري-نفسي، وتشجيع الانشقاقات من الداخل، ودعم المعارضة، والإعداد لخطة واضحة من أجل "اليوم التالي".
ويرى هذا المركز أن النظام الإيراني في نهايته.
ويحذر الكاتب من أنه بعد موت خامنئي قد يلجأ النظام إلى قمع شديد أو حتى إلى مغامرة خارجية لإظهار القوة.
ولهذا السبب يجب على الغرب أن يتخلى عن النظرية التقنية البحتة وأن يتهيأ لـ"مباراة جديدة".