"السيدة الأولى".. ثقافة غائبة في إيران وخلاف حول صاحبة الحق باللقب

جاء اصطحاب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لابنته فاطمة في قمة شنغهاي، حيث توفيت زوجته منذ عقود، ليطرح من جديد دور "السيدة الأولى" في المحافل الرسمية والاجتماعية في إيران.
جاء اصطحاب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لابنته فاطمة في قمة شنغهاي، حيث توفيت زوجته منذ عقود، ليطرح من جديد دور "السيدة الأولى" في المحافل الرسمية والاجتماعية في إيران.
وعانت ثقافة ظهور "السيدة الأولى" في المناسبات الرسمية والاجتماعية من الضمور في إيران منذ وصول النظام الإيراني للحكم في عام 1979، رغم بعض النشاطات التي قامت بها زوجات رؤساء إيرانيين على استحياء وسط انتقادات من التيارات الأصولية.
وبرزت فاطمة بزشكيان، الحاصلة على الدكتوراة في الكيمياء، أثناء حملة أبيها الانتخابية ورافقته في جولاته، فيما أفادت وكالة "مهر" في 15 يوليو (تموز) الماضي بقيام ابنة الرئيس، دون تسميتها، بزيارة منزل قائد القوة الجوفضائية أمير علي حاجي زادة لتقديم واجب العزاء لعائلته، وذلك بعد قتله في الغارات الإسرائيلية أثناء حرب الـ12 يوما.
عفت مرعشي زوجة هاشمي رفسنجاني لم يكن لها ظهور كبير على الساحة السياسية وقت رئاسته، خاصة بعد تعرضها لانتقادات حادة من قبل المتشددين عندما رافقت رفسنجاني في زيارة رسمية الى إندونيسيا.
فيما ظهرت زهرة صادقي بجوار زوجها الرئيس الإصلاحي محمد خاتمي في بعض المناسبات، ورافقته في بعض زياراته الخارجية، مثل سفره الى السعودية، مع مشاركتها في عدة أعمال خيرية.
كما ظهرت "زهرا رهنورد" زوجة مير حسين موسوى، المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة 2009، بجانب زوجها في الدعاية الانتخابية.
وساعد على ذك دور أعظم فراحي، زوجة أحمدي نجاد والتي ظهر دورها بقوة خلال فترتي الرئاسة لزوجها (2005-2013) وكانت من أنشط زوجات الرؤساء الإيرانيين.
وكان نجاد يصحبها معه في سفرياته الخارجية، وكان لها دور في الحياة الاجتماعية. ومن أحد أنشطتها أنها كتبت رسالة لسوزان مبارك، زوجة حسني مبارك رئيس مصر الأسبق، وطلبت منها أن تسعى لمساعدة الشعب الفلسطيني. كما انضمت لجمع السيدات صاحبات القرار في المجلس الثقافي – الاجتماعي للسيدات لفترة من الزمن.
ومع قدوم حسن روحاني للرئاسة (1013- 2021) انحسر دور "الزوجة الأولى، ولم تنخرط زوجته "صاحبه عربي" في نشاط اجتماعي أو سياسي بشكل كبير، وحضرت بعض الأنشطة الرسمية.
فيما شاركت جميلة علم الهدى زوجة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي (2021-2024) في نشاطات ولقاءات بنظرائها، وخلال زيارة زوجها لإندونيسيا، زارت جامعة بارامادينا في جاكرتا والتقت بنائبة رئيس الجامعة، وخلال زيارة زوجها إلى نيكاراغوا تم تكريمها من قبل عميدة جامعة نيكاراغوا الوطنية، ومنحها لقب الزائرة الفخرية.
وتسبب لقب "السيدة الأولى" لعلم الهدى في إثارة جدل حاد في إيران، فأثناء تكريمها في أحد المهرجانات في سبتمبر (أيلول) 2023 وصفت بأنها "السيدة الأولى"، فردت بأنه في هيكل النظام الإيراني فإن السيدة الأولى هي زوجة المرشد (علي خامنئي).
وقال مهدي فضائلي، المسؤول الإعلامي في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، على منصة "إكس": "لم تكن النساء العظيمات اللاتي لعبن دوراً إلى جانب الرجال العظماء قليلات، لكن من الخطأ أن ينسخ رجال الدولة النموذج غير المناسب لتكريمهن".
كما علقت وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري: "من الخطأ أن نتصور أن تولي شخص منصب الرئاسة سيعطي زوجته مكانة خاصة من حيث بنية الدستور".
صحيفة "فرهيختكان" قالت أيضا إنه إذا كان هدف ممارسات زوجة الرئيس تغطية ضعف الحكام في مجال المرأة، فمن الأفضل أن تستخدم موقعها ونفوذها لحل القضايا الأساسية في مجال المرأة، وأن معنى (السيدة الأولى) لا علاقة له بالتقاليد السياسية الإيرانية.
وأشارت إلى الحظر الصريح الذي يفرضه المرشد الإيراني على حضور ودور أسر المسؤولين. مؤكدة عدم نشر أي صورة أو اسم زوجة خامنئي في وسائل الإعلام الإيرانية.
وفي يناير (كانون الثاني) 2023، استضافت إيران "المؤتمر الدولي الأول للنساء المؤثرات".
وسلطت وسائل إعلام إيرانية الضوء حينها على استخدام وصف "السيدة الأولى" في خطابات ضيفات أجنبيات حضرن المؤتمر بدعوة من السلطات، لتسمية زوجة الرئيس الإيراني.
وقال وزير الخارجية وقتها، حسين أمير عبد اللهيان في كلمته أمام المؤتمر، إنه جاء بمبادرة خاصة من زوجة الرئيس الإيراني.
وأضاف: "في هذا المؤتمر، سُميت زوجة الرئيس بـ(السيدة الأولى)، لكنها ذكرتنا بأن هناك سيدة أولى في البلاد، وهي حاضرة إلى جانب المرشد"، حسبما أشارت صحيفة "الشرق الأوسط".