وجاء في حساب خامنئي على منصة "إكس" يوم الأحد 31 أغسطس (آب)، مع الإشارة إلى أن إيران والصين كلتاهما "قوة قادرة على إحداث تحولات" إقليميًا وعالميًا: "إن تنفيذ جميع أبعاد الاتفاق الاستراتيجي سيُمهّد هذا الطريق".
وغادر بزشكيان طهران متوجهًا إلى الصين، صباح يوم الأحد؛ حيث سيبقى أربعة أيام للمشاركة في اجتماعات قمة شنغهاي. ويتضمن برنامج زيارته لقاء الرئيس الصيني، شي جين بينغ، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى جانب قادة ورؤساء وزراء الدول الأعضاء في المنظمة.
خلفية الاتفاق الإيراني- الصيني
في السابع من أبريل (نيسان) 2021، وخلال الأشهر الأخيرة من ولاية الرئيس الإيراني الأسبق، حسن روحاني، وقّع وزير الخارجية آنذاك، محمد جواد ظريف، على الاتفاقية الممتدة لـ 25 عامًا مع الصين، والمعروفة بـ "برنامج التعاون الشامل بين إيران والصين".
وتعود جذور الاتفاق إلى عام 2016، حين أعلن الرئيس الصيني خلال زيارته إلى طهران- بعد لقائه خامنئي- عن تفاهم استراتيجي طويل الأمد مدته 25 عامًا بين الجانبين.
وفي عام 2019، أكد علي لاريجاني- وكان حينها رئيس البرلمان- أنّ إيران وضعت برنامجًا للتعاون مع الصين يمتد لـ 25 عامًا.
وفي يوليو (تموز) 2020، كشف عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، غلام رضا مصباحي مقدم، أنّ وثيقة التعاون هذه وُضعت إثر رسالة خاصة من خامنئي إلى القيادة الصينية، وأنّ مبعوثه الشخصي إلى بكين كان لاريجاني. وفي الوقت ذاته، أوضح رئيس غرفة التجارة الإيرانية- الصينية، مجيد رضا حريري، أنّ خامنئي كلّف لاريجاني ومستشاره الاقتصادي، حسين آقام حمدي بمتابعة تفاصيل الاتفاق مع بكين.
غير أنّ صحيفة فرهيختكان الإيرانية أعلنت في أكتوبر (تشرين الأول) 2021 أنّ لاريجاني استقال من موقعه كمنفذ للاتفاق، بعد تولي حكومة إبراهيم رئيسي السلطة، لتُحال مهام المتابعة إلى فريق الحكومة ونائبه الأول محمد مخبر.
وفي وقت لاحق، صرح وزير الخارجية في حكومة رئيسي، حسين أمير عبداللهيان، بأنّ تنفيذ الاتفاق بدأ رسميًا في 14 يناير (كانون الثاني) 2022.
الموقف الصيني الحذر من صراع إيران وإسرائيل
نشرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في 3 أغسطس الجاري تقريرًا، نقلاً عن باحثين صينيين، مفاده أنّ "نظام خامنئي" في إيران على شفا الانهيار، ولم يعد يتماشى مع المصالح الاستراتيجية لبكين في المنطقة.
وأشار التقرير إلى أنّ أي هجوم عسكري إسرائيلي- أميركي على المنشآت النووية الإيرانية أو اندلاع مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل، يمثل تحديًا خطيرًا لسياسة الحياد التي تتبعها الصين.
وهذا الوضع دفع بكين، رغم استمرار دعمها لمشاريع البنى التحتية في إيران، إلى تعزيز علاقاتها مع إسرائيل في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والابتكار والعلوم.
ومن جانب آخر، كشفت المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران عن الفجوة بين الطموحات المعلنة لبكين وقدرتها الفعلية على التأثير في أحداث الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من أنّ الصين تُعد أكبر مشترٍ للنفط الإيراني الخاضع للعقوبات وتصف العلاقات الثنائية بـ "الشراكة الاستراتيجية الشاملة"، فإنها اكتفت في مواجهة الهجمات الإسرائيلية على إيران ببيانات إدانة فقط، دون خطوات عملية ملموسة.