وبحسب تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فقد تمكّن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، خلال هذه المواجهة من كسب دعم الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، غير أن الخسائر الداخلية وتداعيات صواريخ النظام الإيراني على الجبهة الداخلية الإسرائيلية حالت دون ترجمة هذه الإنجازات العسكرية إلى نجاح سياسي.
وفي الأثناء، شهد يوم الخميس 28 أغشطس |(آب) تطورًا جديدًا: إذ أعلنت دول "الترويكا" الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، وهي جميعًا من الدول الموقّعة على اتفاق 2015 النووي مع إيران، نيتها تفعيل "آلية الزناد". وهذه الخطوة تعني إعادة فرض العقوبات الأممية السابقة على إيران بشكل تلقائي، وذلك ردًا على رفض طهران العودة إلى مفاوضات اتفاق جديد مع إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ومنعها المفتشين الدوليين من الوصول إلى منشآتها النووية.
فصل جديد: الحوثيون و"الكروز" العنقودي
ذكرت صحيفة "هآرتس" أن استخدام الحوثيين صواريخ مزودة برؤوس عنقودية يفتح فصلاً جديدًا في المواجهة بين إيران وإسرائيل.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن الباحث البارز في مؤسسة كارنيغي ومركز بلفر بجامعة هارفارد، إلي لوفيت، قوله: إن "آلية الزناد" صُممت لتعليق العقوبات مع الإبقاء على إمكانية إعادتها. وأضاف: "في حال تفعيلها، ستُفرض العقوبات مجددًا خلال شهر واحد فقط، وهو ما يترك نافذة زمنية قصيرة للحوار بين الأطراف".
وأوضح لوفيت أن المفاوضات الأخيرة تركزت بالأساس على تمديد مهلة تنفيذ الآلية. وقدمت روسيا مقترحًا إلى مجلس الأمن الدولي يقضي بتأجيل تطبيق العقوبات ستة أشهر إذا تمت الموافقة عليه.
كما أشار إلى أن القلق الرئيس لدى الغرب يتمحور حول 408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة، يُعتقد أنها مخزنة داخل أنفاق بموقع أصفهان، وهو الموقع الذي جرى سدّ مداخله في الهجمات الجوية الإسرائيلية الأخيرة. ويقضي المقترح بمنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية حق الوصول إلى هذه المنشآت مقابل تأجيل العقوبات.
جبهات أخرى
في موازاة ذلك، تواصل إسرائيل مواجهة شبكة النفوذ الإقليمي لإيران. ورغم أن الحكومة السورية الجديدة أخذت مسافة ما عن طهران، فإن دمشق لا تزال تحتفظ بكميات كبيرة من الأسلحة. ووفق تقارير، فقد شنّت وحدة خاصة من الجيش الإسرائيلي هجومًا على قاعدة عسكرية جنوب دمشق ثم انسحبت من دون خسائر. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على العملية.
وعلى جبهة اليمن، تستمر هجمات الحوثيين الصاروخية نحو إسرائيل. وذكرت "هآرتس" أن الكثير من الإسرائيليين يعتبرونها إزعاجًا محدود الأثر، إلا أن هذه الصواريخ ترغم إسرائيل على استخدام منظومة اعتراض باهظة الكلفة ومحدودة المخزون.
وزاد الحوثيون مؤخرًا من خطورة هجماتهم عبر إطلاق صواريخ برؤوس عنقودية يصعب اعتراضها، مستهدفين بشكل متكرر مطار بن غوريون. وأي ضرر يلحق بمدرجه قد يؤدي إلى تعطيل رحلات شركات الطيران الأجنبية إلى إسرائيل مجددًا، وهي رحلات لم تتعافَ بالكامل بعد الحرب مع إيران.
احتمالات مستقبلية
وفي ختام تقريرها، حذرت "هآرتس" من أنه في حال شعرت إيران بأنها وصلت إلى طريق مسدود، فلإنها تستأنف مشروعها النووي وربما تشرع في تطوير سلاح نووي. ويأتي هذا السيناريو في وقت تدخل فيه الأسرة الدولية مرحلة جديدة من الضغوط الدبلوماسية والسياسية على طهران.