وتظهر أهمية القرار الأسترالي أنه الإجراء الأول من نوعه الذي تلجأ إليه كانبرا بطرد سفير أجنبي منذ الحرب العالمية الثانية، مما يشير إلى حجم الأنشطة التي يقوم بها عملاء النظام الإيراني.
الحكومة الأسترالية أعلنت، يوم الثلاثاء 26 أغسطس (آب)، أن السفير الإيراني أحمد صادقي "شخص غير مرغوب فيه" ومنحته وثلاثة مسؤولين إيرانيين آخرين 7 أيام لمغادرة البلاد، حيث اتهم رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز طهران بالتورط في هجومين معاديين للسامية في مدينتي سيدني وملبورن.
الخارجية الإيرانية نفت كعادتها أي اتهامات، وقال المتحدث باسمها إسماعيل بقائي: "لا مكان لمعاداة السامية في سياستنا".
القرار الأسترالي ليس الأول من نوعه بين دول العالم مع السفراء الإيرانيين، حيث لجأت عدة دول من مختلف قارات العالم إلى إجراءات مماثلة خلال السنوات الأخيرة:
- في يناير (كانون الثاني) 2024 قررت باكستان استدعاء سفيرها لدى طهران بعد هجوم إيراني داخل أراضيها، حسبما أعلنت إسلام آباد، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الباكستانية إن بلادها لن تسمح بعودة السفير الإيراني.
وذكرت وسائل إعلام باكستانية أن صواريخ إيرانية استهدفت قاعدتين لجماعة جيش العدل المسلحة داخل باكستان، ما أسفر عن مقتل طفلين وإصابة آخرين.
- في سبتمبر (أيلول) 2022، أبلغت ألبانيا إيران بأن جميع العاملين في السفارة عليهم مغادرة البلاد إثر هجمات إلكترونية منسوبة لطهران.
وفي ذلك الوقت، قال رئيس الوزراء الألباني، إيدي راما، إن "قرار قطع العلاقات مع طهران وطرد دبلوماسييها جاء بعد تحقيق خلص إلى أنها تقف وراء هجوم إلكتروني استهدف شل الخدمات العامة في ألبانيا، ومحو الأنظمة الرقمية واختراق سجلات الدولة وسرقة الاتصالات الإلكترونية الحكومية على الشبكة الداخلية، وإحداث حالة من الفوضى وانعدام الأمن في البلاد".
- في يوليو (تموز) 2017 استدعت الخارجية الكويتية السفير الإيراني لديها علي رضا عنايتي وأبلغته قرارها بطرد 15 دبلوماسيا إيرانياً وإغلاق الملحقية الثقافية الإيرانية والمكاتب التابعة للسفارة وتجميد عمل اللجان المشتركة بين البلدين. على خلفية فرار 16 متهماً بالإرهاب، حيث تردد أنباء عن هروب غالبية المتهمين إلى إيران عبر زوارق سريعة.
- في يناير (كانون الثاني) 2016 أعلنت السعودية قطع علاقتها دبلوماسية والتجارية مع طهران وطرد السفير الإيراني، عقب الهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد.
وقامت عدة دول وقتها بإجراءات مماثلة بقطع العلاقات مع إيران تضامنا مع السعودية منها: البحرين والسودان والصومال وجيبوتي
- في سبتمبر (أيلول) 2012 أعلنت كندا غلق سفارتها في إيران وطرد جميع الدبلوماسيين الإيرانيين من أراضيها، متهمة طهران بتقديم مساعدة عسكرية للنظام السوري وتهديد وجود إسرائيل.
-في ديسمبر (كانون الأول) 2011 قررت بريطانيا طرد السفير الإيراني في لندن وجميع أفراد الطاقم الدبلوماسي ردا على اقتحام السفارة البريطانية في طهران من قبل متظاهرين وحرق العلم البريطاني.