وأوضحت الصحيفة، يوم الاثنين 25 أغسطس (آب)، أن هذا التطور يعكس "تصميمًا راسخًا في عقيدة الحرب بالوكالة" لدى طهران، إذ تدرك إيران أن مواجهة إسرائيل تقتضي التغلب على منظوماتها الدفاعية الجوية، وتجهيز الحوثيين برؤوس عنقودية يعدّ إحدى الوسائل الفعّالة لتحقيق ذلك.
وأضاف التقرير أن إيران تستخدم منذ فترة طويلة الأراضي اليمنية كـ "ميدان تجارب" لأسلحتها المتطورة، بما في ذلك صواريخ كروز، والذخائر الجوّالة، والآن الصواريخ الباليستية المزودة برؤوس عنقودية.
وصُممت الذخائر العنقودية لإحداث أكبر قدر من الدمار، حيث تتفتت في الجو وتطلق عشرات أو مئات القنابل الصغيرة التي يمكنها إصابة أهداف متعددة، مدنية وعسكرية على حد سواء. وهذا النوع من الرؤوس يزيد بشكل كبير من نطاق التهديد، ويُصعّب عملية اعتراضه، ويُعقّد جهود إزالة آثاره بعد الهجوم.
وبحسب الصحيفة، فإن هذا الاستخدام لا يمثل مجرد تغيير تكتيكي، بل هو "إشارة استراتيجية" قد تؤثر على ميزان الردع الإقليمي، وبنية الدفاع الجوي الإسرائيلي، والعلاقات بين إيران ووكلائها.
إحدى القنابل الصغيرة الناتجة عن هجوم الحوثيين الأخير سقطت في منطقة "جيناتون" وسط إسرائيل، ما كشف عن صعوبة اعتراض هذا النوع من الأسلحة وإمكانية وقوع "خسائر واسعة" داخل المدن.
وترى الصحيفة أن إدخال الرؤوس العنقودية إلى ترسانة الحوثيين ينسجم مع الاستراتيجية الإيرانية الأشمل القائمة على إشغال الدفاعات الإسرائيلية من جبهات متعددة: غزة، لبنان، سوريا، العراق، واليمن، مشيرة إلى أن "انضمام الحوثيين عمليًا" إلى هذا المحور يمثل مرحلة جديدة في نشاط ما يُعرف بـ "محور المقاومة".
كما لفتت "جيروزالِم بوست" إلى أن انفجار الذخائر العنقودية على ارتفاعات معيّنة قد يحدّ من فاعلية منظومات الدفاع الإسرائيلية مثل "حيتس" و"مقلاع داوود"، المصممة لاعتراض صواريخ موحّدة وليست قنابل صغيرة متشظية.
وختمت الصحيفة بأن هذا التطور يعكس "تلاقي ثلاثة عوامل: توسع التكنولوجيا العسكرية، وتعزيز الوكلاء، واستمرار الطموحات الاستراتيجية الإيرانية"، معتبرة أن اليمن لم يعد مجرد ساحة ثانوية، بل "منصة استراتيجية لتصعيد النزاعات الإقليمية من قبل طهران"، ما يفرض على إسرائيل الاستعداد لمستقبل أكثر تعقيدًا.