قال فرهاد ثابتان، المتحدث باسم الجامعة البهائية العالمية، في حديثه إلى" إيران إنترناشيونال": "هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها الحكومة أوامر المصادرة عبر رسائل نصية.
ما نشهده ليس سوى عملية خنق اقتصادي للمجتمع البهائي. تُحرم العائلات بين ليلة وضحاها من مصدر عيشها، من دون محاكمة، بل حتى من دون صدور حكم قضائي".
ويُعدّ البهائيون أكبر أقلية دينية في إيران، وقد تعرّضوا منذ ثورة عام 1979 لاضطهاد وقمع منهجيين. ولا يعترف النظام الإيراني بالديانة البهائية، على عكس المسيحية أو اليهودية أو الزرادشتية، ويصفها بأنها "فرقة" ذات صلات أجنبية، وهي اتهامات ينفيها أتباع هذه الطائفة.
وبحسب الجامعة البهائية العالمية، تشمل المصادرات المنازل والسيارات وسائر الممتلكات، وتستند إلى المادة 49 من الدستور الإيراني، التي تنص على استرجاع الأموال الناتجة عن السرقة أو تهريب المخدرات. لكن ثابتان أكد أن هذه المادة تُستَغل عملياً "لنهب ممتلكات مواطنين لم يرتكبوا أي جرم سوى كونهم بهائيين".
وأشار المتحدث إلى أن العائلات تلقت رسائل تهديد تُلزمها بالمثول أمام المحكمة، وإلا ستواجه الاعتقال.
وقد اكتشف بعضهم لاحقاً تجميد حساباتهم المصرفية، وتعطيل معاملاتهم التجارية، وفرض قيود على بيع ممتلكاتهم. وفي عدة حالات، لم تُسجَّل الملفات القضائية في النظام الإلكتروني الرسمي للتبليغات القضائية، ما منع المتهمين ومحاميهم من الاطلاع على تفاصيل القضايا.
تأتي هذه المصادرات في وقت تُصعّد فيه السلطات الإيرانية ضغوطها على المجتمع البهائي، متهمةً أفراده بالتجسس لصالح إسرائيل من دون تقديم أدلة.
ومنذ الثورة عام 1979 تمت مصادرة آلاف العقارات التابعة للبهائيين، لكن نشطاء حقوق الإنسان يرون أن اللجوء إلى الرسائل النصية يمثّل شكلاً أكثر مباشرة ولا إنسانيّة من القمع.
وأكّد ثابتان أن الاستهداف في أصفهان يتركز بشكل خاص على النساء، وكثير منهن ناشطات في التعليم والخدمات الاجتماعية، مضيفا: "قد لا يكون هذا محض صدفة. فمنذ حركة المرأة، الحياة، الحرية زاد النظام الحاكم ضغوطه على النساء بشكل عام، والآن أصبحت النساء البهائيات مستهدَفات بالطريقة نفسها. تُحرم الأمهات والمعلمات من القدرة على إعالة أسرهن أو عيش حياة طبيعية".
ووفق بيانات وكالة أنباء حقوق الإنسان (هرانا) في الولايات المتحدة، شكّل البهائيون أكثر من 70 بالمائة من مجموع الانتهاكات ضد الأقليات الدينية في إيران خلال السنوات الثلاث الماضية. كما جرى اعتقال ما لا يقل عن 284 بهائياً خلال الأعوام الخمسة الأخيرة، وحُكم عليهم مجتمعين بالسجن لمدة 1495 عاماً.
وختم ثابتان قائلاً: "ما تفعله إيران يعادل إصدار حكم بالإعدام البطيء. قد لا تُعدم البهائيين كما فعلت في السنوات الأولى بعد الثورة، لكنها تسعى إلى إفنائهم عبر حرمانهم من العمل، والممتلكات، والكرامة".