وذكرت الصحيفة يوم الخميس 21 أغسطس (آب) أن طهران تخطط لاستخدام هؤلاء المشتبه بهم كورقة ضغط في المفاوضات النووية مع الغرب، في حين تأمل طالبان أن تعترف إيران بحكمها على أفغانستان مقابل هذه الخطوة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء الثلاثة كانوا ضمن قائمة تُعرف باسم "قائمة الموت"، وهي قائمة سرية تضم أسماء الآلاف من الأفغان المتقدمين بطلبات لجوء إلى بريطانيا، من بينهم جنود الجيش الأفغاني والقوات الخاصة ومصادر استخباراتية بريطانية داخل أفغانستان.
وقد كُشف عن هذه القائمة بالصدفة عام 2021، واعتُبرت حينها واحدة من أكبر الاختراقات الأمنية في تاريخ بريطانيا.
وفي تقرير سابق بتاريخ 17 أغسطس (آب)، نقلت "التلغراف" عن مسؤول إيراني رفيع أن أربعة من قيادات الحرس الثوري سافروا الأسبوع الماضي إلى كابل دون علم حكومة مسعود بزشكيان، وعقدوا لقاءات مع قادة طالبان حول كيفية الاستفادة من هذه القائمة.
كما أشارت الصحيفة في تقريرها بتاريخ 4 أغسطس إلى أن قادة الحرس الثوري طلبوا من طالبان تزويدهم بقائمة تضم 25 ألف مواطن أفغاني تعاونوا مع بريطانيا، من أجل اعتقال الجواسيس البريطانيين المتواجدين في إيران.
وذكرت "التلغراف" في تقريرها الصادر يوم 21 أغسطس، نقلاً عن مسؤولين كبار في طالبان، أن المشتبه بهم الثلاثة في التجسس لصالح بريطانيا محتجزون في كابل، وأن نقلهم إلى طهران ينتظر موافقة وزارة داخلية طالبان.
وخلال الأسابيع الأخيرة، احتجزت طالبان ما لا يقل عن 13 شخصاً وردت أسماؤهم في القائمة المسرّبة داخل منزل في قندهار.
وقال مسؤول كبير في طالبان بقندهار: "تم إرسال أسماء هؤلاء الأشخاص إلى طهران بعد لقاء ضباط من الحرس الثوري، وجاء الرد بأن ثلاثة منهم جواسيس وهم يريدونهم".
وأضاف: "هؤلاء الثلاثة اقتيدوا يوم السبت 16 أغسطس معصوبي الأعين من المنزل، ونُقلوا جواً إلى كابل".
وفي الشهر الماضي، قال مسؤول في طالبان للصحيفة إن الحركة أدركت أهمية هذه الوثائق بعد تداولها في بريطانيا، وأصدرت أوامر باعتقال الأشخاص المرتبطين بالقائمة قدر الإمكان لاستخدامهم كأداة ضغط دبلوماسي ضد لندن.
ورغم الخلافات التاريخية بين إيران وطالبان، إلا أن الطرفين أصبحا اليوم يمتلكان مصالح مشتركة في استغلال هذه القائمة؛ فإيران تسعى عبرها إلى تكوين أوراق ضغط في المفاوضات النووية، بينما تأمل طالبان من خلالها في كسب الاعتراف الدولي بحكمها.