مسؤولو منع الانتشار النووي في مجموعة السبع يطالبون إيران بالتعاون مع الوكالة الذرية

أعلن مسؤولو منع انتشار الأسلحة النووية بمجموعة السبع أن إيران يجب أن لا يُسمح لها مطلقًا بامتلاك سلاح نووي.

أعلن مسؤولو منع انتشار الأسلحة النووية بمجموعة السبع أن إيران يجب أن لا يُسمح لها مطلقًا بامتلاك سلاح نووي.
وأكدت المجموعة، مع تشديدها على التزامها بالسلام والاستقرار الدائم في الشرق الأوسط، على ضرورة استئناف المفاوضات للتوصل إلى اتفاق شامل، قابل للتحقق ومستدام بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وجاء في البيان الصادر عن المجموعة اليوم الأربعاء 20 أغسطس، أن على الحكومة الإيرانية أن تبقى عضوًا في معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وأن تنفذ التزاماتها كدولة غير نووية بشكل كامل، بما في ذلك "اتفاق الضمانات الشامل".
كما دعت مجموعة السبع طهران إلى الامتناع عن الإجراءات التصعيدية واستئناف التعاون الفوري والكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بما في ذلك تقديم معلومات يمكن التحقق منها حول جميع المواد النووية في إيران.
وفي هذا السياق، قال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، يوم 20 أغسطس ردًا على سؤال حول عودة مفتشي الوكالة إلى إيران: "ينبغي أن يكونوا موجودين حتى يتم التعاون مع هذه المنظمة".
أما إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، فقال إن مستوى تعامل طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "تغيّر بعد الأحداث الأخيرة"، لكنه شدّد على أن العلاقة مع الوكالة لا تزال مباشرة.
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد أعلنت سابقًا عن جهود وساطة لاستئناف تعاون إيران مع الوكالة بعد تعليقه، غير أن طهران نفت وجود مثل هذه الاتصالات، مؤكدة أن الهدف منها تقليل التوتر والحفاظ على الاستقرار الإقليمي.
إضافة إلى ذلك، أعرب أعضاء مجموعة السبع عن قلقهم البالغ بشأن انتشار الصواريخ الباليستية الإيرانية ودعمها للجماعات الوكيلة، بما في ذلك حماس وحزب الله والحوثيون والميليشيات المتحالفة معها في العراق.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد وصف في وقت سابق إيران بأنها تهديد وجودي لإسرائيل، معتبرًا أن البرنامجين النووي والصاروخي لإيران "ورمان سرطانيان" يجب استئصالهما للحفاظ على بقاء إسرائيل.
وفي تقرير سابق، ذكرت وكالة "رويترز"، في إشارة إلى استمرار التوتر بشأن البرنامج النووي الإيراني والهدنة "الهشة" مع إسرائيل، نقلاً عن ثلاثة مصادر إيرانية مطلعة، أن طهران تعتبر الآن التفاوض مع الولايات المتحدة السبيل الوحيد لتجنب تصعيد الصراع وخطر وجودي يهددها.
وأضافت "رويترز" أن المرشد علي خامنئي، أصبح الآن أكثر ميلًا إلى التفاوض بعدما رأى كلفة المواجهة العسكرية.

طلب سلاح الجو الأميركي من الشركات الدفاعية إنتاج ما لا يقل عن 16 نموذجًا معادة هندستها من الطائرة المسيّرة الانتحارية الإيرانية "شاهد-136"، وهي المسيّرة التي لعبت دورًا بارزًا في الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا وكذلك في هجمات إيران وحلفائها في المنطقة.
وبحسب تقرير نشرته مجلة "ستارز أند سترايبس" يوم الأربعاء 20 أغسطس (آب)، من المتوقع أيضًا إمكانية شراء 20 طائرة مسيّرة إضافية في المستقبل.
وقال خبراء للصحيفة إن الولايات المتحدة ربما تريد استخدام هذه النسخ المقلّدة لأغراض تدريبية وتجريبية.
وكان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيت قد استعرض الشهر الماضي نموذجًا جديدًا يُسمى "منظومة القتال غير المأهول منخفضة الكلفة" (لوكاس)، صممه أحد المتعاقدين الدفاعيين في ولاية أريزونا لمنافسة الطائرة "شاهد-136".
وقد ظهرت الطائرة المسيّرة "شاهد-136" لأول مرة عام 2019 في الهجوم على منشآت النفط في السعودية، ومنذ ذلك الوقت استُخدمت في اليمن والعراق والحرب في أوكرانيا.
وطوّرت روسيا هذه المسيّرة تحت اسم "غرَان-2" وأنتجتها بكميات كبيرة، حيث أطلقت في فترة معينة نحو 140 طائرة يوميًا على أوكرانيا.
تتراوح تكلفة هذه المسيّرات بين 20 و50 ألف دولار، وهي قادرة على حمل ما يصل إلى 90 كيلوغرامًا من المتفجرات لمسافة تزيد على 1,200 ميل (حوالي 1,930 كلم).
أما النسخة الأصغر "شاهد-131" فهي تحمل نحو 20 كيلوغرامًا من المتفجرات.
وفي مارس (آذار) 2025، تم عرض مسيّرة إيرانية استخدمتها روسيا في أوكرانيا خلال مؤتمر المحافظين الأميركيين الكبير كما عرضت روسيا طائرة "شاهد" لأول مرة في عرض عسكري.
ولم يقدّم سلاح الجو الأميركي سوى المواصفات العامة للنسخ المقلّدة من "شاهد-136"، بما في ذلك الأبعاد، ونظام الدفع، وقدرة الحمولة، من دون ذكر تفاصيل عن الأنظمة الإلكترونية الداخلية.
وقال وُلف-كريستيان بايس، الباحث البارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، إن هذا يشير إلى أن التركيز منصبّ على الردع العسكري أكثر من الحرب الإلكترونية.
وأضاف: "سلاح الجو يريد شيئًا يطير مثل (شاهد)، ويبدو مثل (شاهد)، وله بصمة رادارية مشابهة، حتى يتمكنوا من التدرب على كيفية إسقاطه إذا اقترب من مواقعهم".
ووفقًا للصحيفة، فإن طلب ما يصل إلى 36 طائرة مسيّرة يشير إلى أن الجيش الأميركي يستعد لمواجهة هجمات جماعية بالطائرات المسيّرة، وهو ضعف معروف سابقًا في أنظمة الدفاع الأميركية.
وأوضح بايس أن الولايات المتحدة أكثر استعدادًا لاعتراض المقاتلات أو القاذفات، لا الطائرات المسيّرة البطيئة والمنخفضة مثل "شاهد".
وبحسب التقرير، ستُنقل النسخ المقلّدة إلى مركز الأسلحة في قاعدة إيگلين الجوية بولاية فلوريدا، حيث تُجرى أعمال التصميم وتطوير الأنظمة الجوية.
وبما أنه لا تتوافر مخططات تقنية دقيقة، فإن المتعاقدين سيكون عليهم تصميم وإعادة إنتاج نسخ مشابهة لطائرة "شاهد-136" بأنفسهم.

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" بشأن الهجوم الأميركي على المراكز النووية التابعة للنظام الإيراني خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، أنّ معرفة حجم الخسائر التي لحقت بالموقع النووي تحت الأرض في "فردو" أمر صعب، لأن استهداف هذه المنشأة كان بالغ الصعوبة منذ البداية.
وأشارت الصحيفة، في تقريرها يوم الأربعاء 20 أغسطس (آب)، إلى أن عمق منشأة فردو يتراوح بين 80 و110 أمتار، موضحة أن الشقوق الناجمة عن الانفجار الأول قد تسمح للقنابل التالية بالتوغّل أكثر، غير أن مدى هذا التوغّل يبقى غير متوقَّع.
ووفقاً لقول رايان هرلي، الأستاذ المساعد في الهندسة الميكانيكية بجامعة جونز هوبكنز والمتخصّص في سلوك الصخور تحت الظروف القاسية، فإن الصخور المحيطة بفردو من أكثر الصخور شيوعاً في المنطقة وهي شديدة الصلابة.
وأكد هرلي وخبراء آخرون أنّ حساب حجم الخسائر بدقة من دون محاكاة حاسوبية متقدمة، وبيانات سرّية من تجارب فعلية، ومعلومات دقيقة عن سرعة وشكل القنابل، ومعرفة وافية ببنية فردو وجيولوجيا المنطقة، أمر غير ممكن.
وركّز مخطّطو الهجوم أثناء بحثهم عن نقاط ضعف في فردو على مجاري التهوية (ممرات عمودية أو مائلة تحت الأرض) التي تفتح على سفح الجبل فوق المنشأة، ما أتاح لهم خيار استغلال هذه المسارات بدلاً من محاولة اختراق الصخور الصلبة فوق الموقع.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية مطّلع على عملية اتخاذ القرار إن المجاري الرئيسية لم تكن تنزل بشكل مستقيم، بل كانت في بداياتها ملتوية إلى حد ما، ولم تصبح مباشرة نحو المنشأة إلا في مراحلها الأخيرة.
ولم تُعرف بدقة زوايا هذه المجاري، غير أن التواءها يعني أن القنابل كانت تواجه مزيجاً من الصخور والأنفاق المفتوحة.
وخلص المخطّطون إلى ضرورة استخدام عدة قنابل. ووفقاً لما طُرح في إحاطة بوزارة الدفاع، فإن كل مجرى منها كان يتشعّب إلى ثلاثة في أعلاه. وفي كلا الموقعين، كان الهدف أن تدمّر القنبلة الأولى الغطاء الخرساني، ثم تُسقَط خمس قنابل أخرى على طول المجرى الرئيسي.
ويعتمد حجم الخسائر التي يمكن أن تسببها قنبلة من طراز "GBU-57" أو مجموعة منها على جيولوجيا نقطة الاصطدام.
وذكر عدة جيولوجيين للصحيفة أن دراسة نُشرت عام 2020 في مجلة "جيوبرشيا" الصادرة عن جامعة طهران، تبيّن أن صخور المنطقة المحيطة بفردو تتكون أساساً من صخر بركاني يُسمى "إغنيمبريت".
إسحاق ماكوفسكي، الجيولوجي والأستاذ المشارك بجامعة حيفا في إسرائيل، وصف الإغنيمبريت بأنه مادة ممتازة للحفر.
وأوضح أن المدن القديمة تحت الأرض في "كابادوكيا" بوسط تركيا نُحِتت في الإغنيمبريت، وبعضها يمتد لعدة طوابق وأنفاق مترابطة ومئات المداخل.
وأضاف ماكوفسكي أن درجة صلابة الإغنيمبريت المحيط بفردو غير معروفة على وجه الدقة، لكن، كما في كابادوكيا، ربما سهّلت طبيعة هذا الصخر بناء منشأة تحت الأرض.
وتابع ماكوفسكي قائلاً إن الإغنيمبريت في فردو يبدو ظاهرياً ليناً نسبياً، لكن يلزم إجراء دراسة أعمق للتأكد. وأكّد أن للإغنيمبريت ميزة أخرى لصالح الإيرانيين؛ "بسبب مساميته، يمكنه إضعاف الموجات الانفجارية مثل تلك الناتجة عن القنابل الأميركية".
وأضاف أنه يعمل تماماً مثل "أكياس الرمل التي كانت توضع حول القلاع القديمة لإيقاف الطلقات".
نيك غلومك، أستاذ الهندسة وخبير المتفجرات بجامعة إلينوي في إربانا-شامبين، قال إنه لا شك في التأثير المصدّي للإغنيمبريت أو "الطف البركاني"، موضحاً: "الطف معروف جيداً لدى خبراء الانفجارات، وهو أحد أفضل المواد لامتصاص الطاقة. المواد المسامية كهذه تُستخدم في عدة مجالات للحد من نطاق الأضرار الناجمة عن الانفجارات الكبرى".
استخدام قنابل أكثر
وبحسب مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية، فإن منشأة فردو مؤلفة من عدة طوابق، وهو ما جعل واشنطن تحتسب عدداً أكبر من القنابل اللازمة لتدمير أجهزة الطرد المركزي والمعدات الأخرى.
وربما تكون المنشأة محمية أيضاً بوسائل أخرى.
فإيران من كبار منتجي الخرسانة، وقد نشر باحثون إيرانيون دراسات عن خرسانة مدعّمة بألياف فولاذية دقيقة ومواد مقوّية أخرى.
كالي نايتو، أستاذ هندسة الإنشاءات بجامعة "ليهاي" الأميركية، أوضح أن هذه الألياف تشكّل جسوراً بين الشقوق الدقيقة عند تعرض الخرسانة للضغط، مما يزيد مقاومتها للانفجار أو الصدمات.
وأشار نايتو إلى أن "استخدام الألياف قد يضاعف أو يثلث مقاومة الشد في الخرسانة، ويبقي الشقوق مستقرة، مما يعني الحفاظ على تماسكها بدرجة عالية".
لكن أثر هذه التقنية يعتمد على قوة الانفجار والتركيب الدقيق للخرسانة. ولا يُعرف ما إذا كانت إيران قد استخدمت هذه المواد في فردو أم لا، غير أن نايتو قال إن استخدام الخرسانة المرشوشة بالألياف الفولاذية على الجدران الداخلية للأنفاق أصبح ممارسة شائعة في أميركا كطبقة واقية وداعمة.
وقد تشمل طرق أكثر تعقيداً استخدام صفائح فولاذية لامتصاص جزء من صدمة الانفجار أو لمنع تطاير شظايا الخرسانة إلى الداخل وإتلاف المعدات أو إصابة العاملين.
وبعض التدابير الوقائية في فردو معروفة: فقد أشارت تقارير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في السنوات الماضية إلى غرف ذات جدران سميكة وأبواب ثقيلة مقاومة للانفجار.
إلى أي مدى تضررت فردو؟
يتوقف الجواب بدرجة كبيرة على المسافة بين مواقع انفجار القنابل والمنشأة نفسها. ومع كثرة المتغيّرات والمجهولات، قد لا يكون الوصول إلى نتيجة قطعية ممكناً أبداً.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية إن القنابل ربما لم تصل إلى غرف أجهزة الطرد المركزي، رغم أن المحللين ما زالوا يقيمون التفاصيل. وكان الهدف الأساسي الاعتماد على موجات الصدمة وغيرها من آثار الانفجار لتدمير أجهزة الطرد.
وحتى إذا لم تصل القنابل مباشرة إلى الهيكل، فإن انفجارها بالقرب منه أو داخل مجرى تهوية قد يُحدث أضراراً جسيمة.
ففي مثل هذا الوضع، تتعرض أجزاء من البنية في موقع الصدمة للتلف، كما تتضرر المعدات في الأنفاق الأوسع والمناطق الأبعد، وفقاً لآندرو نيكلسون، مدير شركة Viper Applied Science.
ومع ذلك، إذا نجحت قنبلة أو أكثر في اختراق المبنى، فإن الأضرار، رغم خطورتها، تبقى محدودة.
وقال بيتر ماكدونالد، المدير الآخر في الشركة نفسها: "أعتقد أن مثل هذا الانفجار يمحو فعلياً معظم الأشياء". وأضاف أنه رغم أن الانفجار في فضاء مغلق كارثي على المعدات، فإن الانهيار الكامل لفردو لم يكن متوقعاً، إذ تبقى الأضرار الهيكلية متركزة في المناطق القريبة من مركز الانفجار.
أما البروفيسور هرلي من جامعة جونز هوبكنز، فرأى أن مقاربة البنتاغون بدت منطقية، قائلاً: "إذا كانت الجيولوجيا ومجاري التهوية قد دُرست بالفعل بدقة كما ذُكر، فالأرجح أن الأضرار كانت بالغة".
ويتفق ذلك مع تصاعد ثقة المسؤولين الأميركيين الذين يرون أن الهجوم الأخير ألحق أضراراً شديدة بفردو ودمّر مجموعات أجهزة الطرد المركزي فيها.
لكن جون بي. وولفستال، مدير برنامج المخاطر العالمية في "اتحاد العلماء الأميركيين"، حذّر من أن مدى تأخّر البرنامج النووي الإيراني يتوقف على الكيفية الدقيقة لانتشار موجات الصدمة وغيرها من آثار الانفجار داخل المنشأة.
وأوضح وولفستال أنه إذا اقتصر الأمر على موجة صدمة، فإن الكثير من الأجهزة يمكن إصلاحها، لكن إذا ترافق الانفجار مع حريق ودمار كامل، فقد لا يبقى شيء.
وختم بالقول إنه إلى أن يتضح هذا الأمر، لا يمكن تقديم تقدير دقيق لما دُمّر بالفعل وما لا يزال صالحاً للاستخدام.

أعلن رئيسا بيلاروسيا وإيران- وهما دولتان دعمتا روسيا في الحرب ضد أوكرانيا- خلال محادثات في مينسك عن عزمهما تعزيز العلاقات الثنائية في جميع المجالات، بما في ذلك الدفاع.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية في بيلاروسيا، يوم الأربعاء 20 أغسطس (آب)، أن الرئيسين ألكسندر لوكاشينكو ومسعود بزشكیان اتفقا خلال لقاء في مينسك على العمل على معاهدة تعاون استراتيجية.
ونقلت الوكالة عن لوكاشينكو قوله: "في ظل الاضطرابات الجيوسياسية، تتخذ مينسك وطهران خطوات مستمرة ومتوازنة لتطوير التعاون أكثر، وتعملان بجد لتحويل كل تحدٍ جديد إلى فرصة جديدة".
وأضاف لوكاشينكو: "نحن مستعدون لمناقشة أي موضوع، فلا يوجد موضوع مغلق لدينا".
وأوضح أن البلدين يمكنهما التعاون في مجموعة واسعة من المجالات، بما في ذلك "التعاون العسكري-التقني".
وأفادت وسائل الإعلام الإيرانية أن بزشكیان قال خلال اللقاء في عاصمة بيلاروسيا إن طهران جاهزة لتعزيز التعاون مع مينسك أكثر من السابق، وأنه كما وقعت مع روسيا معاهدة تعاون استراتيجية، يمكن أن يُطبق نفس النموذج "في إطار العلاقات الصديقة والأخوية" مع بيلاروسيا أيضًا.
لوكاشينكو، الحليف المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سمح لموسكو باستخدام أراضي بيلاروسيا كمنصة انطلاق لهجومها على أوكرانيا، ووافق لاحقًا على استضافة صواريخ روسية نووية تكتيكية.
وسلّم النظام الإيراني أيضًا طائرات مسيرة لاستخدامها في الحرب إلى روسيا، ووقع مع بوتين معاهدة تعاون استراتيجية، رغم أن هذه المعاهدة لم تتضمن بند الدفاع المتبادل.
يذكر أن كلا من إيران وبيلاروسيا تخضعان لعقوبات وصفها بزشكیان بأنها "عقوبات غير قانونية من الغرب".
وقال في بيلاروسيا: "النظام الإيراني مستعد لنقل خبراته القيمة في مسار تحييد العقوبات إلى أصدقائه وشركائه".
وأشار الرئيس الإيراني إلى العقوبات وقال: "نحن لا ننقص شيئًا عن أولئك الذين يظنون أنهم يستطيعون فرض عقوبات علينا".
وأكد بزشكیان أنه يتابع شخصيًا الاتفاقات بين البلدين، وأن حجم التبادل التجاري الحالي مقارنةً بالإمكانات المتاحة ضئيل ويجب رفعه.
يُذكر أن لوكاشينكو، الذي يُوصف من قبل منتقديه بـ"آخر ديكتاتور في أوروبا"، يسيطر على السلطة في بيلاروسيا منذ عام 1994، وقد اتُهم مرارًا بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان وقمع قاسٍ للمعارضين.
وفي مارس (آذار) 2023، زار لوكاشينكو إيران والتقى بالمرشد الإيراني علي خامنئي.
وخلال اللقاء، قال خامنئي: "على الدول التي تخضع لعقوبات أميركا أن تتعاون مع بعضها البعض، وتُشكل مجموعة مشتركة، لتقضي على أداة العقوبات".

أشارت صحيفة "فرهيختكان" الإيرانية إلى تداعيات إنشاء ممر زنغزور على إيران، مطالبةً باستخدام نهج مشابه للهجوم على قاعدة العديد الأميركية في قطر خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا.
وقارنت الصحيفة، في مقال يوم الأربعاء 20 أغسطس (آب)، بين مواجهة أذربيجان وأرمينيا في مسألة ممر زنغزور والهجوم الذي شنته إيران على قاعدة العديد الأميركية في قطر، وأشارت إلى أن هذا النهج يجب أن يُستخدم في قضية زنغزور أيضًا.
وأوضحت الصحيفة أن مواجهة "التهديدات المحتملة من حدود الجيران الشماليين" لا تعني التصادم معهم.
وفي 23 يونيو (حزيران)، وخلال الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، ردت إيران على الهجوم الأميركي على منشآتها النووية بشن هجوم صاروخي على قاعدة العديد الأميركية في قطر، بعد إخطار مسبق.
ووصف دونالد ترامب، رئيس الولايات المتحدة، هذا الهجوم بأنه "رد ضعيف للغاية"، وشكر إيران على "الإخطار المسبق الذي منع وقوع خسائر في الأرواح أو إصابات".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في ذلك الوقت أن إيران نسقت هجومها على القاعدة الجوية الأميركية مع مسؤولين في الدوحة، وأبلغتهم مسبقًا بهذه العملية لتقليل الخسائر إلى الحد الأدنى.
وأشارت "فرهيختغان" إلى هذا الهجوم، وكتبت: "يجب على إيران، مع مراقبة دقيقة للتحركات الأمنية، أن تحذر جيرانها الشماليين من أي تحرك أمني ضدها".
وأكدت الصحيفة أن على طهران أن توضح بجلاء أنه في حال تعرضت إيران لتهديدات من أراضي جيرانها، فإن الأولوية ستكون للاعتبارات الأمنية على حساب العلاقات الدبلوماسية، وستُدرج إيران مصادر تلك التهديدات ضمن قائمة أهدافها المشروعة.
ويربط زنغزور أذربيجان بمنطقتها الذاتية نخجوان عبر الأراضي الأرمينية، ويقضي على الحدود المشتركة بين إيران وأرمينيا.
لهذا السبب، عارضت السلطات الإيرانية ووسائل الإعلام الحكومية بشدة إنشاء مثل هذا الممر خلال الأشهر الماضية.
وهدد عباس موسوي، مساعد مدير مكتب الرئيس الإيراني، يوم 13 أغسطس (آب)، أذربيجان وأرمينيا بأن "الأمر لم ينته بعد"، وطالب بإعادة النظر في اتفاقهما بشأن ممر زنغزور، الذي يُطلق عليه الآن اسم "طريق ترامب".
كما هدد علي باقري كني، عضو المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية، في وقت سابق خلال مقابلة مع التلفزيون الإيراني، بأن إيران لن تتغاضى بسهولة عن مسألة زنغزور.
واستضاف البيت الأبيض في 8 أغسطس (آب) إلهام علييف، رئيس أذربيجان، ونيكول باشينيان، رئيس وزراء أرمينيا، لتوقيع معاهدة سلام، حيث قال دونالد ترامب إن الطرفين سينهيان جميع الصراعات، ويبدآن التجارة والسفر والعلاقات الدبلوماسية، ويحترمان سيادة ووحدة أراضي بعضهما البعض.
وفقًا لهذا الاتفاق، سيتم تغيير اسم ممر زنغزور إلى "طريق دونالد ترامب الترانزيتي للسلام والازدهار الدولي"، وستؤجره الولايات المتحدة لمدة 99 عامًا.

صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واصفا نفسه وبنيامين نتنياهو بأنهما "أبطال" بسبب الهجوم على منشآت إيران النووية. وأكد أن "المخزونات النووية للنظام الإيراني قد دُمِّرت"، مشيراً إلى أنهم "كانوا قادرين على امتلاك سلاح نووي في غضون أربعة أسابيع".
وفي مقابلة إذاعية مع مارك لوين بُثّت مساء الثلاثاء 19 أغسطس (آب)، قال ترامب: "نتنياهو بطل حرب. أعتقد أنني كذلك. لا أحد يهتم، لكنني كذلك".
وأكد ترامب أن "هجمات الولايات المتحدة على منشآت إيران النووية كانت مدمّرة"، مضيفاً: "لقد أرسلتُ تلك الطائرات. كما تعلمون، كانوا يتدرّبون منذ 22 عاماً، وجاء الطيارون. لقد كافأتهم، ودعوتُهم جميعاً، وكل من شارك في هذه العملية المثالية، إلى المكتب البيضاوي".
وأضاف ترامب: "حاولت شبكة (سي إن إن) أن تقول إن العملية لم تكن ناجحة كما وصفتُها، لكن تبيّن لاحقاً أنها كانت أبعد مما قلت: تدمير كامل. أعلنت لجنة الطاقة الذرية أن الموقع قد أُبيد.
ربما يمكنهم أن يبدؤوا من جديد، لكن لا وجود لبداية في ذلك المكان بعد الآن".
وتابع رئيس الولايات المتحدة: "لقد دمّرنا المخزونات النووية. في رأيي، كانوا قادرين على امتلاك سلاح نووي خلال أربعة أسابيع فقط. الطيارون جاؤوا إلى المكتب البيضاوي وقالوا: (سيدي الرئيس، نحن وسابقونا تدربنا 22 عاماً على هذه الطلعة؛ نفس الطلعة إلى نفس الموقع حيث كانت المواد مخزنة. أنت الرئيس الوحيد الذي منحنا الشجاعة لننفذ هذه المهمة. لو لم تُنفَّذ، لكان لديهم الآن سلاح نووي بالتأكيد، ولربما استخدموه)".
وهذه هي المرة الثانية خلال الأيام الأخيرة التي يشدد فيها ترامب على دوره في الهجوم على منشآت إيران النووية.
وكان رئيس الولايات المتحدة قد كتب يوم الاثنين 18 أغسطس (آب)، قبيل لقائه مع فولوديمير زيلينسكي، رئيس أوكرانيا، في واشنطن، عبر شبكة "تروث سوشال": "تذكروا! ... أنا من دمّرت منشآت إيران النووية. إما أن تلعب لتفوز، أو لا تلعب أبداً! أشكركم على اهتمامكم بهذا الأمر!".
كما صرّح يوم السبت 16 أغسطس، في مقابلة مع "فوكس نيوز"، بشأن دوره في إنهاء الحرب التي استمرت 12 يوماً بين النظام الإيراني وإسرائيل، قائلاً: "لقد قمنا بعمل مذهل، لأنه خلال 22 عاماً لم يجرؤ أي رئيس على القيام به".
من جانبه، وصف بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، يوم الثلاثاء 12 أغسطس، في مقابلة مع شبكة "i24 News"، هجمات إسرائيل على منشآت إيران النووية خلال الحرب الأخيرة بأنها "عملية تاريخية".
وأشار نتنياهو إلى بعض التكهنات حول مصير 400 كيلوغرام من مخزون اليورانيوم المخصب لدى النظام الإيراني بعد الحرب التي استمرت 12 يوماً، قائلاً: "كنا نعلم مسبقاً أنها لن تُدمر بالكامل، لكنها ليست كافية لصنع قنبلة نووية. إنهم حالياً ليسوا في موقع يسمح لهم بالتقدم".
وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلي من أن بلاده "مستعدة دائماً لأي خطوات محتملة من جانب طهران، خصوصاً في ما يتعلق بمحاولتها إعادة بناء برنامجها النووي".
وقالت أربعة مصادر استخباراتية إسرائيلية حالية وسابقة يوم 12 أغسطس لشبكة "يورونيوز" إن "هجوم إسرائيل على إيران في يونيو (حزيران) جاء بعد سنوات من التخطيط، ونُفّذ عندما تزامنت عدة عوامل رئيسية، منها انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وانتهاء مهلة الـ60 يوماً لمفاوضات الملف النووي، وكذلك الهجمات المباشرة التي شنها النظام الإيراني على إسرائيل".
وأوضحَت هذه المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها لدواعٍ أمنية، أن "الموساد حدد قبل بدء العملية الظروف الاستراتيجية والسياسية اللازمة".
وأضافت أن "هذه الظروف شملت تصعيد الحرب بالوكالة بين النظام الإيراني وإسرائيل، وانتخاب ترامب رئيساً للولايات المتحدة، والمناخ الذي نشأ في مفاوضات إيران النووية مع الغرب".
وبحسب هذه المصادر، "كان الهدف أن تسيطر إسرائيل في الأيام الأولى من الحرب بشكل كامل على الوضع، مع خسائر محدودة في الداخل، وهيمنة مطلقة على الأجواء الإيرانية".
وأكدت المصادر الاستخباراتية أن "إسرائيل، وعلى مدى سنوات، كانت تُعد سيناريو الهجوم بشكل متوازٍ مع الجهود الدبلوماسية الرامية لوقف البرنامج النووي في إيران".
