ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين ومستندات اطلعت عليها أن قريشي اقترح التعبير عن التعاطف مع الصحفيين القتلى في غزة، ومعارضة التهجير القسري للفلسطينيين.
وبحسب التقرير، تم طرده بعد أيام قليلة من تقديم هذا الاقتراح.
وقبل الطرد، أصدر قريشي بياناً إعلامياً جاء فيه: "نحن لا ندعم التهجير القسري للفلسطينيين في غزة".
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن قريشي صاغ هذه العبارة على غرار تصريحات سابقة لترامب وستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، الذين صرحوا في فبراير (شباط) بأن الولايات المتحدة لن تسعى إلى تنفيذ "خطة إجلاء" للفلسطينيين من غزة.
وأضافت الصحيفة أن وزارة الخارجية أمرت المسؤولين بحذف العبارة المحددة بالخط الأحمر.
وقال مسؤولون أميركيون لـ"واشنطن بوست" إن طرد قريشي "أرسل رسالة تخويف لموظفي وزارة الخارجية"، مفادها أن "أي رسالة تبتعد عن دعم إسرائيل بشكل قوي، حتى لو كانت تتماشى مع سياسة الولايات المتحدة التقليدية، لن تُحتمل".
ولم تكشف الصحيفة عن هويات هؤلاء المسؤولين.
وأشار التقرير إلى أن وزارة الخارجية لم تقدم أي سبب رسمي لطرد قريشي.
وقال تامي بيغوت، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، حول الحادثة: "لن نعلق على الرسائل المسربة أو الادعاءات. الوزارة لا تتسامح مع أي موظف يرتكب سوء سلوك عبر الإفصاح... يجب ألا يضع الموظفون الفيدراليون أي أيديولوجيات سياسية شخصية فوق أوامر الرئيس المنتخب".
وأوضح قريشي لصحيفة "واشنطن بوست" أنه لم يتلق أي تفسير لطرده، مشيراً إلى أن الوزارة ليست ملزمة قانونياً بذلك بسبب وضعه التعاقدي.
وأضاف أن الحادثة أثارت تساؤلات مثيرة للقلق حول موقف الوزارة من احتمال تهجير الفلسطينيين من غزة، وقال: "على الرغم من سمعتي الجيدة وعلاقاتي الوطيدة مع العديد من زملائي، لم أتمكن من النجاة من هذه الخلافات".
وأكد قريشي أن اللغة التي اقترحها للبيان الإعلامي كانت قد تمت الموافقة عليها مراراً من وزارة الخارجية منذ تولي ترامب الرئاسة في يناير (كانون الثاني).
وذكرت "واشنطن بوست" أن خلافاً آخر وقع داخل الوزارة أوائل هذا الشهر بعد مقتل الصحفي أنس شريف من قناة الجزيرة وعدد من الصحفيين الآخرين في مدينة غزة.
وأعلنت إسرائيل أن شريف كان عضواً في حركة حماس، بينما رفضت الجزيرة هذا الاتهام.
وخلال مناقشة كيفية رد وزارة الخارجية الأميركية على الحادثة، اقترح قريشي إضافة عبارة تقول: "نحن نعبر عن حزننا لفقدان الصحفيين ونتقدم بالتعازي لعائلاتهم".
لكن إدارة الوزارة عارضت هذا الاقتراح في رسالة إلكترونية بتاريخ 10 أغسطس (آب)، جاء فيها: "لا حاجة للرد. إذا لم نكن متأكدين من تصرفات هذا الشخص، لا يمكننا تقديم التعازي".
وكان ديفيد ميلستين، المستشار الكبير للسفير الأميركي لدى إسرائيل، مايك هوكبي، أحد أبرز المعارضين لقريشي في الوزارة.
وذكرت "واشنطن بوست" استناداً إلى مسؤولين مطلعين أن ميلستين كان يدخل في صراعات مع موظفي الوزارة دفاعاً عن سياسة إسرائيل.
ولم يرد ميلستين على طلب التعليق، لكن بيغوت أدان الانتقادات الموجهة إليه ووصفه بأنه "مدافع قيّم عن سياسات إدارة ترامب والشعب الأميركي".