وجاءت تصريحاته يوم السبت 16 أغسطس (آب)، في وقت تكثّف فيه حكومات المنطقة جهودها للحد من نفوذ الميليشيات المسلحة الموالية لطهران.
وقال الحميداوي، في بيانه، إن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط، "من سقوط نظام بشار الأسد إلى الهجمات الأميركية والإسرائيلية على إيران"، كلها تهدف إلى إضعاف "المقاومة".
ويُشار إلى أن مصطلح "محور المقاومة" يُستخدم في أدبيات النظام الإيراني للإشارة إلى الجماعات المسلحة المرتبطة به في المنطقة، مثل حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله والحشد الشعبي والحوثيين في اليمن.
وفي الآونة الأخيرة، تصاعد الجدل حول مستقبل هذه الجماعات، لا سيما ملف نزع سلاح حزب الله في لبنان؛ حيث وصف أمينه العام، نعيم قاسم، يوم الجمعة 15 أغسطس، قرار الحكومة اللبنانية بنزع سلاح الحزب بأنه "خطأ جسيم"، محذرًا من أن أي مواجهة مع الحزب قد تقود إلى "حرب أهلية".
ومن جانبها، اعتبرت شخصيات ومسؤولون لبنانيون أن طهران تقف وراء تهديدات حزب الله بجرّ البلاد إلى نزاع داخلي.
وفي العراق، دخلت جماعة أخرى موالية لإيران على خط الأزمة؛ إذ هدد أكرم الكعبي، الأمين العام لـ "حركة النجباء"، بالتصعيد، معتبرًا أن الاعتراضات على قانون "الحشد الشعبي" تمثل "جرس إنذار للحرب". واتهم الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل بالتدخل في شؤون العراق، محذرًا من أن أي "عدوان واضح سيواجه برد قاسٍ وواسع ضد مصالحهم وقواتهم".
وتزامنًا مع هذه التوترات، زار أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، بغداد، يوم الثلاثاء 12 أغسطس الجاري؛ حيث كشفت مصادر لـ "إيران إنترناشيونال" أن أحد أهداف الزيارة كان حث القوى الشيعية العراقية على الدفع باتجاه إقرار قانون "الحشد الشعبي" في البرلمان.
ويهدف هذا القانون، الذي أعدته حكومة رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إلى تثبيت موقع "الحشد الشعبي" ضمن البنية الأمنية الرسمية للدولة. لكنه لم يُقر حتى الآن بسبب معارضة بعض القوى السياسية وضغوط خارجية، خصوصًا من واشنطن.
ويرى منتقدون أن تمرير القانون سيعزز نفوذ طهران في العراق ويخلّ بتوازن القوى الداخلية لصالح الفصائل الموالية لها.
ويُذكر أن "الحشد الشعبي" تشكّل في يونيو (حزيران) 2014 لمواجهة تنظيم "داعش"، ويضم نحو 40 فصيلًا، معظمها شيعية. وفي ديسمبر (كانون الأول) 2016، أقرّ البرلمان العراقي اعتباره قوة عسكرية رسمية مستقلة عن الجيش.
وفي خضم الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل التي استمرت 12 يومًا، كشف السوداني أن حكومته أحبطت 29 محاولة من الفصائل الموالية لإيران لإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه إسرائيل والقواعد الأميركية، مؤكدًا استخدام مزيج من الضغوط السياسية والعسكرية لاحتواء الموقف.