وبحسب هذه التقارير، فإن أجهزة الاستخبارات الغربية، خاصة الأوروبية منها، أفادت بوجود تنامٍ في مستوى التعاون بين طهران وبكين.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، يوم الجمعة 15 أغسطس (آب)، تقريرًا استند إلى معلومات استخباراتية، محذّرة من أن بكين قد تساعد طهران في إعادة بناء قدراتها الصاروخية، التي تضررت خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا.
وقال مسؤولون إسرائيليون رفيعو المستوى إن نوايا الصين ليست واضحة تمامًا، وأكدوا أن تل أبيب قد أوصلت رسائل بهذا الخصوص إلى بكين.
وأشار هؤلاء إلى أنّ الصين لم تؤكد التقارير التي تحدثت عن رغبتها في استكمال مخزون الصواريخ الإيراني أو إرسال أسلحة إلى طهران.
من جانبها، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنّ إيران تشتري من الصين المواد الأولية اللازمة لتصنيع وقود صواريخها الباليستية. ورغم عدم صدور تأكيد رسمي من بكين، فإن خطواتها على الأرض تعكس عمليًا إعادة بناء القدرات الصاروخية الإيرانية، وهو ما تعتبره إسرائيل أمرًا "مقلقًا" وقد تكون له تداعيات استراتيجية كبيرة.
وتأتي هذه المخاوف في وقت وصف فيه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زمير، العمليات الاستباقية خلال الحرب الأخيرة بأنها ناجحة، مؤكدًا أن الجيش مستعد لشن ضربات إضافية على إيران إذا لزم الأمر.
وكانت السفارة الصينية في إسرائيل قد نفت في 9 يوليو (تموز) الماضي التقارير التي تحدّثت عن إرسال أنظمة دفاع جوي متقدمة إلى طهران، ووصفتها بأنها "غير صحيحة ومخالفة للواقع". وأكد البيان أنّ الصين لا تصدّر أسلحة إلى دول في حالة حرب.
وتسعى إيران إلى إعادة بناء قدراتها الدفاعية، بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، ويبدو أنّ تركيزها الأكبر ينصبّ على أنظمة الدفاع الجوي الجديدة.
وتفيد وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن طهران تتطلع إلى الحصول على أنظمة دفاعية متطورة من روسيا، غير أنّ رد موسكو كان باردًا وغير متحمّس، وهو ما كان متوقعًا بعد "الهزيمة الثقيلة" التي مُنيت بها إيران في الحرب، على حد قولها.
وقد حاولت طهران في وقت سابق، خاصة بعد فشل وكلائها مثل حزب الله في مواجهة إسرائيل، إعادة بناء قدراتها الصاروخية بشكل مستقل.
ونقلت التقارير عن مسؤول إسرائيلي رفيع أنّ الصين زوّدت إيران بعد الهجوم الإسرائيلي في أواخر أكتوبر (تشرين الأول) 2024 ببعض المعدات ذات الاستخدام المزدوج. لكن القلق الحالي أكبر من ذلك، إذ يتعلق بإعادة بناء وتطوير القدرات الصاروخية الإيرانية بشكل كامل.