وقال إنّ إدارة ترامب تعتبر الآن الملف النووي الإيراني "منتهيًا"، رغم أنّ المخاطر لا تزال قائمة وخطيرة.
وجدير بالذكر أنه في 22 يونيو (حزيران) الماضي، انضمّت الولايات المتحدة إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران؛ حيث شاركت في ضربات جوية استهدفت منشآت نووية أساسية في "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان".
وصرّح إير، في بودكاست "عين على إيران"، الذي تبثه "إيران إنترناشيونال"، قائلاً: "إن الرئيس ترامب أعلن أنّ البرنامج النووي الإيراني قد دُمِّر، ويبدو أنهم وضعوه في خانة (المهمة أُنجزت)".
وأضاف مشيرًا إلى عهد أوباما: "حينها كانت نائبة وزير الخارجية، وندي شيرمان، تنسّق مع القوى الكبرى للحفاظ على الاتفاق النووي لعام 2015 عبر دبلوماسية معقّدة توازن بين مصالح متعدّدة. أما اليوم، فكل شيء تقزّم إلى تنسيق أحادي مع إسرائيل".
وأوضح: "الآن، في السياسة الخارجية، الشخص الوحيد الذي يتم التنسيق الحقيقي معه هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. أما المسؤول الأميركي المكلَّف بالملف، ستيف ويتكوف، فهو منشغل بملفات أخرى، مثل غزة وأوكرانيا. عمليًا، لا أحد يولي الملف الإيراني اهتمامًا، وقد تُرك كاملاً لإسرائيل".
مؤشرات على عودة التصعيد
يرى كثيرون أن قرار طهران إعادة تفعيل "المجلس الأعلى للدفاع"- الذي لم يجتمع منذ الحرب العراقية الإيرانية- يعتبر مؤشرًا كبيرًا على أنّ إيران تنظر إلى وقف إطلاق النار مع إسرائيل كهدنة مؤقتة.
هذا التطوّر، بحسب آلن إير، يعكس استعداد قادة طهران لجولة مواجهة جديدة، وسعيهم إلى إعادة بناء "قدرة ردع استراتيجية"، بما في ذلك تعزيز الدفاع الجوي وإحياء القدرات الصاروخية والنووية.
إيران عند مفترق طرق
إن الحرب الأخيرة والجمود الدبلوماسي وضعا مسؤولي النظام الإيراني أمام خيارين صعبين: إما الاستمرار في تحدّي الضغوط ورفض وقف الأنشطة النووية، مع تحمّل خطر التعرّض لضربة جديدة من الولايات المتحدة وإسرائيل، أو العودة إلى طاولة المفاوضات، مع احتمال حدوث انقسامات داخلية في صفوف القيادة.
كما أن الهدنة الهشّة التي أنهت حرب الـ 12 يومًا، رغم أن كلا الطرفين اعتبرها "انتصارًا"، إلا أنّها كشفت نقاط ضعف واضحة وأضرّت بصورة الردع الإيراني.
خيار التفاوض
أكدت ثلاثة مصادر مطلعة في إيران لوكالة "رويترز" أنّ قادة النظام الإيراني يعتبرون المفاوضات النووية مع واشنطن الخيار الوحيد لتجنّب التصعيد وخطر التدمير الكامل.
وجدير بالذكر أن الهجمات الإسرائيلية سبقت بيوم واحد فقط الجولة السادسة المقرّرة من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة. وقد وافق المرشد علي خامنئي وكبار المسؤولين في النظام الإيراني مبدئيًا على استئناف المفاوضات النووية، معتبرين الدبلوماسية السبيل الضروري لتفادي ضربات جديدة.
تهديد بعودة العقوبات الأممية
لوّحت دول "الترويكا" الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) بأنها ستلجأ إلى آلية "العودة التلقائية للعقوبات" في مجلس الأمن، إذا لم تعد إيران إلى المفاوضات قبل نهاية أغسطس (آب) الجاري.
ويؤكد آلن إير أنّ إيران، رغم الضربات الأخيرة، لا تزال تمتلك قدرات صناعية وكمية من اليورانيوم المخصب ومعرفة تقنية تمكّنها من إنتاج سلاح نووي.
وختم قائلاً: "إيران اليوم أمام مفترق طرق: هل ستعيد بناء ما فقدته، أم تمضي خطوة أبعد.. نحو السعي الفعلي لامتلاك سلاح نووي؟".