وأوضحت المعلومات أن يحيى حسيني بنجكي كان يسعى للانتقام من العاملين بـ "إيران إنترناشيونال" بهذا الهجوم الإلكتروني، بعدما نشرت، في تقرير سابق، عن دوره في التخطيط لاغتيال معارضين للنظام الإيراني، وبعد كشف هويته فُرضت عقوبات عليه من قِبل الولايات المتحدة.
وكانت مجموعة القرصنة "حنظلة"، التابعة لوزارة الاستخبارات الإيرانية، والتي تقدم نفسها كـ "مجموعة مقاومة فلسطينية"، وتحاول استغلال أحداث غزة للتلاعب بعقول المتابعين، قد زعمت في أحدث عملياتها أنها اخترقت "إيران إنترناشيونال" والهواتف المحمولة لعدد من موظفيها.
ونشرت هذه المجموعة وثائق شخصية وصورًا خاصة ومشهدًا من اجتماع تحرير عبر الإنترنت بهدف خلق أجواء ترهيب وتقليص تواصل الجمهور مع القناة.
كما زعمت المجموعة حصولها على بيانات آلاف المواطنين الذين أرسلوا صورًا أو مقاطع فيديو إلى "إيران إنترناشيونال"، في خطوة تهدف إلى نشر الخوف بين الناس وتقليل تواصلهم مع وسيلة إعلامية تنقل أصواتهم.
وأظهرت التعبئة الكاملة لوسائل الإعلام التابعة للنظام الإيراني مع هذا الهجوم السيبراني أن القضية تتجاوز مجرد عملية اختراق بسيطة، إذ نشرت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، على صفحتها الأولى صورًا ووثائق لمجتبى بورمحسن، أحد موظفي القناة، متهمة إياه بالتعاون مع إسرائيل.
كما كررت صحيفة "جوان" التابعة للحرس الثوري الإيراني، في تقرير خاص، مزاعمها المكررة وغير الصحيحة عن تعاون "إيران إنترناشيونال" مع إسرائيل وجهاز "الموساد".
أما صحيفة "وطن امروز"، التابعة للتيار الأصولي، فقد اتهمت موظفي "إيران إنترناشيونال" بـ "الخيانة". ومع ذلك، فشلت هذه الحملة أمام تجاهل الناس لها.
وتُظهر المعلومات الخاصة، التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، أن مجموعة القرصنة "حنظلة" هي جزء من فريق سيبراني يُعرف باسم "مؤسسة كيتن" يعمل تحت إشراف وزارة الاستخبارات الإيرانية.
وأحد القراصنة الرئيسين في هذه المجموعة هو علي برموده، البالغ من العمر 27 عامًا، من تبريز، مدير متجر "آليار" الإلكتروني، ومتعاون قديم مع شرطة فتا، والذي بدأ منذ مراهقته في جمع بيانات المستخدمين لصالح أجهزة الأمن الإيرانية.
ووفقًا لمصدر في "إيران إنترناشيونال"، فإن برموده قرصان هاوٍ يستخدم تاريخ ميلاده كلمة مرور لمعظم حساباته الأساسية، وجميع بياناته لدى مزوّد خدمات واحد يمكن الوصول إليها بسهولة.
ويسكن برموده في تقاطع "نغين بارك" بمدينة تبريز، شمال غرب إيران، خلف موقف الحافلات في المبنى الأزرق. وقد ارتبط بالشبكات الأمنية عبر والده، وهو موظف رسمي ومسؤول رياضي ومعسكرات في "مؤسسة الشهيد" بمحافظة أذربيجان الغربية، وهي مؤسسة تابعة لخامنئي، وقد تم تقديمه كنموذج للباسيج في المحافظة.
ورغم قرب والد علي برموده من المؤسسات الحكومية، فإن المعلومات، التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، تشير إلى أن مسؤوله المباشر في وزارة الاستخبارات هو موظف يُدعى مرتضى آفتابي فر، وهو من المنطقة نفسها وعضو صغير في مشروع أكبر تابع للوزارة.
ويقف على رأس هذا المشروع نائب الأمن الداخلي بوزارة الاستخبارات، يحيى حسيني بنجكي، وهو الشخص الذي كشفت "إيران إنترناشيونال" في يوليو (تموز) 2024، ولأول مرة هويته، ودوره في التخطيط لاغتيال معارضي النظام الإيراني في الخارج.
وبعد شهرين، أي في سبتمبر (أيلول) 2024، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات عليه بتهمة التخطيط لاغتيال إيرانيين في الخارج. ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن الهجوم السيبراني الأخير، الذي نفذته مجموعة "حنظلة" كان جزءًا من محاولة بنجكي للانتقام من "إيران إنترناشيونال" والضغط على موظفيها.
وذكر مصدر في وزارة الدفاع الإيرانية أن بنجكي ينتمي إلى الجيل الجديد من المسؤولين الأمنيين الموثوقين لدى خامنئي، وهو مثل برموده وآفتابي فر من أبناء تبريز.
ويحمل بنجكي درجة الدكتوراه في العلوم السياسية من جامعة آزاد في تبريز، وقد أنشأ داخل وزارة الاستخبارات "هيئة قاسم سليماني" التي تنفذ، بالتعاون مع الحرس الثوري وأجهزة الاستخبارات الأخرى، عمليات تخريبية في أنحاء متفرقة من العالم.