ونقلت "معاريف" يوم الخميس 14 أغسطس (آب) عن صحفي إسرائيلي أنه نتيجة لهذا القرار من دمشق، اضطرت الطائرة التي تقل لاريجاني إلى تغيير مسارها عبر المجال الجوي للعراق وتركيا.
كانت سوريا في عهد بشار الأسد أحد الحلفاء الرئيسيين للنظام الإيراني في المنطقة، لكن مع الإطاحة بحكومته في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، تحولت العلاقات بين طهران ودمشق إلى التوتر.
وكان أحمد الشرع، رئيس الجمهورية السورية في الفترة الانتقالية، قد انتقد في فبراير (شباط) الماضي سياسات طهران تجاه حكومة الأسد، وقال إن وجود الميليشيات المدعومة من النظام الإيراني في سوريا كان يشكل تهديداً للمنطقة بأكملها.
كما قال الشرع في 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي إن المعارضين، من خلال الإطاحة بالأسد، أعادوا مشروع النظام الإيراني في المنطقة 40 عاماً إلى الوراء.
لقاء لاريجاني مع أمين عام حزب الله
وأثارت زيارة لاريجاني إلى لبنان ولقاءاته مع مسؤولين وسياسيين في البلاد ردود فعل واسعة.
وواصل لاريجاني مشاوراته، حيث التقى فجر الخميس 14 أغسطس (ىب) نعيم قاسم، أمين عام حزب الله اللبناني، وأجرى معه محادثات.
وأفادت وكالة "تسنيم" الإخبارية، التابعة للحرس الثوري، أن قاسم أعرب خلال اللقاء عن شكره لـ"الدعم المستمر" من النظام الإيراني لـ"لبنان ومقاومته" ضد إسرائيل، مشيداً بـ"وقوف إيران إلى جانب وحدة لبنان وسيادته واستقلاله".
جاءت هذه التصريحات في ظل التوترات الأخيرة المحيطة بموضوع نزع سلاح حزب الله، والتي ألقت بظلالها على العلاقات بين طهران وبيروت.
وقد أدانت وزارة الخارجية اللبنانية في 9 أغسطس (آب) تصريحات مسؤولي النظام الإيراني الرافضة لنزع سلاح حزب الله، وقالت إن على النظام الإيراني، بدلاً من التدخل في شؤون الدول الأخرى، التركيز على حل مشكلات الشعب الإيراني.
"صفعة" الحكومة اللبنانية للاريجاني
ووصفت "معاريف" في تقريرها الأجواء السياسية المحيطة بزيارة لاريجاني إلى بيروت بأنها "سلبية"، مشيرة إلى أن عدداً من التيارات السياسية اللبنانية طالبت مسبقاً بإلغاء هذه الزيارة.
في 13 أغسطس، طالب الرئيس اللبناني جوزيف عون، خلال لقائه بأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، بعدم تدخل طهران في الشؤون الداخلية للبنان.
وأكد عون: "لا يُسمح لأي جماعة في لبنان بحمل السلاح أو طلب الدعم الخارجي".
كما أعلن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام خلال لقائه لاريجاني أن بيروت لن تقبل أي تدخل في شؤونها الداخلية، وتتوقع من النظام الإيراني الالتزام بهذه المبادئ بشكل واضح وصريح.
ونقلت صحيفة "نداء الوطن" اللبنانية عن مواقف مسؤولي الحكومة اللبنانية الأخيرة، واصفة تصريحات عون وسلام بأنها "صفعة على وجه لاريجاني".
وذكرت صحيفة "اللواء" اللبنانية، نقلاً عن مصدر مطلع، أن لاريجاني سعى خلال زيارته إلى لبنان لنقل رسالة مفادها أن أي محاولة لنزع سلاح "المقاومة" مرفوضة، وأن النظام الإيراني مستعد لاستخدام "عدة أوراق" لمنع حدوث ذلك.
ووفقاً للتقرير، أكد لاريجاني في أحد لقاءاته في لبنان: "لن تكتفي طهران بإصدار مواقف سياسية، بل هي مستعدة للوقوف إلى جانب المقاومة ودعمها بكل الإمكانيات المتاحة".
و"محور المقاومة" هو المصطلح الذي يستخدمه مسؤولو ووسائل إعلام النظام الإيراني للإشارة إلى الجماعات المسلحة المدعومة من طهران في المنطقة، مثل الجهاد الإسلامي، وحزب الله، والحشد الشعبي، وحماس، والحوثيين في اليمن.