ألمانيا وفرنسا: إيران يجب أن لا تمتلك السلاح النووي أبدًا

قال وزيرا الخارجية الفرنسي والألماني، في منشورات منفصلة على منصة "إكس"، إن إيران يجب أن لا تمتلك السلاح النووي تحت أي ظرف.
قال وزيرا الخارجية الفرنسي والألماني، في منشورات منفصلة على منصة "إكس"، إن إيران يجب أن لا تمتلك السلاح النووي تحت أي ظرف.
ونشر الوزيران صورة من نص رسالة الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، ألمانيا، وبريطانيا) الموجهة إلى الأمم المتحدة بشأن الاستعداد لتفعيل "آلية الزناد"، وأكدا استعدادهما لإعادة فرض العقوبات الأممية في حال استمرار طهران في انتهاك التزاماتها.
وفي منشوره يوم الأربعاء 13 أغسطس (آب)، كتب وزير الخارجية الفرنسي جان نوال بارو: "إذا واصلت طهران انتهاك التزاماتها الدولية، فإن فرنسا، بالتعاون مع شركائنا الألمان والبريطانيين، ستعيد في نهاية أغسطس (آب) فرض العقوبات العالمية على الأسلحة، والقيود المتعلقة بالمعدات النووية، والقيود المصرفية التي رُفعت قبل 10 سنوات".
وأضاف: "لقد اقترحنا تعليق تنفيذ هذه العقوبات مؤقتًا وبشروط، لإتاحة فرصة للمفاوضات. لكن إيران لم ترد على هذا الاقتراح حتى الآن".
من جانبه، كتب وزير الخارجية الألماني يوهان وادفول، في اليوم نفسه على "إكس": "يجب ألا تمتلك إيران السلاح النووي أبدًا. لدينا كامل الحق في استخدام آلية الزناد لإعادة فرض العقوبات فورًا، وهو حق أوضحناه بجلاء في رسالة الترويكا الأوروبية الأخيرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة".
وتابع: "أمام إيران فرصة للعودة إلى الدبلوماسية واستئناف تعاونها الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقد اقترحت الترويكا الأوروبية مؤخرًا تأجيل تنفيذ آلية إعادة العقوبات لفترة محدودة وبشروط معينة. الكرة الآن في ملعب إيران".
كان وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا قد وجهوا، يوم الثلاثاء 12 أغسطس/آب، رسالة مشتركة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وإلى مجلس الأمن، أعلنوا فيها أنهم مستعدون لتفعيل آلية الزناد لإعادة فرض العقوبات الأممية على إيران إذا لم تلتزم بواجباتها الدولية وتستأنف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وأكد الوزراء في رسالتهم أن أمام طهران مهلة حتى نهاية الشهر الجاري، محذرين من أن عدم التحرك سيؤدي إلى عودة العقوبات تلقائيًا.
وجاء في الرسالة: "أوضحنا أنه إذا لم تكن إيران مستعدة بحلول 31 أغسطس/آب للتوصل إلى حل دبلوماسي أو الاستفادة من فرصة التمديد، فإننا (E3) سنكون على استعداد لتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات".
ووقع الرسالة كل من جان نوال بارو (وزير خارجية فرنسا)، يوهان وادفول (وزير خارجية ألمانيا)، وديفيد لامي (وزير خارجية بريطانيا).
تأتي هذه الخطوة بعد أكثر من شهرين على الهجوم الأميركي - الإسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية، وقبل نحو شهرين من انتهاء المهلة القانونية التي تتيح لهذه الدول تفعيل الآلية بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.
وأوضح الوزراء الأوروبيون أن التمديد المحدود للمهلة سيمنح مزيدًا من الوقت للتوصل إلى اتفاق نووي جديد، مع الإبقاء على خيار إعادة العقوبات متاحًا لمنع الانتشار النووي.
وفي مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز" عقب اجتماع إسطنبول في يوليو (تموز)، حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي من أن أوروبا "لا تملك أي أساس قانوني أو أخلاقي" لتفعيل آلية الزناد، وهدد بأنه إذا أقدمت على ذلك فسيتم استبعاد القوى الأوروبية من أي مفاوضات مستقبلية.
وقال: "آلية إعادة العقوبات لم تعد ذات أهمية كبيرة".
وفي حين قللت عدة شخصيات إيرانية رسمية مؤخرًا من البعد العملي للآلية واعتبرته "تأثيرًا نفسيًا" أكثر من كونه اقتصاديًا، كشفت رسالة سرية لوزارة الاستخبارات الإيرانية- حصلت عليها قناة "إيران إنترناشيونال"- أُرسلت يوم الاثنين 11 أغسطس الجاري إلى الوزارات والشركات الكبرى، أن تفعيل آلية الزناد قد يؤدي إلى وقف مبيعات النفط الإيرانية، وإلى أزمات اقتصادية وأمنية حادة، وزيادة البطالة، وتصاعد السخط الشعبي. وطالبت الرسالة المؤسسات الاقتصادية "الحساسة" بالاستعداد الكامل لهذا السيناريو.
الموقف من المفاوضات مع واشنطن
من جهة أخرى، أعلن محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني، يوم الثلاثاء 12 أغسطس، أن إيران مستعدة للتفاوض "حتى بشكل مباشر" مع الولايات المتحدة، لكن في "الظروف المناسبة".
وقال: "أبلغنا الطرف المفاوض أننا مستعدون لبناء الثقة، لكن يبدو أنه يتظاهر بعدم السماع.
البلاد في الظروف المتوازنة مستعدة للمفاوضات، لأنها تصب في مصلحة الطرفين ولا يجب أن تُفرض بشكل أحادي".
وكان عراقجي قد صرّح سابقًا أن طهران تطالب بضمانات من واشنطن بعدم شن أي هجوم على إيران أثناء المفاوضات المقبلة، إضافة إلى "خطوات لبناء الثقة" تشمل تعويضات عن "الخسائر الحربية" التي سببتها الولايات المتحدة.