ووصف برنامج إيران النووي بأنه تهديد للأمن الدولي، وأكد أن طهران ما زالت قادرة على العودة إلى المسار الدبلوماسي، مضيفًا: "الكرة في ملعب طهران".
كما نشر وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا، يوم أمس الأربعاء، في منشورات منفصلة على منصة "إكس" صورة من نص رسالة الدول الأوروبية الثلاث إلى الأمم المتحدة بشأن الاستعداد لتفعيل آلية الزناد، وأكدا مجددًا أن طهران يجب أن لا تحصل على السلاح النووي تحت أي ظرف.
ومنذ أسابيع قليلة، دخلت الأزمة بشأن البرنامج النووي الإيراني مرحلة جديدة، حين حذر وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا من أنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق "مرضٍ" بحلول نهاية أغسطس (آب) 2025، فسيتم تفعيل آلية الزناد، وهي الآلية التي تؤدي إلى العودة التلقائية لعقوبات مجلس الأمن ضد إيران.
وفي رسالة رسمية إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، أكدت الدول الثلاث أن طهران انتهكت عمدًا التزاماتها بموجب الاتفاق النووي، وأعلنت أن العقوبات العالمية على الأسلحة، والقيود المرتبطة بالمعدات النووية، والقيود المصرفية التي رُفعت قبل عقد من الزمن، ستُعاد مجددًا. وفي الوقت نفسه، عرضت هذه الدول تعليق تنفيذ العقوبات مؤقتًا لإتاحة فرصة للمفاوضات، وهو عرض قالت إنه لم يتلق أي رد من إيران.
وفي طهران، وصفت السلطات الإيرانية هذا التهديد بأنه "غير قانوني"، ولوحت باحتمال الانسحاب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. كما صرّح محمد رضا عارف، النائب الأول لمسعود بزشكيان، بأن إيران، "في الظروف المناسبة"، مستعدة للتفاوض المباشر مع الولايات المتحدة، لكنها تطالب بضمانات أمنية و"إجراءات لبناء الثقة" من جانب واشنطن.
وكانت قناة "إيران إنترناشيونال" قد نشرت سابقًا نسخة من رسالة سرية صادرة عن وزارة الاستخبارات الإيرانية تحذر من أن تفعيل آلية الزناد قد يوقف مبيعات النفط ويتسبب في أزمات اقتصادية وأمنية واجتماعية خطيرة، بما في ذلك ارتفاع البطالة، وتصاعد السخط الشعبي، وتقلبات في أسعار العملة. ودعت الرسالة المؤسسات الاقتصادية الحساسة إلى الاستعداد لمثل هذا السيناريو.
وأكد المسؤولون الأوروبيون أن الهدف النهائي هو منع إيران من الحصول على السلاح النووي، وأن الكرة الآن "في ملعب طهران". وفي المقابل، حذر مسؤول كبير في النظام الإيراني، في مقابلة مع صحيفة "التلغراف"، من أن إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة قد يشكل "تهديدًا وجوديًا" للنظام، وأن تداعياته ستكون "أكثر تدميرًا من الحرب".
ومع اقتراب موعد انتهاء المهلة في نهاية أغسطس، وفي ظل انعدام الثقة العميق بين طهران والغرب، فإن تفعيل آلية الزناد قد يشكل نقطة تحول جديدة في النزاع النووي مع إيران، وهي نقطة ترى بعض التقييمات الداخلية للنظام أنها ستضع القدرات الاقتصادية والسياسية للنظام الإيراني أمام اختبار غير مسبوق.