وبحسب تقرير "القناة 13" الإسرائيلية، قال هاليفي إن بارنيا، خلال الحرب مع إيران، اختار مسارات وصفها بأنها "أقرب إلى العلاقات العامة منها إلى إجراءات عملياتية فعّالة".
وأضاف: "رئيس الموساد أوصى باتخاذ خطوات خارج نطاق مسؤوليته، ولم يتحمل تبعاتها".
كما انتقد هاليفي طريقة نقل تفاصيل العمليات إلى وسائل الإعلام، قائلاً: "مدير الموساد يسجل إنجازات الآخرين باسمه، ويطلق حملات ترويجية شخصية، ويفعل ذلك دون روح التعاون".
وبحسب قوله، فإن بارنيا سمح حتى بنشر صور من عمليات سرية في إيران، وهو ما اعتبره هاليفي دليلاً على تفضيله سمعته الشخصية على المصالح الأمنية.
وكان هرتسي هاليفي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن قبل عدة أشهر أنه سيتنحى عن منصبه في 6 مارس (آذار)، وفي رسالة استقالته تحمّل المسؤولية الكاملة عن الفشل الأمني في هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وأوضح هاليفي أنه سيستكمل حتى نهاية مهامه تحقيقات الجيش بشأن هذا الهجوم، ويعمل على تعزيز جاهزية قوات الدفاع الإسرائيلية لمواجهة التحديات الأمنية المقبلة. وبعد هذا القرار، قدّم قائد القوات الجنوبية أيضًا استقالته.
وقد قوبلت استقالة هاليفي بردود فعل حادة من قادة المعارضة، الذين طالبوا بنيامين نتنياهو بالتنحي عن رئاسة الوزراء.
كما دعا بيني غانتس، وزير الدفاع السابق، إلى تشكيل لجنة تحقيق حكومية وإجراء انتخابات مبكرة.
وقد تميّزت فترة قيادة هاليفي بمواجهة مباشرة مع إيران، وبخلافات علنية مع رئيس الموساد بشأن استراتيجية التعامل مع طهران وكشف العمليات العسكرية.
وفي الشهر الماضي، وخلال زيارة بنيامين نتنياهو لمقر الموساد، شدد ديفيد بارنيا على أن مهمة الموساد في التصدي لتهديدات النظام الإيران ما زالت مستمرة، مشيرًا إلى "الموقف الاستراتيجي القوي" الذي تتمتع به إسرائيل حاليًا.
وقال: "مهمتنا لم تنتهِ بعد، ونحن ملتزمون بالتحرك بحزم لمنع التهديدات المستقبلية من إيران واستغلال الفرص المتاحة".
وفي اللقاء نفسه، أعرب نتنياهو عن تقديره لعناصر الموساد لدورهم "الفريد والمهم" في عملية "صعود الأسود"، ولجهودهم المستمرة على مدى سنوات في العمليات والاستخبارات ضد حكومة إيران.
وقد جاءت هذه التصريحات في ظل انخراط إسرائيل في تصعيد التوترات الإقليمية والعمليات السرية ضد أهداف مرتبطة بطهران، بينما كان بارنيا يسعى للتأكيد على استمرار وأهمية هذه العمليات حتى بعد النجاحات الأخيرة للموساد.