كما اعتبر الرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني أن تخفيف التوتر مع الولايات المتحدة "ضروري وحتمي"، وأكد على أهمية وضع استراتيجية وطنية جديدة.
وقال كروبي، يوم الخميس 14 أغسطس (آب) إنه "لكي تبقى إيران، وقبل فوات الأوان، يجب على الحكام العودة إلى الشعب وتهيئة الأرضية لإصلاحات هيكلية تستند إلى إرادة الأمة".
من جهته، دعا روحاني، خلال لقاء مع مستشاريه يوم الأربعاء 13 أغسطس (آب)، إلى وضع واستكمال "استراتيجية وطنية جديدة" ترتكز على إرادة الشعب وعلى تنمية وعظمة إيران.
وحذر من أن التجاهل لهذه الإجراءات قد يعرض البلاد مجدداً لخطر الحرب.
في السياق ذاته، قال بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، يوم 13 أغسطس إن محور إيران يسعى بشكل واضح إلى تدمير واستئصال إسرائيل وكثير من اليهود، كما يطالب بـ"موت أميركا".
وأضاف نتنياهو: "نحن نخوض الحرب في ثماني جبهات، سبع منها ضد إيران وقواتها الوكيلة، والثامنة ضد وسائل الإعلام المزيفة".
روحاني: يجب تسليم الاقتصاد للقطاع الخاص
روحاني، الذي كان أحد المفاوضين الرئيسيين وداعمي برامج النظام الإيراني النووية، دعا في حديثه إلى إنشاء "جهاز استخباراتي شعبي" بمشاركة جميع المواطنين، واعتبر "الاهتمام بإرادة الشعب في السياسة الداخلية، وتعزيز الأحزاب، وتسليم الاقتصاد للقطاع الخاص، وإنشاء وسائل إعلام خاصة إلى جانب الإعلام الوطني" من "الإجراءات الضرورية لتحقيق التماسك الوطني".
وأثارت صدمة الأجهزة الاستخباراتية والأمنية الإيرانية من العمليات الواسعة التي نفذتها الكوماندوز الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية، والقضاء المفاجئ على كبار القادة العسكريين للنظام الإيراني، انتقادات واسعة بين القوى المؤيدة للنظام.
وكشفت تحقيقات "إيران إنترناشيونال" حول تقرير أداء قيادة الشرطة الإيرانية خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً عن وجود تناقضات خطيرة بين الإحصاءات والمعلومات التي تقدمها المؤسسات الأمنية للنظام.
وأكد روحاني خلال لقائه بمستشاريه أن على القوات المسلحة العودة إلى مهامها الأساسية والامتناع عن التدخل في الاقتصاد والسياسة الداخلية والخارجية.
تأتي دعوته لخروج الحرس الثوري من دوائر الاقتصاد والسياسة في النظام الإيراني في وقت فرضت فيه وزارة الخارجية الأميركية في 8 أغسطس (آب) عقوبات على عشرات الشركات الدولية بسبب شرائها من منتجي البتروكيماويات الإيرانيين، وقالت إن العديد من هذه الشركات كانت مدرجة مسبقاً في قوائم العقوبات الأميركية بسبب تعاونها مع الحرس الثوري والهيكل الأمني للنظام الإيراني.
من ناحية أخرى، كتب عزيز غضنفري، نائب مسؤول الشؤون السياسية في الحرس الثوري، يوم 11 أغسطس، حول تصريحات الرئيس مسعود بزشكيان الأخيرة: "للأسف، تكررت الأخطاء اللفظية للرئيس، خاصة في خضم الأحداث المهمة والمصيرية، وأحياناً تسببت في أضرار لمجال الأمن القومي".
ووفقاً لقول روحاني، إلى جانب تعزيز القدرات الدفاعية، يجب إعادة العلماء الإيرانيين من الداخل والخارج إلى البلاد وتفعيل دورهم في مجالات التكنولوجيا والحرب الإلكترونية.
وأفادت صحيفة "تلغراف" يوم 9 أغسطس أنه بعد أن قضت إسرائيل على حوالي 30 من العاملين في البرنامج النووي الإيراني، أرسل النظام الإيراني المتخصصين المتبقين إلى "ملاجئ آمنة".
من جهة أخرى، قال لين خودوركوفسكي، مسؤول سابق في وزارة الخارجية الأميركية، يوم 11 أغسطس في حديث مع "إيران إنترناشيونال": "سقوط النظام الإيراني مسألة وقت وليس احتمالاً".
ووصف هذا المسؤول السابق التغييرات في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بأنها تدل على نظام حاكم في حالة تدهور، و"عرض محض" يشبه "إعادة ترتيب المقاعد على ظهر سفينة التايتانيك".