الكشافة البريطانية تلغي معسكرا صيفيا للأطفال تابعا للنظام الإيراني بسبب "مخاطر أمنية"

ألغت منظمة الكشافة البريطانية معسكراً صيفياً للأطفال كان مقرراً برعاية مؤسسة خيرية تدعم المرشد الإيراني، بسبب "مخاطر أمنية".
ألغت منظمة الكشافة البريطانية معسكراً صيفياً للأطفال كان مقرراً برعاية مؤسسة خيرية تدعم المرشد الإيراني، بسبب "مخاطر أمنية".
وكان من المقرر أن يُعقد معسكر "الولاية"، الذي تنظمه مؤسسة "البعثة الإسلامية لأهل البيت" ومقرها شمال غرب لندن، في سبتمبر (أيلول) للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 9 و14 عاماً، ويشمل أنشطة مثل الرماية ومحاضرات إسلامية.
ووفقاً لصحيفة "جويش كرونيكل"، أعلنت منظمة الكشافة البريطانية إلغاء حجز المعسكر بسبب "الخطر على أمن جميع الأفراد"، معربة عن قلقها إزاء عدم القدرة على "ضمان أمن الموقع الواسع للمعسكر بشكل كامل ضد احتمال التسبب في اضطرابات".
وردت مؤسسة "البعثة الإسلامية لأهل البيت" قائلة إنها أرجأت المعسكر "بسبب التهديدات الجدية ضد أمن الأطفال".
وأضافت المؤسسة أن "جماعات الضغط الأجنبية والإعلام والمتطرفين اليمينيين" وجهوا اتهامات لا أساس لها "زادت من المخاطر وحرضت آخرين على إيذاء الأطفال في بريطانيا".
في وقت سابق، طالب حزب "إصلاح بريطانيا" اليميني بإلغاء المعسكر، مشيراً إلى أن المجموعة لها "صلات واضحة ومثيرة للقلق" مع النظام الإيراني.
وكان من المقرر إقامة المعسكر في موقع معسكر منظمة الكشافة في منطقة كينغز لانغلي بولاية هيرتفوردشير، وقد تم الترويج له عبر وسائل التواصل الاجتماعي والموقع الرسمي لمؤسسة "البعثة الإسلامية لأهل البيت".
ووفقاً للتفاصيل المنشورة، كان على المشاركين في المعسكر الالتزام بالزي الإسلامي، وشملت البرامج صلاة الجماعة، ومحاضرات دينية، وتعليم "القيم الإسلامية".
وكتبت صحيفة "جويش كرونيكل" أن قرار إلغاء المعسكر جاء بعد تزايد القلق بشأن المحتوى التعليمي والأيديولوجيا السائدة في البرنامج، وهي مخاوف موثقة في تقارير عن أنشطة سابقة للمؤسسة، بما في ذلك الإشادة العلنية بالمرشد الإيراني علي خامنئي، ورفض إدانة هجمات حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وأضافت الصور ومقاطع الفيديو المنشورة من معسكرات سابقة لهذه المؤسسة، التي تُظهر أطفالاً يرسمون رمز البطيخ، ويصبغون علم فلسطين، ويصنعون طائرات ورقية تشبه المظلات التي استخدمت في الهجوم على إسرائيل، إلى موجة الانتقادات.
كما نُشرت تقارير عن حضور حسن الطرائقي، رجل دين مرتبط بالمؤسسة له سجل تصريحات مثيرة للجدل ضد اليهود، في هذه المعسكرات.
وأصدر حزب "إصلاح بريطانيا" بياناً طالب فيه بالإلغاء الفوري للمعسكر، مشيراً إلى أن مؤسسة "البعثة الإسلامية لأهل البيت" لها "صلات واضحة ومثيرة للقلق مع النظام الإيراني".
كما حذر الحزب مما وصفه بـ"النفوذ الخفي للنظام الإيراني على الأراضي البريطانية عبر المؤسسات الدينية".
في أعقاب هذه الانتقادات، أعلنت منظمة الكشافة البريطانية رسمياً إلغاء حجز موقع المعسكر، مؤكدة أنها "غير قادرة على ضمان الأمن الكامل للمعسكر في مواجهة التهديدات المتزايدة".
وأضاف المتحدث باسم المنظمة: "لا نقبل أي مخاطر تتعلق بأمن الأطفال والموظفين".
في المقابل، ادعت مؤسسة "آي إيه إم" في بيان أن إلغاء المعسكر "نتيجة الضغط الإعلامي وتهديدات التيار اليميني المتطرف".
وكتبت المؤسسة: "سممت اتهامات لا أساس لها من جماعات الضغط الأجنبية الأجواء السياسية وعرضت حياة الأطفال للخطر".
وجاء في البيان أيضاً: "نؤجل ببالغ الأسف تنظيم المعسكر لتوفير بيئة أكثر أماناً للأطفال".
وسبق أن حذرت السلطات الأمنية البريطانية من أن النظام الإيراني يسعى، عبر شبكة من الجمعيات الخيرية والمراكز الثقافية في بريطانيا، إلى توسيع نفوذه الأيديولوجي والتجسس في البلاد.
وأعلنت وكالة الاستخبارات الداخلية البريطانية (MI5) وشرطة مكافحة الإرهاب أنهما أحبطتا منذ يناير (كانون الثاني) 2022 أكثر من 20 مؤامرة اغتيال وخطف مرتبطة بالنظام الإيراني.
حالياً، تخضع جمعيتان خيريتان أخريان في لندن، وهما "دار الحكمة تراست" و"مؤسسة أبرار الإسلامية"، لتحقيقات مكافحة الإرهاب بسبب الاشتباه في علاقات مالية وتنظيمية مع مؤسسات أمنية تابعة للنظام الإيراني، رغم أن كلتيهما تنفي أي مخالفات.
وأصبح معسكر الولاية الملغى، الذي نظمته مؤسسة ذات توجهات واضحة داعمة للنظام الإيراني، نموذجاً للتحديات الأمنية والاجتماعية التي تواجهها بريطانيا؛ تحديات تمتد عبر الحدود مع تهديدات النظام الإيراني، وتتغلغل في الفضاء الداخلي لدول مثل بريطانيا.