هذا المسؤول الإيراني الرفيع، الذي لم تذكر صحيفة "تلغراف" البريطانية اسمه، قال: "النظام الإيراني من الناحية المالية والعسكرية لا يملك القدرة على تحمّل عودة عقوبات الأمم المتحدة.
هذه العقوبات ستدفع الشعب مرة أخرى إلى الاحتجاج، وهذه المرة قد تكون الأمور مختلفة".
وأكد أنّ "هذه العقوبات أكثر تدميراً من الحرب"، مشيراً إلى أنّ "المجلس الأعلى للأمن القومي طلب من مكتب رئاسة الجمهورية إيجاد طريقة لبدء الحوار قبل فوات الأوان".
وبحسب قول هذا المسؤول، فقد نُقل إلى المسؤولين في إيران رسالة واضحة: "قيل لهم أن يفعلوا كل ما بوسعهم، لأن الجميع يعلم أنّ الظروف ليست كما كانت قبل 10 سنوات حين تم التوصل إلى الاتفاق".
كانت "إيران إنترناشيونال" قد نشرت في وقت سابق رسالة سرية من وزارة الاستخبارات الإيرانية، حذّرت فيها الوزارات والشركات الكبرى من أنّ تفعيل آلية الزناد سيؤدي إلى وقف مبيعات النفط الإيراني وحدوث أزمات اقتصادية وأمنية كبرى وارتفاع البطالة وزيادة السخط الشعبي في البلاد.
وجاء في الرسالة، التي أُرسلت يوم الاثنين 11 أغسطس (آب)، مع الإشارة إلى التحركات الأخيرة لأميركا والدول الأوروبية الثلاث، أنّ وزارة الاستخبارات طلبت من المؤسسات الاقتصادية "الحساسة" أن تكون على استعداد كامل لمواجهة سيناريو تفعيل هذه الآلية.
وكان النظام الإيراني قد أصر في الأسابيع الماضية على أنّ تنفيذ "آلية الزناد" له تأثير نفسي أكثر من أي شيء آخر.
وقال عباس عراقجي، وزير الخارجية الإيراني، في أوائل أغسطس إنّ تداعيات آلية الزناد أو ما يُعرف بـ"سناب باك" قد تم "تضخيمها" وأُظهرت للشعب على أنّها أكبر مما هي عليه في الواقع.
ومع ذلك، تُظهر الرسالة السرية لوزارة الاستخبارات أنّ النظام الإيراني، خلف الكواليس، يخشى من "التهديدات المحتملة" لتفعيل هذه الآلية، على عكس التصريحات الرسمية.
تحذير جديد من الدول الأوروبية الثلاث
وأعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا يوم الثلاثاء 12 أغسطس (آب)، في رسالة إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، أنه إذا لم تتحرك طهران حتى نهاية أغسطس الجاري لاستئناف المفاوضات النووية، فسيُعاد فرض العقوبات المشددة التي تخلّصت منها إيران عام 2015.
كما أكّد وزيرا الخارجية الفرنسي والألماني، الأربعاء 13 أغسطس، في منشورات منفصلة على منصة "إكس" مع نشر صورة من نص رسالة الدول الأوروبية الثلاث إلى الأمم المتحدة بشأن الاستعداد لتفعيل "آلية الزناد"، أنّ إيران يجب ألا تحصل على السلاح النووي بأي شكل من الأشكال.
وذكرت "تلغراف" أنّ المجلس الأعلى للأمن القومي كلّف في يوليو (تموز) وزارة الخارجية الإيرانية باستئناف الحوار مع إدارة ترامب لفتح مسار دبلوماسي جديد بعد الحرب مع إسرائيل التي قصفت خلالها الولايات المتحدة منشآت نووية رئيسية في إيران.
وقد عقدت طهران وواشنطن منذ 12 أبريل (نيسان) خمس جولات من المفاوضات، لكن الجولة السادسة أُلغيت بعد هجمات إسرائيل على النظام الإيراني في 13 يونيو (حزيران).
وأعلن محمد رضا عارف، النائب الأول للرئيس الإيراني، يوم الثلاثاء 12 أغسطس، أنّ النظام الإيراني مستعد، في "الظروف المناسبة"، للتفاوض حتى بشكل مباشر مع أميركا.
وقال عارف: "أبلغنا الطرف المفاوض أننا مستعدون لبناء الثقة، لكنه يبدو كمن يتغافل. البلاد في حالة متوازنة مستعدة للتفاوض، لأن التفاوض يهدف إلى الحفاظ على مصالح الطرفين ولا ينبغي أن يكون أمراً مفروضا".