ونُشر هذا التقرير في 9 أغسطس (آب) عبر حساب المقاومة الوطنية اليمنية على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، ويتضمن تسجيلات صوتية ومرئية لاعترافات 7 من أعضاء الحوثيين المشاركين في تهريب السلاح من إيران، وتم الكشف عن هوياتهم.
أربعة من هؤلاء هم: عامر أحمد يحيى مساوي، وعلي أحمد عبده قصير، وعيسى أحمد عبده قصير، وعبد الله محمد مقبول عفيفي، وقد تلقوا تدريباً في معسكرات فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وشاركوا في تهريب عدة شحنات سلاح من بندر عباس، وكشفوا عن ثلاثة مسارات رئيسية لإرسال السلاح والعتاد إلى الحوثيين، وكذلك طرق نقل عناصرهم لتلقي التدريب في معسكرات تابعة للحرس.
وفقًا لقولهم، يتم نقل الميليشيات جواً من مطار صنعاء إلى الأردن ثم إلى لبنان، حيث يستقبلهم حزب الله وينقلهم إلى سوريا ومنها إلى طهران. وهناك مسار آخر يتمثل في النقل الجوي عبر عمان.
وأضاف التقرير: "بعد وصولهم إلى طهران، يُنقل هؤلاء إلى معسكر خاص للحوثيين تحت قيادة محمد جعفر الطالبي، منسق الحرس الثوري مع الميليشيات، والمقصد النهائي هو معسكر صغير في بندر عباس".
كما أوضح طاقم سفينة "الشروا" أن الميليشيات التي تدخل إيران عبر البحر تتوجه مباشرة إلى بندر عباس.
ثلاثة مسارات لتهريب السلاح إلى ميليشيات إيران في اليمن
المسار الأول، المعروف بـ"الطريق الرئيسي"، هو مسار النقل التجاري الظاهر من بندر عباس إلى ميناء صليف على ساحل البحر الأحمر، ويستخدم لنقل شحنات تحتوي مواد قابلة للاشتعال أو وقود صاروخي غير مستقر، وتتطلب نقلًا دقيقًا وفي درجات حرارة منخفضة. لكن الهجمات الجوية الإسرائيلية والأميركية في الأشهر الماضية عطلت هذا الطريق وأخرجته من الخدمة.
في المسار الثاني، ترسو سفينة في المياه قبالة سواحل الصومال، ثم تُنقل الشحنات إلى قوارب صيد يمنية تُؤجر لنقل البضائع إلى موانئ صغيرة تحت سيطرة الحوثيين.
وبحسب موقع "The Maritime Executive" البحري، فإن هذا يشير إلى وجود سفينتين تابعتين للحرس الثوري بالقرب من مضيق دهلك في البحر الأحمر.
تعرضت سفينة "إم في ساویز" في أبريل (نيسان) 2021 لأضرار إثر انفجار لغم بحري، وحل مكانها بعد ثلاثة أشهر سفينة مشابهة تُدعى "إم في بهشاد"، ثم في يناير (كانون الثاني) 2024 نُقلت إلى محطة جديدة في خليج عدن قرب جيبوتي خشية هجوم بحري آخر.
المسار الثالث يستخدم فيه فيلق القدس الحرس الثوري شركات وهمية لإرسال معدات عسكرية مموهة كبضائع تجارية إلى جيبوتي، ومن هناك تُنقل عادة بواسطة قوارب محلية صغيرة إلى موانئ الحديدة وصليف، مع تزوير الوثائق بدعم من مسؤولين فاسدين في جيبوتي.
وبحسب "The Maritime Executive"، أكبر وسيلة إعلامية بحرية في العالم، فإن جميع هذه المسارات الثلاثة متعثرة بشدة حاليًا، وذكرت أن فيلق القدس "يُظهر قدرة على التكيف"، ولكن تصميم طرق تهريب جديدة سيكون صعبًا ويحتاج إلى وقت بسبب التعطيلات الأخيرة.
في اعترافاتهم، قال أربعة من طاقم السفينة إنهم شاركوا في نقل أسلحة داخل حاويات مبردة انطلقت من بندر عباس إلى اليمن، وكانت تحتوي على مواد كيميائية حساسة مثل الهيدرازين والنيتروجين المستخدمة في تصنيع الصواريخ والمتفجرات.
سفينة "الشروا" التي احتجزتها المقاومة الوطنية اليمنية قبل نحو شهر كانت تحمل 750 طنًا من "أسلحة استراتيجية" للحوثيين، وكانت آخر عملية لهذا الفريق المكون من أربعة أشخاص لنقل السلاح من إيران.
ووفقًا للتقرير، كانت السفينة تسير على المسار الثالث تحت غطاء شحنة تجارية مزعومة، وعلى متنها معدات صناعية مثل مولدات، محولات كهربائية، مضخات هواء وأعمدة هيدروليكية، لكن الحرس الثوري أخفى داخلها أجزاء صواريخ، وطائرات مسيرة، ومنظومة دفاع جوي، وعدة رادارات ومعدات عسكرية أخرى.
وذكر أعضاء هذه المجموعة أن السفن في المسار الثالث تمر ليلاً عبر مضيق باب المندب لتجنب دوريات خفر السواحل والبحرية الوطنية المقاومة، وتتجه نحو إريتريا.
كما أشاروا إلى أن الميليشيات التابعة لإيران تستغل سوء الأحوال المعيشية للسكان في المناطق الخاضعة لسيطرتهم لتجنيد أفراد واستخدامهم في عمليات التهريب.
وتطرق التقرير أيضًا إلى هوية قادة الحوثيين الذين يديرون شبكات تهريب السلاح في مدينة الحديدة.