وقد أفادت وكالة "هنا لبنان"، وهي من أبرز وسائل الإعلام المحلية، يوم الاثنين 11 أغسطس (آب)، بأن خبر زيارة لاريجاني أثار ردود فعل واسعة بين مسؤولين وشخصيات لبنانية مؤثرة، حيث دعت بعض الأوساط الرسمية إلى اتخاذ إجراءات رسمية ضد ما وصفته بـ "التجرؤ الإيراني".
ووفقًا للتقرير، فقد اعتبر هؤلاء أن تدخل مسؤولي النظام الإيراني يشكل "اعتداءً على السيادة الوطنية اللبنانية"، مؤكدين ضرورة الرد "بشكل مكافئ ومناسب" على هذه التحركات.
وأكد رئيس حركة التغيير في لبنان، إيلي محفوض، في منشور له على منصة إكس (تويتر سابقًا)، تقاليد الضيافة لدى اللبنانيين واعتزازهم بعلاقات الصداقة مع الدول الأخرى، لكنه وصف زيارة لاريجاني إلى بيروت بأنها "غير مرغوبة وغير ضرورية".
وأضاف: "إنها وقاحة وتجرؤ مفرطان أن ترسل إيران مبعوثيها إلى لبنان، لا سيما بعد ما قامت به مرارًا ضدنا، وهي دولة تزرع الفوضى والحرب في هذه الأرض".
وفي وقت سابق، وتحديدًا في 9 أغسطس الجاري، دعا حزب "الكتلة الوطنية اللبنانية" الحكومة اللبنانية إلى التحرك العاجل لاستدعاء السفير الإيراني في بيروت، وإعلانه "شخصًا غير مرغوب فيه"، وذلك ردًا على تصريحات المسؤولين الإيرانيين المعارضة لنزع سلاح حزب الله.
قلق لبناني من تدخل طهران في ملف نزع سلاح حزب الله
يُذكر أن لاريجاني كان قد زار بيروت في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 بصفته مستشارًا للمرشد الإيراني، علي خامنئي. وشدد خلال لقائه رئيس مجلس النواب اللبناني آنذاك، نبيه بري، على أن إيران ستواصل دعم ما يُسمى "محور المقاومة" في جميع الظروف.
ويُستخدم هذا المصطلح في الخطاب السياسي والإعلامي الإيراني للإشارة إلى الجماعات المسلحة المدعومة من طهران في المنطقة، مثل حركة حماس، والجهاد الإسلامي، وحزب الله، والحشد الشعبي، وجماعة الحوثيين في اليمن.
وفي الأسابيع الأخيرة، أصبح ملف نزع سلاح حزب الله أحد المحاور الأساسية والمؤثرة على المشهد السياسي اللبناني.
وحذّر النائب اللبناني، زياد حواط، عضو تكتل "الجمهورية القوية"، في 11 أغسطس من أن البلاد تمرّ بـ "منعطف تاريخي". وقال: "إن التدخل الإيراني السافر في ملف تسليم سلاح حزب الله، والتحريض على المقاومة والاحتفاظ به، يتعارض مع الدستور، والمصالح اللبنانية، وأسس قيام الدولة، والأعراف الدولية".
وانتقد حواط السياسات الإيرانية، معتبرًا أن طهران تخلق أجواء من التوتر والتهديد في لبنان بالاعتماد على حزب الله، وفي الوقت نفسه تتفاوض مع الولايات المتحدة لتحقيق مصالحها خارج لبنان، واصفًا هذا النهج بأنه "عرض هزلي". ودعا إلى وقفه قائلًا: "على إيران أن تبقى في إيران، وأن تُترك مصالح لبنان وشعبه لأيدي المسؤولين اللبنانيين".
أما النائب عن حزب الكتائب اللبنانية، إلياس حنكس، فكتب على منصة "إكس" أن إيران تشجع حزب الله على رفض تسليم سلاحه، وإشعال المزيد من الحروب، وتدمير لبنان، وتهجير شعبه، وسفك المزيد من الدماء، بينما تجلس في الوقت نفسه للتفاوض مع الدولة التي تسميها "الشيطان الأكبر". ووصف زيارة لاريجاني إلى لبنان بأنها "وقاحة تفوق الوقاحة".
وكانت وزارة الخارجية اللبنانية قد أدانت في وقت سابق تصريحات مسؤولي النظام الإيراني المعارضة لنزع سلاح حزب الله.