وقال وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجّي، في رسالة نشرها مساء السبت 9 أغسطس (آب)، عبر منصة "إكس"، إن على طهران " التركيز على قضاياها الداخلية بدلاً من التدخل في شؤون بيروت".
وأشارت وزارة الخارجية اللبنانية، في بيانها، إلى أن "بعض كبار المسؤولين الإيرانيين تجاوزوا مرارًا حدودهم عبر تصريحات غير مبرّرة بشأن قرارات داخلية لبنانية"، مجددة مطالبتها طهران بالتركيز على قضاياها الداخلية.
وكان ولايتي قد صرّح لوكالة "تسنيم"، المقرّبة من الحرس الثوري الإيراني، بأن مشروع نزع سلاح حزب الله "لن يصل هذه المرة أيضًا إلى أي نتيجة، وأن المقاومة ستقف في وجه هذه المؤامرات"، مؤكدًا استمرار دعم إيران للحزب. كما وجّه انتقادًا للحكومة اللبنانية متسائلًا: "ألا يشغلها الدفاع عن بلدها وشعبها حتى تطرح مثل هذه المشاريع؟".
كما أدلى وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في 6 أغسطس الجاري، بتصريحات مشابهة، سرعان ما ردّت عليها بيروت، واعتبرتها "اعتداءً على سيادة لبنان ووحدته واستقراره وتدخّلاً في شؤونه الداخلية".
ويأتي الجدل بعدما وجّهت الحكومة اللبنانية، الأسبوع الماضي، أوامر إلى الجيش بإعداد خطة بحلول نهاية العام لحصر السلاح بيد القوات الحكومية، وهو ما يعني فعليًا نزع سلاح حزب الله.
وتخضع بيروت لضغوط أميركية لنزع سلاح الحزب، الذي خاض حربًا مع إسرائيل استمرت 14 شهرًا، وانتهت بتراجع كبير في قوته ومقتل العديد من قادته السياسيين والعسكريين. وتعتبر الحكومة اللبنانية هذه الخطوة جزءًا من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي لإنهاء الحرب.
ومن جانبها، وصفت قيادة حزب الله قرار الحكومة اللبنانية بأنه "خطيئة كبرى"، مؤكدة أنها ستتعامل معه "كما لو أنه غير موجود".
وكان مساعد منسق فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، إيرج مسجدي، قد وصف الأسبوع الماضي نزع سلاح حزب الله بأنه "مشروع فاشل من صنع أميركا وإسرائيل"، مضيفًا: "سيدفنون هذا الحلم معهم، ولن ينجح في مجلس الدفاع اللبناني ولا في أي ساحة أخرى".
كما صرّح المتحدث باسم الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أبو الفضل شكارجي، بأن إسرائيل تسعى من خلال هذه الخطة إلى تغيير موازين القوى الإقليمية لصالحها، "لكن حزب الله، وحماس، وأنصار الله، والحشد الشعبي، وقوى المقاومة في اليمن ودول أخرى باتوا اليوم أقوى من أي وقت مضى".
وتتواصل هذه المساعي بينما أكد الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، في آخر خطاب له، يوم الثلاثاء 5 أغسطس الجاري، والذي ألقاه عبر شاشة التلفزيون، رفض أي جدول زمني لتسليم سلاح الحزب، محذرًا من أنه إذا صعّدت إسرائيل عملياتها العسكرية ضده، فإنهم سيستأنفون إطلاق الصواريخ نحوها.
وذكرت وكالة "رويترز" أن خطة نزع السلاح، التي طرحها مبعوث الرئيس الأميركي إلى سوريا ولبنان، توم باراك، تتضمن أدق الخطوات التنفيذية لنزع سلاح حزب الله منذ الحرب المدمرة مع إسرائيل العام الماضي، في ظل تزايد المطالبات بنزع السلاح.
وقال وزير الإعلام اللبناني، الخميس الماضي، إن الحكومة أقرّت في اجتماعها الأهداف العامة للمقترح الأميركي، والتي تشمل نزع سلاح حزب الله بحلول نهاية العام، وإنهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية في لبنان، لكنها لم تبحث التفاصيل الكاملة للخطة.