وتحولت مناسبة يوم الصحافي في إيران إلى فرصة للدعوة إلى مراجعة الوضع القانوني والمهني للصحافيين، بدلاً من الاكتفاء بالتهاني الرمزية؛ حيث دعا وحيد عظيم نيا، رئيس قسم الاقتصاد بصحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، إلى معالجة مشكلات مزمنة مثل تسجيل الوظائف الصحافية بشكل صحيح في التأمين، وإنشاء آلية شفافة لتحديد هوية الصحافيين. وأكد أن حل هذه القضايا ضروري لضمان حقوق الإعلاميين والحفاظ على استدامة العمل الإعلامي.
وبدورها حذرت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، على لسان عدد من خبراء الإعلام، من "وفاة صالات التحرير"، وتنامي التحديات السياسية والمهنية، التي تهدد الإعلام، وسط محاولات للسيطرة عليه وتقييد حريته.
وتشهد إيران، بحسب صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية، تصاعد أسعار الفواكه والخضراوات، رغم وفرة الإنتاج، بسبب خلل في التسعير وضعف التخزين، ما يزيد الأعباء على المواطنين في ظل غياب الرقابة.
وحذرت صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية، من تحول أسواق الفواكه والخضراوات إلى فوضى سعرية تُرهق المواطن الإيراني، في ظل غياب الرقابة، وامتناع البائعين عن إعلان الأسعار، ووجود حلقات وسيطة تستغل الوضع.
وأشارت صحيفة "سياست روز" الأصولية، إلى إهدار ونهب موارد المياه بشكل مفرط تحت شعار تصدير الخضراوات والبطيخ، وهو ما يزيد من تفاقم الأزمة، مما يهدد الأمن القومي ويستلزم إصلاحات جذرية.
وعلى صعيد الخدمات، ذكرت صحيفة "آرمان ملى" الإصلاحية، أن قرار رفع أسعار الخبز قد أثار استياءً شعبيًا بسبب تراجع الجودة، ونقص الوزن، وغياب الرقابة الفعّالة على المخابز.
ومع بداية العام الدراسي في إيران، تزداد الشكاوى بحسب صحيفة "آكاه" الأصولية، من ارتفاع رسوم المدارس الخاصة بشكل يفوق الأسعار المعتمدة رسميًا، خاصة في طهران، مما يثقل كاهل الأسر. وحذرت صحيفة "سياست روز" الأصولية، من تآكل ثقة الجمهور بالنظام التعليمي الخاص، وزيادة الطلب على المدارس الحكومية، حال استمرار ضعف الرقابة وغياب آليات تسعير فعالة.
كذلك تعاني سوق الحليب المجفف وفق صحيفة "جمله" الإصلاحية، أزمة نقص مستمرة وسط شكاوى فساد وتهريب، وحلول مقترحة بتحويل الدعم للأسر مباشرة لضمان الشفافية.
ومن جانب آخر، تشهد صناعة الأسمنت بحسب صحيفة "ابرار اقتصادى" الأصولية، فرصًا متزايدة مدعومة بزيادة الطلب والتصدير، لكن تحديات مثل عجز الطاقة وضعف البنية التحتية تعوق نموها، مع ضرورة دعم حكومي لتفعيل طرحها في بورصة السلع.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": تدهور اقتصادي ملحوظ
هاجم مسعود أكبري، الكاتب في صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، التيار الإصلاحي واتهمه باستخدام مفهوم "الوِفاق الوطني" انتقائيًا، حيث "يرفع شعارات الوحدة فقط عند وجوده في السلطة، بينما في أوقات المعارضة يثير الانقسامات والفتن. فالتيار الذي يرفع الآن شعار الوفاق الوطني، كان في عقد التسعينيات (الإيراني) وبعد فتنة عام 2009، يرفع شعار المصالحة الوطنية، بينما تشير الوثائق إلى ارتباطهم مع جميع التيارات والمجموعات المناهضة للثورة، بهدف إسقاط النظام".
وأضاف: "شهد أداء الحكومة، برئاسة مسعود بزشكيان تدهورًا اقتصاديًا ملحوظًا، حيث ارتفعت أسعار العُملة، والعقارات، والغذاء، والعلاج بشكل حاد، مع زيادة التضخم إلى أكثر من 40 في المائة، وتراجع معدل النمو الاقتصادي، وارتفاع البطالة. كما تزايدت انقطاعات الكهرباء وعادت مشاكل البنية التحتية. في الوقت نفسه، يستخدم التيار الحاكم شعار الوِفاق الوطني في القمع، واتهام المعارضين بالتطرف، مما يحول الوفاق إلى أداة سياسية لإسكات المعارضين بدلاً من تحقيق الوحدة".
وتابع: "يواجه المشروع السياسي الحالي انتقادات من جبهة الإصلاح، التي تطالب بإجراءات، مثل رفع القيود عن السجناء السياسيين، والتفاوض مع الخارج، ما يُفسّره البعض كمحاولة لتغيير النظام بدعم خارجي. ويرى مراقبون أن نجاح الوفاق الوطني يتطلب تطهير مؤسسات الدولة من هذه العناصر، والاستماع المباشر لصوت الشعب والنقاد".
"اقتصاد بويا": ضحايا تطرف المتشددين بالداخل
حذر محمد مهدي سيد ناصري، الكاتب بصحيفة "اقتصاد بويا" الإصلاحية، من تحول أطفال أجيال زد وألفا إلى ضحايا الصراعات الحزبية والخطابات المتطرفة. والمعروف أن مصير الأوطان يُبنى على عقول وأرواح أطفالها، وليس على صراخ السياسيين أو تناحر التيارات، علمًا أن الاعتدال والعقلانية هما الطريق الحقيقي لضمان مستقبل آمن ومستقر لأولئك الأطفال".
وأضاف: "لا يؤدي التطرف السياسي، سواء في الداخل أو عبر الإعلام والأجهزة الحزبية، إلا إلى التوتر والانقسام ويعرض حياة الأطفال للخطر"، وفق التقارير الدولية.
واستنكر المقال استغلال الأطفال في الحملات الدعائية، وتابع: "الحل يكمن في الوفاق الحقيقي القائم على الحوار الوطني والمصالحة، لا على الاتهامات والتخوين. ولأجل مستقبل إيران، يجب أن نحمي الأطفال أولاً، ونؤسس لعهد جديد من الاعتدال، واحترام حقوق الإنسان، والوحدة الوطنية الفعلية، التي تضمن أن يكون أطفال اليوم بناة سلام وازدهار، لا ضحايا لقرارات الكبار".
"جهان صنعت": البورصة على وشك السقوط
تعرضت البورصة الإيرانية، بحسب تقرير صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية، إلى اضطرابات حادة بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، حيث أدت المخاوف من تفعيل "آلية الزناد" وعودة العقوبات، إضافة إلى احتمال تصاعد التوترات الإقليمية، إلى تراجع حجم التداول وتقلبات في الأسعار.
وقد زادت هذه المخاطر من حذر المستثمرين، وأثرت سلبًا على السيولة والثقة في السوق، وسط غياب واضح لحلول اقتصادية فاعلة.
ووفقًا التقرير، فقد حذر الخبراء من ضخ أموال جديدة في ظل الوضع الراهن، خوفًا من تأثير ضعف الأدوات النفسية مثل عقود الخيارات على تغيير الاتجاه العام للسوق. وقد ساهم الهيكل المعيب للسوق، مع قلة الأسهم، وتلاعب بعض الجهات، في انعدام التوازن بين العرض والطلب، ما جعل بيئة الأسهم غير جاذبة حتى للقطاعات القوية والربحية.
وتابع التقرير: "رغم الصورة القاتمة، يرى بعض المحللين أن السوق لا تزال تحتفظ بقيمتها الأساسية، وأنها قد تشهد انتعاشًا في حال تحسنت الأوضاع الجيوسياسية، وارتفعت الشفافية، وعادت السيولة. إلا أن هذا التفاؤل يظل مشروطًا بإصلاحات بنيوية جادة وعودة الثقة من الجهات الحكومية والرقابية، وهو ما لا يبدو قريبًا في الأفق الحالي".