صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، ربطت ارتفاع أسعار الأرز بسوء إدارة وغياب التخطيط الحكومي، ودعت إلى إصلاحات عاجلة وإقالة المسؤولين الفاسدين، إلى جانب تشديد الرقابة القضائية لضمان استقرار الأسواق وحماية المواطنين.
وقال الكاتب بصحيفة "قدس" الأصولية مهدي حسن زاده، إن بعض الوسطاء استغلوا ظروف الحرب لاحتكار ورفع أسعار المنتجات الاستراتيجية كالأرز، فيما أكد رئيس السلطة القضائية وجود احتكار كبير لشركة واحدة واتخاذ إجراءات قضائية صارمة لضبط السوق ومنع استغلال الأوضاع الاقتصادية الصعبة.
في الملف النووي، أكد الكاتب بصحيفة "سياست روز" الأصولية قاسم غفوري، تصاعد وتيرة الاتهامات البريطانية، لإيران بتهديد الأمن عبر تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المائة، في سياق حملة ضغط وغموض تتزامن مع أزمات داخلية بريطانية، وتعكس مخاوف الغرب من تقدم إيران العلمي وفشل الحكومة البريطانية في معالجة مشكلاتها الداخلية، ما دفعها لتوجيه انتقاداتها إلى الخارج.
وطرحت صحيفة "دنياى اقتصاد" الأصولية، ثلاثة سيناريوهات تشمل تمديدا مؤقتا لآلية الزناد مقابل مفاوضات إيرانية، أو تفعيل الآلية مع احتمال انسحاب إيران من معاهدة حظر انتشار السلاح النووي، أو تسوية دبلوماسية شاملة بالتنسيق مع روسيا والصين.
فيما أكد الكاتب بصحيفة "اعتماد" الإصلاحية علي خورسند جلالي، أن الاتفاق النووي يبقى الإطار العقلاني لإدارة الأزمة رغم هشاشته وصعوبات تفعيل آلية تسوية النزاعات في مجلس الأمن.
بدوره دعا الدبلوماسي الإيراني السابق أبو القاسم دلفي، عبر صحيفة "تجارت" الأصولية، إلى مراجعة السياسة الخارجية لبناء علاقات متوازنة ترتكز على المصالح الوطنية، مع تفعيل دور أوروبا كوسيط لحلحلة الأزمة، مشيرًا إلى أن أميركا تعتمد سياسة ضغط شاملة بينما روسيا والصين تحافظان على تعقيد الوضع لحماية مصالحهما.
على صعيد آخر، تشهد الساحة السياسية الإيرانية، بحسب الكاتب بصحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية محمد صادق جنان صفت، تحولات نحو الاعتدال مع عودة علي لاريجاني وصعود شخصيات معتدلة، ما يعكس تراجع نفوذ المتشددين وأمل شعبي بالخروج من الأزمة، بينما تمت إعادة هيكلة المجلس الأعلى للأمن القومي لتعزيز التنسيق الأمني والدبلوماسي لمواجهة التحولات الإقليمية والدولية.
وتتفق صحيفة "آرمان ملى" الإصلاحية في الرأي ، وترى أن احتمال عودة علي لاريجاني إلى مواقع مؤثرة مثل المجلس الأعلى للأمن القومي، مع تراجع نفوذ المتشددين مثل سعيد جليلي، يمثل فرصة لإعادة بناء الثقة بين النظام والشعب الذي يرفض التطرف ويتطلع إلى سياسات عقلانية تنهي العزلة وتخفف الأزمات.
وتنقل صحيفة "أبرار" الأصولية عن ناصر إيماني، خبير في الشؤون السياسية، قوله: "لم يكن المجلس الأعلى للأمن القومي متوافقًا تمامًا مع متطلبات الظروف الجديدة، ما استدعى إعادة هيكلة وتنظيم في الهياكل الدفاعية والأمنية، خاصةً في الجانب الدبلوماسي".
اقتصاديًا، يواصل مشروع حذف أربعة أصفار من العملة الوطنية الإيرانيّة طريقه في إطار تسهيل المعاملات وتقليل العبء الحسابي، وفق ما ذكر خبير الشؤون الاقتصادية كامران ندري في صحيفة "اسكناس" الاقتصادية، إلا أن هذا الإجراء لا يعالج مشكلات الاقتصاد الكلي كالتضخم أو النمو، وشدد على ضرورة ربط الخطوة باستقرار اقتصادي شامل.
وفي صحيفة "تجارت" الأصولية، أوضح أستاذ الاقتصاد بجامعة طهران ألبرت بغزيان، أن حذف الأصفار يحمل فوائد شكلية مثل تسهيل التعاملات ومكافحة غسل الأموال وتحسن نفسي مؤقت، لكنه لن ينجح دون إصلاحات هيكلية عميقة تشمل ضبط التضخم والسياسات المالية والضريبية.
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": دور الطابور الخامس في زعزعة الاستقرار
خصص الكاتب جعفر بلوري، مقاله بصحيفة "كيهان" المقربة من المرشد على خامنئي، للهجوم على التيار الإصلاحي، وكتب: "في الحرب الإيرانية التي استمرت 12 يومًا، لعب الطابور الخامس دورًا خطيرا في محاولة زعزعة الاستقرار من الداخل، حيث اتهم بعضهم المدافعين عن الوطن بالعمالة".
وأضاف: "يتخذ الطابور الخامس أشكالًا متعددة، من تحركات ميدانية إلى تأثير إعلامي واجتماعي، ويُستخدم لتشتيت الانتباه وإفشال جهود الإصلاح ومكافحة التضليل، ما يبرز الحاجة إلى اليقظة في مجالات الأمن والاقتصاد والإعلام، مع ضرورة إرساء هياكل دفاعية شاملة تتعامل مع الحرب المركبة بكل أبعادها. ويمكن التعرف على أفراد الطابور الخامس من خلال الحلول التي يقترحونها، والتي غالبًا ما تؤدي إلى غفلة البلاد وهجمات العدو، مثل المواقف الداعية للتفاوض مع خصوم أعلنوا صراحة رغبتهم في تدمير البلاد، أو معارضة قوانين مكافحة الأكاذيب أثناء الحرب".
وختم بقوله: "بعد انتهاء الحرب شهدت القوات المسلحة تغييرات ضرورية في القيادة، إلا أن الحرب ليست مقتصرة على الجانب العسكري فقط، بل تشمل أيضًا الجوانب الاقتصادية والثقافية والإعلامية. ومع تراجع العدو مؤخرًا، يبقى التساؤل حول مدى استعداد المسؤولين لتحديث وإصلاح هذه القطاعات الحيوية، وضرورة إنشاء مجلس أعلى للدفاع الاقتصادي والإعلامي لمواجهة التحديات المركبة التي تواجه البلاد".
"جوان": نقص الأرز أم عجز إداري؟
تطرق وحيد عظيم نيا، رئيس القسم الاقتصادي بصحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري، للحديث عن أزمة الأرز في إيران، وكتب: "فسر وزير الزراعة نقص الأرز في الأسواق، بقلة المياه وتراجع الإنتاج المحلي، لكن هذا التبرير يبقى سطحيًا وغير كافٍ، إذ إن إيران لم تكن مكتفية ذاتيًا في إنتاج الأرز حتى في أفضل الظروف. وكان من المفترض أن تستغل الوزارة إمكانياتها لتعويض النقص عبر الاستيراد وتنظيم السوق، خاصة مع توقع تراجع الإنتاج بسبب الجفاف".
وأضاف: "الأزمة لم تكن ناتجة فقط عن عوامل طبيعية، بل ساهم فيها الاحتكار المنظم الذي كشفت عنه تقارير رسمية، حيث قامت شركة واحدة بالاستحواذ على كميات كبيرة من الأرز واحتكارها، مما أدى إلى زيادة الأسعار بشكل غير مبرر. هذا يكشف ضعف الرقابة الحكومية وسوء الإدارة، ويثير تساؤلات حول أسباب التستر الرسمي على هذا الواقع".
وتابع: "تحتاج أزمة الأرز إلى إدارة شفافة ومسؤولة تقوم باستباق الأزمات من خلال التخطيط السليم والتدخل الفوري في السوق لمنع المضاربات والاحتكار، مع ضرورة اعتماد سياسات طويلة الأمد لمعالجة أزمة المياه. المواطن اليوم يطالب بالمصارحة والمساءلة، وليس بالأعذار المكررة التي تضع الأزمة فقط في إطار طبيعي دون اتخاذ إجراءات فعلية لتخفيف العبء وتحقيق الاستقرار في الأسواق".
"مردم سالارى": الطلاق يتحول إلى "ترند"
بحسب صحيفة "مردم سالارى" الإصلاحية فإن مفهوم الطلاق تطور في عصر وسائل التواصل الاجتماعي من قرار شخصي صعب إلى ظاهرة تجارية مربحة، حيث يستغل بعض المؤثرين تفاصيل طلاقهم في جذب ملايين المتابعين وزيادة دخلهم عبر الإعلانات والترويج لمنتجات وخدمات مرتبطة بالطلاق. هذه الظاهرة تعكس تحول الطلاق من مأساة اجتماعية إلى "ترند" يستدعي الاحتفال أحيانًا كبداية جديدة أو إعادة تعريف الذات".
وأضاف التقرير: "ترويج فكرة الطلاق الناجح كحالة إيجابية، رغم أنه يخفي الكثير من الآثار السلبية؛ خاصة بالنسبة الأطفال ضحايا نشر المشكلات العائلية والخلافات الشخصية على الإنترنت. في كثير من الأحيان، يُغفل المؤثرون الجانب الإنساني للحياة الأسرية، ويعطون أولوية لمصالحهم الشخصية والمالية على حساب مشاعر الأطفال وخصوصية الأسرة".
وتابع: "رغم وجود أسباب مشروعة للطلاق مثل العنف أو الخيانة، إلا أن ظاهرة تحويل الطلاق إلى سلعة إعلامية تجارية تسهم في تطبيع فشل العلاقات الزوجية بشكل مبسط ومجرد، مما يثير تساؤلات أخلاقية واجتماعية حول تأثير هذا التوجه على المجتمع والقيم الأسرية، ويبرز الحاجة إلى تقييم أعمق لهذه الظاهرة وتأثيراتها على الأفراد خصوصًا الأطفال".