واهتمت الصحف بتأكيدات بزشكيان استعداد بلاده مهاجمة العمق الإسرائيلي مرة أخرى، وأن الحديث عن انتهاء البرنامج النووي الإيراني "مجرد وهم".
كذلك تداولت الصحف المختلفة تصريح منوشهر متقي النائب البرلماني، حول رد فعل البرلمان حال تفعيل آلية الزناد ضد إيران، وقال: "يد البرلمان على الزناد للانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، إيران غير ملزمة بالبقاء في معاهدة لا تحمي حقوقها".
وكشف أحدث تقارير وزارة الطاقة، عن تفاقم أزمة شح المياه في البلاد؛ وأنها قد تتحول إلى "جفاف مستدام" في حال عدم إدارتها. وحسبما نقلت صحيفة "كار وكاركر"، يشير الانخفاض الملحوظ في معدلات هطول الأمطار، وحجم المياه في السدود، إلى أن شح المياه لم يعد أزمة مؤقتة أو مناخية، بل تحول إلى مشكلة هيكلية واقتصادية في إيران.
ونقلت صحيفة "يادكار أمروز" الإصلاحية، عن مرتضی نوروز بور، خبير العلوم السياسية قوله: "أزمة المياه في إيران هي نتاج عن تراكم سياسات فاشلة، وقد تفاقمت بسبب التغير المناخي وتراجع الاستثمارات وتأثير العقوبات، مما دفع البلاد نحو شفير أزمة مائية خانقة تهدد الاستقرار الاجتماعي والأمني، خاصة في المدن الكبرى".
ووفق صحيفة "إيران" الرسمية، يشهد مشروع نقل المياه من سد طالقان إلى طهران تقدمًا ملحوظًا، ويهدف إلى توفير جزء من مياه الشرب والاستخدام الصناعي للعاصمة، وتخفيف الضغط على الموارد المتهالكة في شرق طهران.
وعلى الصعيد الاقتصادي، انتشرت في الأيام الأخيرة الشائعات حول نية الحكومة استخدام سعر صرف مختلط بدلًا من سياسة الدولار الجمركي في استيراد بعض المواد.
وحذرت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، من تداعيات هذه الخطوة على حياة الشعب، وكتبت: "ظاهريًا قد يؤدي هذا الأسلوب إلى تخفيف الضغط المباشر على موارد الحكومة من العملات الأجنبية، لكنه في الواقع سيكون له تأثير على سلسلة التوريد، وأسعار المستهلكين، ومعدل التضخم".
ونبه كمران ندرلي، الخبير الاقتصادي، في حوار إلى صحيفة "مواجهه اقتصادى" الإصلاحية، إلى أن البنية التحتية والخدمية تتعرض لضغوط غير مسبوقة، وحذر من تحول الأزمات إلى مشكلات مزمنة في حال تأخرت الحكومة عن اتخاذ إجراءات حاسمة، مؤكدًا أن التهديدات لم تعد تقتصر على الجانب الاقتصادي بل امتدت لتهدد القدرة على الصمود الاجتماعي.
ونقلت صحيفة "مردم سالارى" الإصلاحية، عن مرتضی افقه، الأستاذ بجامعة الشهيد جمران، قوله: "نقص الموارد الحكومية يحول دون تقديم دعم مستدام للقطاع الإنتاجي، ونحن بحاجة على المدى القصير إلى رفع العقوبات، وعلى المدى المتوسط والطويل، إلى تغيير النهج والأولويات في إدارة البلاد، ولن يحدث تقدم دون إصلاحات جذرية في الهياكل الإدارية والتنظيمية للبلاد".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"آرمان امرز": تداعيات اجتماعية واسعة بسبب أزمة المياه
في صحيفة "آرمان امروز" تطرق علي رضا کامجو، الخبير المائي للحديث عن التداعيات الاجتماعية لأزمة المياه، وكتب: "تواجه إيران أزمة مياه حادة ورثتها الحكومة الحالية عن إدارات سابقة، حيث تعكس الصور المؤلمة لطوابير المواطنين حول صهاريج المياه في العاصمة والمدن الكبرى عمق المأساة. لقد تحولت أزمة المياه من مشكلة بيئية إلى أزمة اجتماعية شاملة، تهدد النسيج المجتمعي وتفاقم عدم المساواة بين المناطق".
وأضاف: "لم يعد نقص المياه مجرد شح في الموارد، بل تحول إلى أزمة ثقة بين المواطنين والمؤسسات، حيث تضعف الروابط الاجتماعية وتتفشى المنافسة على البقاء. وتتفاوت التأثيرات الجغرافية للأزمة، مما يزيد من مشاعر التهميش والظلم. كما ساهمت الهجرة الناتجة عن الجفاف في توسع العشوائيات وانتشار البطالة والعنف".
وتابع: "تتفاقم الأزمة بسبب سوء الإدارة وغياب المشاركة الشعبية في القرارات المتعلقة بالمياه. وفي قلب هذه الأزمة، تبرز الأسرة كأول ضحية، حيث تتعرض العلاقات الأسرية لضغوط نفسية واقتصادية شديدة، ويتحمل الأطفال أعباءً تفوق طاقتهم. بعبارة أخرى أصبحت المياه مرآة تعكس أزمات إيران العميقة، اجتماعيًا واقتصاديًا وإداريًا".
"سياست روز": حين نبرر كل شيء بكلمة "الاختلال"
تعجب فرهاد خادمي، الكاتب بصحيفة "سياست روز" الأصولية، من تحول معنى كلمة "الاختلال"، التي دخلت قاموس المسؤولين الإيرانيين حديثًا، إلى "تبيض الفشل"، وكتب: "صارت هذه الكلمة السحرية بطاقة هروب المسؤولين من الاعتراف بالتقصير. بدلًا من قول أخطأنا، يعلنون ببرود لدينا اختلال! يبررون انقطاع الكهرباء باختلال الإنتاج والاستهلاك، وشح المياه بالاختلال الهيكلي، حتى الأزمات الاقتصادية مجرد اختلال في الميزانية، وكأنها ظاهرة طبيعية لا ذنب لأحد فيها".
وتساءل: "من أوجد هذا الاختلال؟ هل نزل من السماء أم صنعه هؤلاء الذين يختبئون خلفه اليوم؟ لدينا بدلًا عن التخطيط مشاريع، وبدلًا عن السياسات توصيات، وبدلًا عن الإدارة اجتماعات، وبدلًا عن المساءلة اختلال!! لقد تحولت هذه الكلمة إلى درع ضد المساءلة، تختزل كل إخفاقات التخطيط والإدارة في مصطلح تقني بريء. ولو اختفى الخبز غدًا، سيقولون: اختلال في الدقيق، ولو انهارت المدارس فهو اختلال تعليمي".
واقترح إنشاء وزارة "الاختلال الوطني" وشؤون صياغة المصطلحات، وتابع: "ربما نحتاج إلى إدراج تدريس الاختلال في المناهج الدراسية، بمعنى أن الجميع مذنبون إلا نحن. وتدريس فنون تزييف الواقع، وتخريج مسؤولين يتقنون تحويل الكوارث إلى مصطلحات فاخرة. فطالما لدينا اختلال ضمير، ستظل السخرية هي اللغة الوحيدة التي تصف الواقع دون تزييف".
"دنياى اقتصاد": قلق من تجدد الحرب مع إسرائيل
أعدت صحيفة "دنياى اقتصاد" الأصولية، تقريرًا عن قلق الإيرانيين من شبح تجدد الحرب بين إيران وإسرائيل، وفيه: "بعد مرور شهر على حرب الـ12 يومًا، لا يزال القلق يساور المواطنين من تجدد الصراع، خاصة مع انتشار الشائعات، في ظل نقص الشفافية الحكومية والوضع الاقتصادي الهش. لابد من وجود خطة سياسية شاملة لمرحلة ما بعد الحرب، وإيجاد حلول لمنع التوترات العسكرية، وكلاهما ضروري لاستعادة الهدوء النفسي المجتمعي".
وأضاف التقرير: "العلاقات المتوترة تاريخيًا بين البلدين، وغياب الثقة في المصادر الرسمية دفع المواطنين للاعتماد على الشائعات. المشكلة تكمن في نهج الحكومة الذي يعتمد على إنكار الأزمات بدلًا من معالجتها، كما حدث في أزمات الكهرباء والماء التي كان يمكن توقعها وحلها".
ووفق التقرير: "يرى الخبراء أن تكلفة الحرب الباهظة وضرورة إعادة الإعمار في كلا البلدين، إضافة إلى الضغوط الدولية، تقلل من احتمالية تجدد الصراع العسكري في المدى القريب. والحل يكمن في شفافية الحكومة وإعلامها الموثوق، ووضع خطط طويلة الأمد لمعالجة الأزمات بدلًا من الحلول المؤقتة، مما يساعد على استعادة الثقة العامة ويحد من انتشار الشائعات".