وتحدثت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد الإيراني، علي خامنئي، عن إمكانية اندلاع الحرب مرة أخرى بين إيران وإسرائيل، وكتبت: "لن تندلع حرب جديدة ضد إيران في وقت قريب، ولكن إذا أظهرت طهران نفسها ضعيفة، وتصرفت كأنها بحاجة إلى شفقة الأعداء ومستعدة لتقديم تنازلات مقابل تفادي الهجوم، فعندها ستقع الحرب المقبلة، سواء كانت قريبة أو بعيدة".
وتناقلت الصحف خبر زيارة مستشار المرشد الإيراني، علي لاريجاني، إلى موسكو؛ ولقائه مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، حيث تبادل الطرفان المشاورات حول التوترات في الشرق الأوسط، والهجمات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة على إيران، والمفاوضات النووية.
كما تحدثت الصحف الإيرانية المختلفة عن اتفاق طهران على إجراء مفاوضات مع دول "الترويكا" الأوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا)، والتي من المقرر إجراؤها يوم الجمعة المقبل في إسطنبول.
وكتبت صحيفة "آرمان ملى" الإصلاحية، أن "المسار المقبل صعب، لكنه مفتوح، ورغم أن الاتفاق المبدئي على التفاوض مع الترويكا الأوروبية، خطوة صغيرة، فإنه في ظل الأزمة المعقدة الحالية، قد يكون نقطة انطلاق لتغيير إيجابي".
وتطرقت صحيفة "إيران" إلى أزمة المياه المتفاقمة؛ حيث نقلت عن الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، قوله في اجتماع للحكومة: "يجب أن نأخذ الأزمة على محمل الجد، ونفكر في حلول لإعادة النظر في طرق استهلاك المياه لضمان توفير المياه للعاصمة طهران".
وأشارت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية، في افتتاحيتها إلى الخلل السياسي والإداري في إيران، وهو ما اتضح جليًا في أزمة المياه الموجودة حاليًا، وإهمال التخطيط للمستقبل.
وحذر عضو المجمع الوطني الإيراني للحد من مخاطر الكوارث، بیــزن ياور، من التراخي في التعامل مع الأزمة، وقال بحسب صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية: "يجب على وزارتي الطاقة والصحة، والمياه والصرف الصحي، والجهات الأخرى التحرك فورًا من خلال التوعية، والتثقيف، واستخدام التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والتوأمة الرقمية".
وعلى الصعيد الاقتصادي، تطرقت صحيفة "دنياى اقتصاد" إلى أزمة سوق الاستثمار العقاري في إيران، التي وصفتها بـ "أشد أزمة ركود" منذ عام 2017، نتيجة تراجع الاستثمار الحقيقي في المشاريع الإنشائية؛ حيث فشلت المشاريع الحكومية في تعويض تأثير ارتفاع أسعار الإسكان، وضعف القدرة الشرائية، ووصول التضخم الإنتاجي لمستويات قياسية، مما أضعف العرض العقاري".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": اندلاع الحرب من جديد مع إسرائيل
تساءل الكاتب الإيراني، سعد الله زارعي، في مقال بصحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد علي خامنئي، عن إمكانية تكرار الحرب على إيران، وكتب: "الإجابة على السؤال بشأن إمكانية تكرار الحرب، يعتمد على كيفية تعامل إيران مع مكاسبها العسكرية والسياسية. إذا حافظت على هيبتها وقدراتها الرادعة، فقد تؤجل حربًا جديدة، أما إذا أظهرت ضعفًا أو استعدادًا للتنازلات، فقد تُستهدف مرة أخرى. وستكون الدبلوماسية الإيرانية بعد الحرب، مع التركيز على إنجازات الصمود، حاسمة في تحديد مستقبل المنطقة".
وأضاف: "بدأت الحرب بثقة من إسرائيل بقدرتها على شلّ القدرات العسكرية الإيرانية عبر ضربات سريعة، لكنها واجهت ردود فعل قلبت الموازين. وحافظت إيران، رغم الضربات الأولى على هيكلها العسكري وقدرتها على الاستمرار في الحرب، مما أجبر إسرائيل على الاعتراف بصعوبة تحقيق أهدافها دون تدخل أميركي مباشر".
وتابع: "تدخلت الولايات المتحدة بهجمات على منشآت نووية إيرانية، لكن الرد الإيراني بتوجيه ضربة دقيقة لقاعدة العديد الأميركية في قطر أثبت استمرار القوة العسكرية الإيرانية رغم الخسائر. ما أدى إلى تغيير حسابات واشنطن وتل أبيب، وانتهت الحرب بقبول وقف إطلاق النار، مع إدراك الطرفين أن استمرارها سيكون مكلفًا".
"جوان": حركة لاريجاني على شطرنج الاستراتيجيات الحربية
أعدت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، تقريرًا عن زيارة على لاريجاني، مستشار المرشد خامنئي، إلى موسكو، وجاء فيه: "إن عدم الكشف عن تفاصيل الزيارة يفتح المجال للتكهنات. وربما يكون اللقاء ردًّا على تطورات طارئة كالهجوم الأميركي- الإسرائيلي، أو الملف النووي الإيراني، خاصة مع المفاوضات المتعثرة بين إيران والترويكا الأوروبية التي تهم روسيا. لكن الطبيعة السياسية للقاء تتغلب على العسكرية، إذ لا تُناقش المطالب العسكرية عادةً عبر قنوات سياسية".
وأضاف التقرير: "تتمسك إيران بمواقفها الاستراتيجية، لكن التنسيق مع روسيا في الأزمات يبقى منطقيًا، رغم الانقسام الداخلي الإيراني بين المحبين لروسيا والمحبين لأميركا، والذي يكشف عن صراع سياسي أكثر منه استراتيجيًا، ورغم عدم توقع إيران دعمًا غير مشروط، فإن تعزيز التحالفات مع روسيا والصين يخدم هدف كسر الهيمنة الأميركية، وهو ما قد يكون أحد أهداف الزيارة".
ووفقًا للتقرير فإن "العلاقات الإيرانية- الروسية تواجه تحديات، خاصة مع تحفظ موسكو تجاه إسرائيل ونفوذ اللوبيات اليهودية، وكذلك مصالحها في أوكرانيا. ومع ذلك، يبقى اللقاء خطوة لتعزيز التنسيق الاستراتيجي، وليس بالضرورة تحولاً جذريًا في المعادلة الإقليمية. ومن المؤكد أن إيران تمتلك قطعة شطرنج مؤثرة في هذه اللعبة، مما دفعها إلى الموافقة على (نقلة) أخرى، وهذا قد يكون السبب الأهم وراء هذا اللقاء".
"همشهري": تفاقم أزمات المياه والكهرباء
طرح رضا کربلائی، الصحافي بجريدة "همشهري" المقربة من بلدية طهران، حلولاً لأزمات المياه والكهرباء، وكتب: "إن أزمة المياه والكهرباء في إيران واضحة للجميع، من انقطاع التيار الكهربائي إلى انخفاض ضغط المياه، مما يطرح تساؤلات عن مدى استمرار هذا الوضع وقدرة البلاد على إدارته مستقبلاً، ومع ارتفاع درجات الحرارة، يعتمد استقرار الخدمات على مشاركة المواطنين في ترشيد الاستهلاك، وإلا فقد تتفاقم الأزمة".
وأضاف: "التحديات الخفية للمياه والكهرباء تتطلب تعزيز المرونة عبر تخطيط وطني يركز على الإنتاج المستدام وإدارة الاستهلاك. في قطاع الكهرباء، يجب تحسين كفاءة المحطات والاستثمار في الطاقة المتجددة، وإصلاح أنماط الاستهلاك، وتحديث الصناعات كثيفة الاستهلاك. أما في قطاع المياه، فالوضع أكثر تعقيدًا بسبب الهدر في الزراعة وشبكات التوزيع، وضعف تأثير السياسات التحفيزية".
وأكد أن "الحل يكمن في الحوار الشامل بين الحكومة والمواطنين، وتبني سياسات مستدامة، وتعديل الأسعار تدريجيًا، والاستفادة من تجارب الدول الأخرى. وبدلاً من إلقاء اللوم على الماضي، يجب التحرك نحو حلول عملية لتفادي تفاقم الأزمة في المستقبل".