وقد تباينت ردود فعل الصحف الإيرانية الصادرة اليوم حول تصريحات عباس عراقجي في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، والتي نفى خلالها اتباع طهران سياسة تنفيذ الاغتيالات الخارجية، أو السعي لمحو إسرائيل من خريطة العالم.
صحيفة "كيهان"، التابعة للمرشد الإيراني علي خامنئي، أكدت أن ترامب ونتنياهو من "المفسدين في الأرض" و"محاربين"، وهو الموقف الذي دعمته مراجع دينية إيرانية أخرى مؤخرًا.
وأوضحت الصحيفة أن قضية إيران معهما ليست مجرد اغتيال بل تحقيق للعدالة، مشيرة إلى أن أي تصريح ينفي السعي لإزالة إسرائيل يتعارض مع الاستراتيجية الرسمية للنظام. واستشهدت بتصريح مؤسس النظام في إيران، روح الله الخميني، قال فيه صراحة: "يجب أن تُمحى إسرائيل من على وجه الأرض". كما ذكّرت بكلمة ألقاها المرشد علي خامنئي في سبتمبر (أيلول) 2015، قال فيها مخاطبًا المسؤولين الإسرائيليين: "أنتم لن تروا السنوات الـ25 المقبلة".
من جهته، انتقد محمد صفري من صحيفة "سياست روز" الأصولية، تصريحات وزير الخارجية الإيراني، واعتبر مواجهة إسرائيل "أولوية"، محذرًا من أن أي تراجع في هذا الموقف غير مقبول.
وأكد أن محاسبة ترامب كـ"مجرم حرب" هي إجراء قانوني وليس انتقامًا، داعيًا إلى مراجعة السياسات الإيرانية لتفادي الإشارات الضعيفة.
في المقابل، أشاد محمد وليان بور من صحيفة "قدس" الأصولية، بالدفاع عن البرنامج النووي، لكنه انتقد التصريحات التي تعكس الضعف، معتبرًا أن نهج الحكومة في التركيز على المظلومية غير مجدٍ في عالم تحكمه المصالح والعلاقات الواقعية.
وحذر من أن التناقض بين الخطاب الداخلي الذي يعكس انتصارات وهمية، والخارجي الذي ينقل رسائل ضعف، يشجع العدو على التصعيد.
وفيما يتصل بأزمة المياه المتفاقمة هذه الأيام في إيران، حذر داريوش مختاري، الخبير في إدارة الموارد المائية، حسبما نقلت صحيفة "عصر ميهن" من استمرار أزمة نقص المياه في المدن الإيرانية الكبرى، مشيرًا إلى سوء الإدارة الهيكلية وعدم تنفيذ الحلول طويلة الأجل، وقال:
"يتفاقم وضع مدن مثل طهران وكرج ومشهد وأصفهان وشيراز يومًا بعد آخر.. طهران بحاجة إلى معجزة الآن".
وعبرت ناهيد فلاحى، الخبيرة البيئية والمتخصصة في مجال المياه، حسبما نقلت صحيفة "اتحاد ملت" عن أسفها للوضع المائي الإيراني المأزوم، وقالت: "يمثل الاستغلال المفرط، وسوء الإدارة، والتغير المناخي، مثل الأزمة التي تهدد مستقبل البلاد.. وإذا استمر الوضع على هذا النحو، فقد يؤدي نقص المياه إلى عدم استقرار اجتماعي واسع النطاق، وحتى إلى توترات بين المحافظات".
وأكدت فاطمة علي أصغر رئيس تحرير صحيفة "بيام ما" تدهور الوضع المائي في طهران إلى أسوأ حالاته منذ مئة عام، وقالت: "تتصاعد الأزمة بينما تقف الحكومة عاجزة أمام البنية التحتية المتدهورة، من الأنابيب المتآكلة إلى الآبار غير القانونية والمكيفات المهدرة للماء". وانتقدت تفكير الحكومة في حلول مكلفة مثل نقل مياه الخليج، بدلًا من الخطوات البسيطة، وأضافت: "الكارثة تتكرر دون أي فعل جذري لوقفها".
وعلى صعيد آخر، ربطت صحيفة "عصر رساله" الإصلاحية، بين سيطرة سماسرة الأرز الكبار على السوق المحلية وعمليات الاستيراد، وسلب الحكومة أي قدرة على التحرك لضبط أسعار الأرز.
وفي صحيفة "آسيا" الاقتصادية، أكد محمود نجفي عرب، رئيس غرفة التجارة والصناعات والمناجم والزراعة في طهران، على ضرورة إصلاح نظام الحوكمة الاقتصادية في البلاد، وقال: "استمرار الاقتصاد الموجه وتحديد الأسعار إلزاميًا سيزيد من تعقيد المشكلات ويقلص الناتج المحلي الإجمالي".
بدوره حذر حسين سلاح ورزي، رئيس المنظمة الوطنية لريادة الأعمال، في حوار مع صحيفة "جهان صنعت" الإصلاحية، من أن "استمرار الأزمات، بما في ذلك انقطاع الخدمات الأساسية وعدم توفير العملة الأجنبية في الوقت المناسب، سيؤدي إلى عجز المؤسسات عن توفير المواد الخام، مما سيخلق مشكلات في العرض، ويعطل استمرارية عملها على المدى المتوسط".
والآن يمكننا قراءة المزيد من التفاصيل في الصحف التالية:
"كيهان": القوة هي "الضامن الوحيد" للأمن
قال جعفر بلوري، الكاتب بصحيفة "كيهان" التابعة للمرشد الإيراني: "العالم اليوم يحكمه منطق القوة، وغياب القوة يعني الخروج من المنافسة. بعض الدول تستخدم أدوات- مثل الكيان الصهيوني- للإفلات من الجريمة، مدعومة بتفوق تكنولوجي واقتصادي يعزز هيمنتها. بريطانيا على سبيل المثال تضخ مليارات في برنامجها النووي، بينما تمنع الآخرين من ذلك، في استمرار لإنتاج القوة".
وأضاف: "الدعوة للمفاوضات بعد هزيمة العدو في الحرب الأخيرة، تُرسل رسالة ضعف، مما قد يدفع العدو إلى تكرار العدوان. لو سمحنا بتجديد الاتفاق النووي بشروط ممتدة، لاستهدفوا برنامجنا الصاروخي وحلفاءنا، كما أشار مسؤولون أميركيون".
وتابع: "تيار الإصلاح زعم لسنوات أن المفاوضات تمنع الحرب، لكن الهجوم الأخير كذب هذه المزاعم. ودعوتهم المفاجئة لتغيير النموذج، ومن قبل رفع الحظر عن تطبيقات مشبوهة، يطرح أسئلة عن تواطؤ محتمل أو خطة بديلة".
وختم بقوله: "القوى الدولية تتحرك بالمصالح لا المبادئ. وصمود إيران خلال 40 عامًا هو نتاج المحافظة على عناصر القوة، لا بالتنازلات. المفاوضات مع عدو يصرح برغبته في تغيير النظام لن تُنتج إلا مزيدًا من الضعف. الحل هو تعزيز القوة والرد الذكي، لا الاستسلام لخداع المفاوضات".
"جوان": بزشكيان للإصلاحيين: لا تثيروا الفرقة
أعدت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري الإيراني، تقريرًا عن اجتماع الرئيس مسعود بزشكيان مع أعضاء جبهة الإصلاح، وكتبت: أثارت رسالة الرئيس بزشكيان على وسائل التواصل الاجتماعي جدلاً بين مؤيد ومعارض. وكان قد حذّر من طرح قضايا تثير الانقسام، في إشارة إلى مطالب الإصلاحيين التقليدية بالإفراج عن السجناء الأمنيين، وعودة أساتذة الجامعة المتقاعدين، أو التعديلات الدستورية. وبعض هذه المطالب شخصي أو حزبي، مثل قضايا الحجاب والإنترنت التي انتقدها الإصلاحيون علنًا.
وأضاف التقرير: يبدو أن الرئيس يعتبر هذه المطالب غير مناسبة في الوقت الحالي، خاصة بعد التماسك الوطني الذي أعقب حرب الـ12 يومًا. بعض التيارات الإصلاحية حاولت استغلال هذا التلاحم لدفع أجندات حزبية، لكن بزشكيان أكد أن هذه الوحدة ليست ملكًا لأي تيار. ورغم ترحيبه بالحوار، فقد وجه رسالة ضمنية بضرورة تجنب الاستقطاب، مشددًا على أن الإصلاحات عملية طويلة الأمد تتطلب صبرًا وتدرجًا، وليس ضغطًا سياسيًا.
ووفق التقرير: "حذر بزشكيان من التكلفة السياسية الكبيرة للانقسام". وكان رد الرئيس الواضح والهادئ قد أظهر أن الحكومة لا تنوي تجاوز الأطر القانونية أو المصالح الوطنية لصالح مطالب فئوية. هكذا، يحاول بزشكيان الحفاظ على التوازن بين الانفتاح على الإصلاحات وضمان عدم تحول التلاحم الوطني إلى أداة للصراع السياسي".
"كار وكاركر": موت العمال بصمت على الأسفلت الحار
حذر تقرير صحيفة "كار وكاركر" الناطقة باسم حزب العمال الإيراني اليساري، من خطورة العمل في الأيام الحارّة خاصةً للعاملين في الهواء الطلق، وقال: "تزداد الخطورة في المناطق الحارة والرطبة مثل عسلوية والأهواز ودزفول وغيرها. فقد توفي عامل يبلغ 30 عامًا في دزفول مؤخرًا بسبب ضربة شمس أثناء عمله، وهي حالة ليست نادرة رغم ندرة الإحصائيات الدقيقة".
ونقل التقرير عن الناشط العمالي إحسان سهرابي، قوله: "يعمل العمال في الصيف دون دعم كافٍ في ظروف قاسية تهدّد حياتهم، مشيرًا إلى حالات وفاة سابقة بسبب الحرّ. وحذّر من أن العمل في درجات حرارة تتجاوز 37 درجة دون إجراءات وقائية قد يؤدي للجفاف أو الوفاة، خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية".
وتابع سهرابي: "ينص القانون الإيراني على توفير وسائل الحماية للعمال، بالإضافة إلى لائحة الحماية من الحرارة، لكن التنفيذ على أرض الواقع ضعيف، خاصة في قطاع المقاولات. وطالب بضرورة تعويم ساعات العمل في الأيام الحارّة وفرض رقابة صارمة على تنفيذ القوانين، مؤكدًا أن حماية العمال مسؤولية قانونية وأخلاقية لا يجوز إهمالها".