وذكرت الصحيفة، في تقرير نُشر الأحد 6 يوليو (تموز)، أن "علي س." وصل إلى إيران، في يونيو (حزيران) الماضي، متخفّيًا تحت ستار رحلة عائلية قادمًا تركيا، وهناك سلّم عناصر في الحرس الثوري معلومات وصورًا عن مواقع يهودية في العاصمة الألمانية، قبل أن يغادر البلاد بجواز سفر يحمل تأشيرة دخول غير مختومة رسميًا.
وأضافت الصحيفة أن الاستخبارات الداخلية الدنماركية رصدت رسائل متبادلة بين "علي س." وأحد الضباط المعروفين في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، وشاركت هذه المعلومات لاحقًا مع نظيرتها الألمانية.
وكانت الأجهزة الأمنية تراقب منذ فترة علاقات "علي س." مع "المركز الإسلامي في هامبورغ" وتردده المتكرر على "مسجد الإمام علي" المعروف بـ "المسجد الأزرق"، حيث كان يُشتبه في نشاطاته ضمن شبكة تابعة لطهران.
تصوير أهداف يهودية في برلين
أضاف تقرير الصحيفة الألمانية أن "علي س." سافر إلى برلين برفقة أسرته في 14 و15 يونيو الماضي، بينما كانت الأجهزة الأمنية الألمانية تراقبه عن كثب، مستخدمة التنصت على غرف الفندق والمراقبة الميدانية المتواصلة.
وخلال إقامته، التقط صورًا ومقاطع فيديو لعشرة مواقع على الأقل، من بينها الجمعية الألمانية- الإسرائيلية في منطقة "ميته"، ومكتب المجلس الأخلاقي الاتحادي، الذي يعمل فيه رئيس المجلس المركزي ليهود ألمانيا، جوزيف شوستر، ومطعم إسرائيلي، و"سوبرماركت" بالقرب من شارع كودام الشهير.
تسليم المعلومات داخل إيران
في 21 يونيو، سافر "علي س." من هامبورغ إلى إسطنبول، وأبلغ الشرطة الألمانية أنه ينوي زيارة أقاربه في تركيا، لكن استخبارات تركيا وإسرائيل راقبتا تحركاته حتى عبوره إلى داخل الأراضي الإيرانية، حيث قطع نحو 1500 كيلو متر داخل تركيا قبل أن يدخل إيران دون ختم رسمي على جواز سفره الدنماركي.
وتُظهر تسجيلات من منزله في الدنمارك أنه أخبر عائلته، يوم 23 يونيو الماضي، بأنه سلّم الضابط الإيراني المسؤول المعلومات التي جمعها من برلين، والتي تضمنت تفاصيل عن الأبواب الخلفية، ومستويات الحماية، ونقاط مناسبة لزرع عبوات ناسفة أو مواد حارقة.
وفي 24 يونيو، أصدر المدعي الفيدرالي الألماني، ينز رومل، مذكرة توقيف بحقه، معلنًا أن "علي س." مشتبه به بشدة في التعاون مع جهاز استخبارات أجنبي.
وأشار المدعي إلى أن الهدف من أنشطة التجسس كان جمع معلومات عن منشآت وشخصيات يهودية في ألمانيا، في إطار التحضير لهجمات محتمَلة.
وتُعتبر هذه القضية واحدة من أخطر وأكبر عمليات التجسس المنسوبة إلى النظام الإيراني في ألمانيا، خلال السنوات الأخيرة، وتؤكد مجددًا استخدام طهران لسفاراتها ومراكزها الدينية في الخارج كأدوات للتجسس وشنّ عمليات نفوذ.