طهران تروّج لـ"تجميد مقابل تجميد".. وترامب يتحدث عن اتفاق وشيك

تشير لهجة طهران اللينة في التصريحات المتعلقة بالمفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، بجانب تعليقات غير مسبوقة من محللين إعلاميين، إلى احتمال انفتاح إيران على اتفاق من نوع "تجميد مقابل تجميد" مع واشنطن.
وباستثناء التلفزيون الرسمي، وصحيفة "كيهان" المتشددة التابعة للمرشد الإيراني، علي خامنئي، وعدد قليل من الصحف المغمورة، ناقشت معظم وسائل الإعلام الإيرانية هذا الأسبوع ما وصفته بـ "الإشارات الإيجابية من واشنطن"، بل وتحدث بعضها عن "اتفاق نهائي وشيك".
وغالبًا ما تستشهد هذه الوسائل بما يُنظر إليه في طهران على أنه تفاؤل يسود التغطيات الإعلامية الأميركية.
وكان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قد قال للصحافيين يوم الأربعاء 28 مايو (أيار) الجاري، إنه نصح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعدم توجيه ضربة لإيران، مؤكدًا أن التوصل إلى اتفاق مع طهران "قريب جدًا".
وذكر موقع "رويداد 24" الإيراني أن شخصيات كانت متشككة تقليديًا، مثل المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، ووزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أشارت إلى إمكانية التوصل إلى اتفاق بين إيران والولايات المتحدة خلال أسابيع.
مؤشرات مبكرة على تغيُّر في الموقف
جاء أوضح مؤشر حتى الآن على انفتاح طهران، حين صرح النائب البارز وعضو لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، أبو الفضل ظهره وند، لموقع "نامه نيوز" المحافظ، يوم الأربعاء الماضي، بأن "طهران قد تُقدم على تعليق تخصيب اليورانيوم مقابل تخفيف جزئي للعقوبات".
وقال ظهره وند: "المسؤولون العُمانيون يقولون لنا: دعونا نجرب ذلك"، مشيرًا إلى قبول طهران صيغة مشابهة تحت قيادة المرشد علي خامنئي، في أوائل العقد الأول من القرن الحالي.
كما أشاد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بدور الوساطة العُمانية خلال زيارته إلى مسقط يوم الثلاثاء الماضي، واصفًا سلطنة عُمان بأنها "الوسيط النشط الوحيد الذي تثق به إيران".. في إشارة أخرى إلى إمكانية وجود مرونة في الموقف الإيراني.
ويأتي ذلك بالتزامن مع تلميحات من رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، بأن طهران "قد تعيد النظر في حظرها الطويل الأمد على دخول المفتشين النوويين الأميركيين"، وذلك كجزء من أي اتفاق محتمل مع واشنطن.
اتفاق مؤقت لتفادي الحرب
أبرزت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية الإيرانية هذا التحول الظاهري في النبرة، مشيرة إلى احتمال وجود ترتيب من نوع "تجميد مقابل تجميد" قيد الإعداد، وهو ما يُطلق عليه المسؤولون أحيانًا "اتفاق مؤقت"، ربما لجعله أكثر قبولًا لدى المتشددين.
ولكن الصحيفة حذّرت من أن "لا شيء محسوم حتى يتم التوقيع"، مشددة على أن "فرصة التوصل إلى اتفاق لا تقل عن فرصة حصول تغيّر مفاجئ قد يوقف كل شيء دون تفسير يُذكر".
وأكدت أن النقاشات التقنية لا تزال جارية بالتوازي مع محادثات ثنائية سرية.
وقال الإصلاحي الإيراني البارز، محمد صادق جوادي حصار، لصحيفة "اعتماد": "إن مرونة الحكومة تتماشى مع المصلحة الوطنية لإيران".
وبالمثل، صرّح المحلل الإصلاحي، حميد رضا جلايبور، لموقع "خبر أونلاين"، بأن إيران لا يمكنها تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين، دون إصلاح علاقتها المتوترة مع الولايات المتحدة أولاً.
وتوقع أن يساهم الاتفاق في تهميش الأقلية المتشددة، التي تدفع بخطاب معادٍ لأميركا، وتدعو لتدمير إسرائيل، وتطالب بتشديد القبضة الداخلية.
وأشار إلى أن شعار طهران قد يكون تحوّل من "لا مفاوضات، لا حرب" إلى "مفاوضات لتجنب الحرب".