بهروز توراني
صحفي

صحفي
بدأ المحللون السياسيون في طهران يدقون ناقوس الخطر بشأن التداعيات الاقتصادية للعقوبات الأممية التي رُفعت بموجب الاتفاق النووي لعام 2015، والتي تقول الدول الأوروبية إنها قد تعيد فرضها على إيران بحلول نهاية أغسطس (آب) المقبل.
تزداد حدة الانقسامات السياسية في إيران بعد الحرب التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، إذ يواجه الرئيس مسعود بزشكيان اتهامات بالتخطيط لانقلاب ضد المرشد الإيراني علي خامنئی.
تشهد إيران غياب وزير للاقتصاد منذ مارس (آذار) الماضي، وقد يستمر هذا الوضع لفترة أطول، حيث يواجه الأستاذ الاقتصادي علي مدني زاده مرشح الرئيس مسعود بزشكيان، معارضة متزايدة من المتشددين داخل البرلمان وخارجه.
تشير لهجة طهران اللينة في التصريحات المتعلقة بالمفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، بجانب تعليقات غير مسبوقة من محللين إعلاميين، إلى احتمال انفتاح إيران على اتفاق من نوع "تجميد مقابل تجميد" مع واشنطن.
قال رئيس منظمة التخطيط والميزانية في إيران إن إيرادات النفط الإيرانية يجب أن تُودع في صندوق وطني قبل إنفاقها، داعيًا إلى مزيد من الشفافية والانضباط المالي في ظل استمرار ارتفاع حصة القوات المسلحة من هذه الإيرادات.
بدأت بوادر التصدع تظهر في الإجماع الأولي بإيران، الداعم للمفاوضات النووية مع الولايات المتحدة، إذ أعرب بعض المتشددين عن قلقهم إزاء ما يرونه تصاعدًا في لهجة واشنطن.
رغم تصاعد الضغوط البرلمانية عقب الانفجار الكارثي في ميناء رجائي، الذي أسفر عن مقتل العشرات وإصابة أكثر من ألف شخص، لا تزال حكومة الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، تلتزم الصمت حيال المطالبات بعزل وزيرين بارزين من أعضائها.
من المقرر أن تستأنف طهران وواشنطن المحادثات السبت المقبل، لكن الدعوات المتزايدة لربط أي اتفاق بتفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية تُلقي بظلالها على التفاؤل المبكر.
يبدو أن الانقسام المتزايد داخل إيران، حول كيفية التعامل مع المفاوضات بين طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي الإيراني، قد وصل إلى مكتب المرشد علي خامنئي.
في الأيام التي سبقت الجولة الثانية من المحادثات بين الوفدين الإيراني والأميركي، استمر الغموض بشأن مكان وجدول أعمال الاجتماع.
دخلت طهران وواشنطن مرحلة جديدة من تبادل التهديدات، حيث لوّح الرئيس الأميركي بإمكانية قصف إيران، بينما لم تكتفِ طهران بالتوعد بالرد، بل هددت أيضًا بالسعي لامتلاك أسلحة نووية.
قال محلل سياسي بارز في طهران إن أفضل طريقة للمرشد علي خامنئي لكسر الجمود الحالي هي تنظيم استفتاء وطني حول مسألة الحرب أو السلام مع الولايات المتحدة.
انتهى العام الإيراني 1403، الذي اختتم أمس الأربعاء 19 مارس (آذار)، بمزيد من إضعاف مؤسسات الدولة الرئيسية، فيما شدد المرشد علي خامنئي قبضته على شبكة من الهيئات المتداخلة، بعضها أنشأها بنفسه.
حذر أحد أبرز المحللين المتشددين في إيران من أن التفاوض مع الولايات المتحدة سيزيد من احتمال تعرض إيران لهجوم، مشيرًا إلى أن قبول شروط واشنطن سيجعل البلاد أكثر ضعفًا.
انتقادات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان لم تعد تقتصر على خصومه السياسيين، الذين سعى لاسترضائهم من خلال تخصيص العديد من المناصب الوزارية. بل حتى جناح الإصلاحيين بدأ يفقد صبره بسبب افتقار بزشكيان للتوجيه وعدم اتخاذ إجراءات فعلية.
بينما تنفي إيران تلقيها أي رسالة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تطالب بإجراء محادثات نووية مباشرة، فإن تصريحات المرشد علي خامنئي ووزارة الخارجية والسفير الإيراني في الأمم المتحدة سعيد إيرواني تبدو وكأنها ردود على مثل هذه الرسالة.
أطاح المتشددون في إيران باثنين من كبار مساعدي الرئيس مسعود بزشكيان هما: وزير الاقتصاد عبد الناصر همتي من خلال سحب الثقة في البرلمان. بينما استقال مساعد الرئيس للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف تحت الضغط.
حذر عالم اجتماع بارز في طهران من أن إيران قد تواجه موجة احتجاجات واسعة إذا فشلت الحكومة في تحسين الوضع المالي المتدهور، وكبح الارتفاع المتزايد في الأسعار.
أكد بعض السياسيين الإيرانيين أن القوة العسكرية للبلاد قادرة على ردع الرئيس الأميركي والذي أطلق تهديدات ضمنية ضد طهران. وذلك وسط توترات متصاعدة بين دونالد ترامب وإيران.
يواجه الرئيس الإيراني، مسعود بزشكیان، هجمات من المتشددين، منذ انتخابه، والآن يحذر حلفاؤه الإصلاحيون من أنه قد يفقد المزيد من الدعم العام، إذا فشل في تخفيف المعاناة الناتجة عن العقوبات الأميركية.
جدد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، هذا الأسبوع، تعهده الانتخابي بدعوة خبراء أجانب للمساعدة في حل الأزمة الاقتصادية، التي تعصف بالبلاد، في ظل معاناة إدارته من التضخم المتصاعد، والنقص الحاد، والانهيار المستمر للعملة.