إيران تتشبث بالتفاؤل.. والمطالب الأميركية الصارمة تلقي بظلالها على المفاوضات
من المقرر أن تستأنف طهران وواشنطن المحادثات السبت المقبل، لكن الدعوات المتزايدة لربط أي اتفاق بتفكيك البنية التحتية النووية الإيرانية تُلقي بظلالها على التفاؤل المبكر.
الموقف الصلب المطالب بالتفكيك الكامل هو الخط العام المتشدد الجديد للبيت الأبيض والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، وقد دفع به أيضًا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي أكد يوم الاثنين أن حكومته لن تقبل بأقل من ذلك.
وكتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على "إكس": "وهم إسرائيل بأنها تستطيع فرض ما يجوز أو لا يجوز لإيران فعله منفصل تمامًا عن الواقع لدرجة أنه لا يكاد يستحق الرد"، واصفًا نتنياهو بـ"الوقح" لإخباره الرئيس الأميركي بما يجب فعله.
ومن المثير للدهشة أنه واصل انتقاد إدارة جو بايدن الديمقراطية فيما بدا كمحاولة لكسب ود الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وكتب عراقجي: "حلفاء نتنياهو في فريق بايدن الفاش- الذي فشل في التوصل إلى اتفاق مع إيران- يصورون بشكل زائف مفاوضاتنا غير المباشرة مع إدارة ترامب على أنها اتفاق نووي آخر ".
لا يمكن المبالغة في أهمية هذه الإشارة العلنية من مسؤول إيراني على حساب الرجل المتهم باسترضاء طهران تقريبًا كل أسبوع من ولايته.
قد يكون هذا التحول في النبرة مدفوعًا جزئيًا بالتداعيات الاقتصادية لحريق ميناء بندر عباس، والذي يعتقد المراقبون أنه زاد من الضغوط المالية على طهران.
إيران، وكبير مفاوضيها عراقجي، لديهما كل الأسباب للقلق بشأن انهيار المحادثات، بالنظر إلى البديل "السيئ للغاية" الذي اقترحه ترامب.
كانت الرغبة في إظهار تفاؤل حذر واضحة أيضًا في افتتاحية على موقع "دبلوماسية إيران"، وهو موقع يرتبط ارتباطًا وثيقًا بوزارة الخارجية.
تناول المقال سيناريوهين: استهداف الولايات المتحدة للمواقع النووية الإيرانية، أو قبول "نظام إقليمي جديد" تصبح فيه طهران موردًا رئيسيًا للطاقة للغرب. وقال إن الأخير هو النتيجة الأكثر ترجيحًا.
في هذا السيناريو، وفقًا لـ"دبلوماسية إيران"، سيتم إعادة تعريف الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران في المنطقة ودمجها تدريجيًا في هياكل عسكرية رسمية.
ومن الغريب أن المقال قدم كل ذلك كدليل على قوة الردع الإيرانية واستسلام واشنطن لمطالب إيران، مع تحذير من الثقة الزائدة عند التعامل مع رئيس لديه "سجل سيئ في تقويض الالتزامات".
وقد نشرت صحيفتان إصلاحيتان، "شرق" و"اعتماد"، قصصًا مماثلة في اليوم نفسه.
قالت "شرق" إن هناك مجالًا لتفاؤل حذر بينما تستمر المحادثات، مشيرة إلى أن القضايا الرئيسية لا تزال دون حل.
وأفادت "اعتماد" أن استطلاعًا حديثًا أظهر أن 8 من كل 10 أشخاص يدعمون المحادثات واتفاقًا محتملاً، شريطة أن يحمي مصالح إيران ويحافظ على التقدم في العلوم النووية وتكنولوجيا الصواريخ.
وأشارت الصحيفة المؤيدة للحكومة إلى أن استطلاعًا مماثلًا أُجري قبل الاتفاق النووي لعام 2015 أظهر أن عددًا أقل- 7 من كل 10- قالوا إنهم يؤيدون اتفاقًا.