وأشار موقع "نورنيوز" الإخباري في تقرير له إلى أنّ "اندفاع الشباب، والانفعال اللحظي، وعدم الاكتراث بالتحذيرات المرورية" من أبرز سمات هذه الفئة العمرية، مضيفًا أنّ إحصاءات شرطة المرور "تقدّم صورة مقلقة عن التهور ومخالفة القوانين بين الجيل الشاب في العاصمة".
وفي وقت سابق من سبتمبر (أيلول) هذا العام، كان موقع "دیده بان إيران" قد ذكر أنّ ارتفاع أسعار الدراجات النارية، إلى جانب الضغوط المعيشية، دفع عددًا من شباب العاصمة إلى استئجار دراجات والعمل كموزّعين.
وأضاف موقع "نورنيوز" في تقريره: "بعد فئة العشرين إلى الثلاثين عامًا، تأتي الفئة ما بين الأربعين والخمسين بنسبة 24 في المئة، ومن هم فوق الخمسين بنسبة 17 في المئة. وهذا يعني أن نحو نصف الضحايا هم دون الأربعين عامًا؛ وهو مؤشر على أزمة ثقافية وتعليمية في مجال القيادة داخل المدن".
وتُظهر الإحصاءات كذلك أنّ سائقي السيارات يشكّلون 47 في المئة من ضحايا المركبات في حوادث طهران خلال شهر أكتوبر، في حين بلغت نسبة سائقي الدراجات النارية 26 في المئة.
وبحسب "نورنيوز"، فإن 27 في المئة من الضحايا الآخرين هم من المشاة الذين يقعون ضحية "أخطاء السائقين وضعف البنية التحتية للسلامة".
وحذّر الموقع من أنّ تقرير شرطة المرور في طهران يشير إلى أنّ "الخطر لا يكمن خلف المقود فقط، بل يترصّد المارة حتى على الأرصفة".
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت الوفيات الكثيفة الناجمة عن حوادث السير من القضايا المقلقة الدائمة في المجتمع الإيراني، مسلّطة الضوء على أوجه القصور الهيكلية في إدارة قطاع النقل.
ويرى المنتقدون أنّ السيارات رديئة الجودة، والطرق غير الآمنة، وغياب التوعية الفعّالة، من أبرز أسباب هذه الأزمة، ويعدّونها نتيجة للتقصير وسوء الإدارة من جانب سلطات النظام الإيراني.
الطرق السريعة مسرح 79 في المئة من حوادث طهران المرورية
ذكر موقع "نورنيوز" في تقريره أنّ القسم الأكبر من الحوادث المرورية في طهران خلال أكتوبر– نحو 79 في المئة– وقع في الطرق السريعة، التي تحوّلت إلى بؤر رئيسية للحوادث المميتة بسبب "السرعة العالية، والتهور، والمناورات الخطيرة".
وبحسب تقرير شرطة المرور في طهران، فإنّ أغلب الضحايا لقوا حتفهم بين الساعة الثانية ظهرًا والعاشرة ليلًا، وهي الفترة التي يشهد فيها السير ازدحامًا شديدًا، وتتزايد خلالها حالات الإرهاق الذهني لدى السائقين، إضافة إلى استعجالهم للوصول إلى وجهاتهم، ما يرفع احتمال وقوع الحوادث بشكل كبير.
أما نحو 24 في المئة من الحوادث فقد وقعت بين الساعة العاشرة ليلًا والسادسة صباحًا، ويُعزى ذلك أساسًا إلى "السرعة المفرطة، والنعاس، واستهلاك المنبّهات أو الكحول".
وخلص موقع "نورنيوز" إلى أنّ جذور هذه الأزمة تكمن في "غياب التدريب الفعّال على القيادة وثقافة المرور في المدارس والجامعات"، و"انعدام الرقابة الرادعة في تطبيق القوانين"، و"عدم الانتباه للحالة النفسية والعقلية للسائقين الشباب".
وفي مارس (آذار) 2025، أعلن محمد إسماعيل قيداري، القائم بأعمال رئيس جامعة العلوم الطبية في بهشتي، أنّ حوادث السير تأتي في المرتبة الثالثة بين أسباب الوفاة في إيران، بعد أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان.
ووفقًا لإحصاءات شرطة الطرق في سبتمبر (أيلول) 2024، يُقتل يوميًا في إيران ما بين 45 و50 شخصًا في حوادث السير، فيما يُصاب 100 شخص بإعاقات دائمة.