ووفقًا للتقرير، الذي نُشر مساء الأحد 9 نوفمبر (تشرين الثاني)، فإن المجموعة المعروفة باسم "سايبر طوفان" (Cyber Storm)، المؤيدة لحركة "حماس"، ويُعتقد أنها على صلة بإيران، تمكنت من الحصول على تصاميم ثلاثية الأبعاد ومعلومات تقنية مفصلة حول مركبة القتال "ريدباك" (Redback)، وهي جيل جديد من العربات القتالية للمشاة المخصصة للجيش الأسترالي.
وتشير المعلومات إلى أن هذه المدرعات سيتم تجهيزها ببرج قتالي متطور من إنتاج شركة إلبِت سيستمز (Elbit Systems) الإسرائيلية، مزود بأجهزة استشعار متقدمة وأنظمة تحكم عن بُعد بالأسلحة، تم تصميمها بالتعاون مع شركة الدفاع الأسترالية EOS. ويضم البرج مدفعًا عيار 30 ملم ونظام حماية نشط يعرف باسم "آيرون فيست" (Iron Fist).
وقالت مجموعة القرصنة "سايبر طوفان"، في بيانٍ لها، إنها حصلت على البيانات السرّية بعد اختراق كاميرات المراقبة الخاصة بشركة "مايا تكنولوجي" (Maya Tech)، وهي إحدى شركات سلسلة التوريد الإسرائيلية، قبل أكثر من عام، مشيرةً إلى أن الاختراق منحها وصولًا إلى معلومات سرية تخص 17 شركة دفاعية إسرائيلية.
وبحسب "سكاي نيوز" أستراليا، فقد بدأت المجموعة بنشر تفاصيل سرية تخص 36 مشروعًا عسكريًا إسرائيليًا في قناتها على تطبيق "تلغرام"، معلنة أنها "نجحت في اختراق قلب العمليات الهندسية الدفاعية الإسرائيلية".
كما أوضح التقرير أن البيانات التي نشرتها المجموعة تتضمن أيضًا تصاميم لنظام عرض يُثبّت على الخوذ العسكرية من إنتاج شركة "إلبِت"، وهو نظام مشابه لذلك المستخدم في العربات القتالية "ريدباك" وكذلك في صواريخ "سبايك NLOS" المضادة للدبابات، التي تدرس أستراليا شراءها حاليًا.
وأشارت "سكاي نيوز" إلى أنه لم يُعرف بعد حجم البيانات المسروقة، أو ما إذا كان بالإمكان استغلالها لتطوير أنظمة مضادة للتقنيات الدفاعية المستخدمة في "ريدباك". كما عبّر التقرير عن مخاوف من إمكانية قيام أطراف أخرى بعمليات "هندسة عكسية" على الأسلحة الإسرائيلية المتقدمة باستخدام هذه البيانات المسروقة.
وبموجب العقد المبرم، من المفترض أن يتسلّم الجيش الأسترالي 127 مركبة من طراز "ريدباك"، صممتها شركة "هانهوا ديفنس" (Hanwha Defense) الكورية الجنوبية، بقيمة إجمالية تقارب 7 مليارات دولار أسترالي، في حين تبلغ قيمة عقد أبراج "إلبِت" القتالية نحو 920 مليون دولار.
اختراق شركات إسرائيلية أخرى
كما زعمت مجموعة "سايبر طوفان" أنها لم تكتفِ باختراق شركة مايا، بل تمكنت أيضًا من اختراق أنظمة شركتي "إلبِت" و"رافائيل"، وهما من كبرى شركات الصناعات الدفاعية في إسرائيل.
وجاء في بيان المجموعة: "لقد تمكّنا من اختراق أنظمة الكمبيوتر والهواتف والطابعات والموجّهات والكاميرات التابعة لشركتي إلبِت ورافائيل، ولدينا تسجيلات بالصوت والصورة لاجتماعاتكم على مدى أكثر من عام.. وما نشرناه حتى الآن ليس سوى البداية."
ومن جانبها، قالت المديرة التنفيذية للاستخبارات السيبرانية في شركة CyberCX"" الأسترالية، كاثرين مانستد، في حديثها لـ "سكاي نيوز أستراليا"، إن اختراق المجموعات المدعومة من إيران لشركات إسرائيلية وما يترتب عليه من ضرر لعملائها الأستراليين ليس أمرًا جديدًا، لكنها وصفت هذه الحادثة بأنها "واحدة من أكثر التهديدات تعقيدًا، وربما وجودية بالنسبة للمؤسسات الأسترالية".
وأضافت مانستد أن "سايبر طوفان" تُعد "كيانًا نشطًا للغاية ومعاديًا لإسرائيل"، مشيرة إلى أن المجموعة تدّعي اختراقها ما لا يقل عن 100 مؤسسة إسرائيلية، مؤكدة أن هناك شبهات قوية بأنها تعمل كقوة بالوكالة لصالح النظام الإيراني.
ويُذكر أن مجموعة "سايبر طوفان" للقرصنة ظهرت في 27 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أي بعد أسابيع قليلة من هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر من العام ذاته.
وفي هذا السياق، قال "المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب" في إسرائيل إن نشاط المجموعة، الذي يتركز على اختراق الخوادم وقواعد البيانات وتسريب المعلومات، يدل بوضوح على "دعم من جهة حكومية"، مرجحًا أن إيران هي الداعم الرئيس لهذه المجموعة.