بعد الجفاف في طهران وكرج.. مخزون سدود "مشهد" يتراجع إلى أقل من 3 في المائة

علن المدير العام لشركة المياه والصرف الصحي في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن إيران من حيث عدد السكان، أن مخزون مياه السدود التي تغذي المدينة تراجع إلى أقل من ثلاثة في المائة.

علن المدير العام لشركة المياه والصرف الصحي في مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن إيران من حيث عدد السكان، أن مخزون مياه السدود التي تغذي المدينة تراجع إلى أقل من ثلاثة في المائة.
وقال حسين إسماعيليان، في مقابلة مع وكالة "مهر" التابعة لمنظمة الدعاية الإسلامية، يوم الأحد 9 نوفمبر (تشرين الثاني): "إن مخزون مياه سدود مشهد انخفض حاليًا إلى أقل من ثلاثة في المائة، ورغم أن استهلاك المياه ينخفض نسبيًا في فصل الشتاء، فإن الوضع الراهن يُظهر أن ترشيد الاستهلاك لم يعد مجرد توصية، بل أصبحت ضرورة ملحّة".
وأشار إلى الانخفاض الحاد في كميات الأمطار مضيفًا أن "إجمالي الهطول المسجل في مدينة مشهد حتى الآن بلغ 0.4 ملليمتر فقط، في حين كان هذا الرقم العام الماضي نحو 27 إلى 28 ملليمترًا، بينما يبلغ المعدل طويل الأمد في الفترة نفسها نحو 14 ملليمترًا".
وأضاف أن "قلة الهطول هذه تعكس الوضع المقلق لموارد المياه في شمال شرق البلاد".
وخلال الأسابيع الماضية، ومع تفاقم أزمة المياه وعجز الحكومة البنيوي عن إدارة الموارد، حاول عدد من مسؤولي النظام الإيراني تحميل المواطنين مسؤولية الأزمة من خلال الإشارة إلى "نمط استهلاكهم"، فيما لجأ آخرون إلى الدعوة لإقامة "صلاة الاستسقاء" وتوجيه "نصائح أخلاقية".
وكان وزير الطاقة الإيراني، عباس عليآبادي، قد أعلن يوم الأحد 9 نوفمبر، انقطاع المياه ليلًا في أنحاء مختلفة من البلاد، داعيًا المواطنين إلى تركيب خزانات منزلية لتخزين المياه.
غير أن توفير تكلفة شراء وتركيب هذه الخزانات ليس ممكنًا لجميع المواطنين، كما كانت تقارير سابقة قد أشارت إلى ارتفاع أسعار هذه المعدات بسبب توصيات الحكومة بشرائها.
تحميل المسؤولية للمواطنين
أكد المدير العام لشركة المياه والصرف الصحي في "مشهد"، في تصريحاته، أن الأولوية القصوى في الظروف الحالية هي "الترشيد وإدارة الاستهلاك من قِبل السكان، حتى يمكن تجاوز الشهر أو الشهرين المقبلين دون انقطاع في إمدادات المياه، ريثما تُرجى هطولات محتملة في نهاية العام".
وأوضح إسماعيليان أن "الاستهلاك اليومي للمياه في مشهد يبلغ حاليًا نحو ثمانية آلاف لتر في الثانية، ولا يُؤمَّن منها سوى ما بين ألف وألف وخمسمائة لتر في الثانية من السدود".
وأضاف أنه "إذا تمكن المواطنون من خفض استهلاكهم بنسبة نحو 20 في المائة، فسيكون بالإمكان إدارة الوضع من دون الحاجة إلى التقنين أو قطع المياه".
ومن جانبه، قال حسن حسيني، مساعد محافظ "مشهد": "إن خطة تقنين المياه قيد الدراسة، وإذا استمر انعدام الهطول، فسيبدأ تطبيق التقنين الإقليمي قبل نهاية فصل الخريف".
ورغم التحذيرات المتكررة من الخبراء على مدى سنوات طويلة، فإن المسؤولين الإيرانيين بدلاً من الاستثمار في البنى التحتية وتنميتها، انشغلت ببناء السدود وحفر الآبار العميقة، مختزلة الأزمة في مسألة انخفاض معدلات الهطول.
كما ذهب بعض المسؤولين ذوي التوجهات الأيديولوجية والخرافية إلى ربط الجفاف ومشكلات المياه بـ "مقاومة المواطنين للحجاب الإجباري".