لاريجاني: إيران لن نخضع لمطالب أميركا حتى لو كان الثمن اندلاع حرب جديدة

أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني، استمرار سياسات النظام الإيراني، معلنًا أن طهران لن تقبل مطالب أميركا حتى ولو كان الثمن اندلاع حرب جديدة.

أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، علي لاريجاني، استمرار سياسات النظام الإيراني، معلنًا أن طهران لن تقبل مطالب أميركا حتى ولو كان الثمن اندلاع حرب جديدة.
وقال لاريجاني، يوم الاثنين 10 نوفمبر (تشرين الثاني)، خلال مؤتمر في طهران، إن الدول الغربية تسعى إلى "الهيمنة على إيران"، واعتبر قلق المجتمع الدولي من البرامج الصاروخية والنووية للنظام الإيراني "ذريعة".
وأضاف أن "القضية النووية لم تكن سوى ذريعة. من الواضح تمامًا أن الهدف الحقيقي لأميركا والغرب هو محاربة الشعب الإيراني. كما أنهم بعد الحرب الأخيرة يطالبون بفرض قيود على القدرات الصاروخية والدور الإقليمي لإيران، في حين أن هذا الأمر لا شأن لهم به".
وتابع أمين المجلس الأعلى للأمن القومي للنظام الإيراني قائلًا: "إيران، حتى وإن كان الثمن مواجهة شاملة، لن تتراجع عن طريق الاستقلال والعزة".
لاريجاني ينتقد شعار ترامب "السلام من خلال القوة"
انتقد لاريجاني أيضًا شعار "السلام من خلال القوة"، الذي يرفعه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وقال إن ترامب يسعى إلى "هدم القواعد الدولية واستبدال القانون بالقوة".
وأضاف: "معنى هذا التفكير أن على الدول إما أن تستسلم أو تستعد للحرب.. ونتيجة هذه السياسة هي اتساع الفوضى الدولية".
وقد أُقيم هذا المؤتمر بعنوان "نحن والغرب" بهدف مناقشة نهج المرشد الإيراني، علي خامنئي، تجاه الغرب.
وفي الأيام الأخيرة، تصاعدت التكهنات بشأن البرامج النووية والصاروخية الإيرانية واحتمال المواجهة مجددًا مع الغرب.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية قد ذكرت، يوم الأحد 9 نوفمبر، أن غياب المفاوضات والرقابة والشفافية حول حجم مخزون المواد النووية لدى النظام الإيراني زاد من المخاوف في المنطقة من احتمال اندلاع حرب جديدة بين إيران وإسرائيل.
وكان المرشد الإيراني، علي خامنئي، قد قال، في 3 نوفمبر الجاري، إن أميركا تسعى إلى "إخضاع" طهران، وإنها "ستشن هجومًا مباشرًا على البلاد متى استطاعت ذلك".
وخلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، طالب ترامب مرارًا بـ "استسلام غير مشروط" للنظام الإيراني.
وقال الرئيس الأميركي، في 23 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن الهجمات الأخيرة على المنشآت النووية في إيران، ومقتل القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري، قاسم سليماني، ردعت النظام الإيراني وأنهت "بلطجته وغطرسته" في المنطقة.
دور خامنئي في الحرب مع إسرائيل
أشاد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني بأداء خامنئي، خلال الحرب، التي استمرت 12 يومًا مع إسرائيل، قائلًا إنه كان "على اتصال مباشر" مع القادة العسكريين في تلك الفترة.
وأضاف لاريجاني أن خامنئي كان يراقب "لحظة بلحظة مجريات الحرب" وأصدر "التوجيهات اللازمة"؛ حيث "إن وقته كله تقريبًا كان مكرسًا للحرب وتلبية احتياجات الشعب".
وتابع قائلًا: "كانت الأيام الثلاثة الأولى من أكثر الأيام توترًا، لكن التخطيط الذي أعده القائد العام للقوات المسلحة كان دقيقًا وذكيًا إلى حد غيّر مجرى المعركة".
ورغم أن النظام الإيراني تكبد خسائر كبيرة استخباريًا وعسكريًا، وفقد عددًا من كبار قادته، خلال الحرب مع إسرائيل، فإنه في الأشهر الأخيرة حاول من خلال رواية مختلفة أن يُظهر نفسه "منتصر الميدان".
وتأتي تصريحات لاريجاني في وقت كان خامنئي خلال الحرب التي استمرت 12 يومًا، ولمدة بعدها، مختبئًا في "ملجأ تحت الأرض" بعيدًا عن الأنظار العامة.