ووفقًا للتقرير، فقد قامت قوات جهاز الاستخبارات في طهران، باعتقال شريعتی، مساء الأحد 9 نوفمبر (تشرين الثاني)، ونقلها إلى مكان مجهول.
ونقلت "هنغاو" عن مصدر مطّلع قوله: "تم اعتقال هذه الرياضية بسبب قيامها بحركات استعراضية في الشارع، وذُكر أن السبب هو عدم التزامها بمعايير اللباس في الأماكن العامة أثناء تنفيذ تلك الحركات الاستعراضية".
إغلاق حساب شريعتی على "إنستغرام"
ذكرت "هنغاو"، في تقريرها، أن هذه الرياضية، بعد اعتقالها، تمكّنت من الاتصال بعائلتها مرة واحدة فقط، في مكالمة قصيرة أعربت خلالها عن قلقها بشأن وضعها وطلبت المساعدة.
وأضافت المنظمة الحقوقية أنه منذ ذلك الوقت لا تتوافر أي معلومات عن مكان احتجاز شريعتی أو حالتها.
وبحسب التقرير، تولّت الأجهزة الأمنية الإيرانية السيطرة على حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي بعد اعتقالها.
كما تم إغلاق صفحتها على "إنستغرام"، التي كان يتابعها نحو 160 ألف شخص، ووُضع عليها شعار شرطة الفضاء الإلكتروني "بولیس فتا".
وفي الأسابيع الأخيرة، شدّد مسؤولو النظام الإيراني على ضرورة تكثيف السياسات القمعية المفروضة لتطبيق الحجاب الإجباري.
وقد وصف المدعي العام الإيراني، محمد موحدي آزاد، يوم الأحد 9 نوفمبر، "العفة والحجاب" بأنهما "أمران دينيان وشرعيان"، وأكد أن النيابات العامة ملزمة "بالتعامل بجدية" مع أي عصيان ضد الحجاب الإجباري.
كما دعا رئيس القضاء في محافظة أصفهان، أسدالله جعفري، في 6 نوفمبر الجاري، إلى التعامل مع "السلوكيات المخالفة للعرف" من قِبل النساء اللاتي يرفضن الحجاب الإجباري.
وفي 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلن أمين لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في محافظة طهران، روح الله مؤمن نسب، تشكيل "غرفة عمليات العفة والحجاب" وتنظيم أكثر من 80 ألف عنصر يُعرفون باسم "الآمرين بالمعروف" لمراقبة الحجاب الإجباري.
ويقول المنتقدون إن الإنفاق الهائل لفرض الحجاب، وتوسيع نشاط "الآمرين بالمعروف"، وزيادة ميزانية المؤسسات الثقافية التابعة للنظام، يدل على أن النظام يعطي الأولوية للسيطرة الاجتماعية، بدلاً من معالجة الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي يعانيها المواطنون.
وعلى الرغم من ملاحقة وقمع المواطنين بسبب اختيارهم اللباس الاختياري، فإن النظام الإيراني قام بتنظيم فعالية دعائية في ساحة انقلاب بطهران، في 8 نوفمبر الجاري، لعرض روايته عن الحرب التي استمرت 12 يومًا؛ وهو حدث لم يُفرض فيه على المشاركين ارتداء الحجاب الإجباري، خلافًا للسياسات الرسمية للنظام.